"التوك توك".. أو "عربة الشيطان" التي تسير في الشوارع دون رقيب أو حساب تملأ الأحياء والمدن والقري. مع ذلك لا تعلم الدولة عنها شيئاً.. وكأنها شبحاً لا يري بالعين المجردة!! هذه المركبة ذات العجلات الثلاثة تتسبب يومياً في مئات الحوادث آخرها مقتل طفلة في قليوب تحت عجلاته وهذه الحادثة لن تكون الأخيرة ما لم نواجه المشكلة ونحاول الوصول إلي حلول معقولة لجميع أطرافها. "التوك توك" قنبلة موقوتة في الشوارع جاهزة للانفجار ويتولي مسئوليتها وقيادتها للأسف الشديد أطفال صغار بعضهم يشربون السجائر والمخدرات. "التوك توك" يستغله البعض في توزيع المخدرات والأعمال المنافية للآداب.. كل ذلك يدفعنا للإسراع بتوفيق أوضاع ومنح تراخيص لهذه المركبة وأيضاً لسائقيه حتي يكون الجميع تحت عين الحكومة وتحت طائلة القانون مع الوضع في الاعتبار ان "التوك توك" يفتح بيوتاً وأرزاق كثير من المصريين الذين يعانون من البطالة. "المساء" حاولت الإجابة علي السؤال الصعب كيف نعيد ترتيب أوراق التوك توك الفوضوي ليصبح مشروعاً ويسير وفق نظم وقوانين تضمن سيره في الطريق الصحيح وأيضاً سلامة ركابه بعيداً عن الانفلات الموجود حالياً. كلما تجولنا في منطقة شعبية أو راقية لابد ان تلمح عينيك بشكل مباشر أو غير مباشر التوك توك يطل بعجلاته الثلاث ولونه الأحمر في أغلب الأحيان يسير يميناً ويساراً متجاوزاً كل قواعد المرور. حاولنا إجراء لقاءات مع عدد من سائقي التوك توك في البداية رفض بعضهم الحوار خوفاً من حدوث عواقب نتيجة التعامل مع الإعلام لكن سرعان ما تبدل الخوف لشجاعة وحماس في التحدث عن كل المسكوت عنه في أزمة التوك توك بالشارع المصري. كما تحدثنا مع عدد من المواطنين عبروا عن آرائهم حول كيفية احتواء أزمة التوك توك وتحويلها لوسيلة نقل شرعية لها تراخيص وتسير وفق القانون. كريم صلاح سائق توك توك تحدث في البداية قائلاً: نريد أن نعيش ونعمل في النور وليس كالخفافيش فهناك شباب حاصلون علي مؤهلات مثل بكالوريوس تجارة وزراعة وعلوم بل وهندسة بترول ويعملون في قيادة التوك توك. إذن نحن جميعاً مجرمون وسوابق ومروجون للمخدرات كما يشيع البعض!! ويستطرد: نريد أن يتم استخراج تراخيص سواء للمركبة وأيضاً رخصة قيادة للسائق وفق ضوابط تحددها الإدارة العامة للمرور علي أن يتم منع أي شخص دون ال 20 عاماً لقيادة التوك توك ويتم إجراء الفحوص الطبية واستيفاء كل ضوابط القيادة ليكون السائق مؤهلاً ومسئولاً عن أرواح الركاب. أما علي الجانب الآخر يقول محمد محمود وعمر عبدالفتاح وسيد عبدالله "مواطنون": لم نعد نحتمل كم الجرائم والحوادث التي تعج بها الطرق والشوارع فما يحدث يفوق الوصف والخيال فحياتنا أصبحت في خطر مع تفاقم مشاكل بل كل أزمات وكوارث عربة الشيطان الملقبة ب "التوك توك" فقد آن الأوان أن تنتهي عبثية وهجمية العربة ذات العجلات الثلاث. أضافوا: لا أحد يختلف أن الحكم علي التوك توك بالإعدام أمر مرفوض لكونه أصبح مصدراً لفتح آلاف أو ملايين البيوت وأرزاق الكثيرين أصبحت متعلقة به لذا وجب أن تضع الدولة ضوابط تنظم تراخيصه وأوراق شرائه وتحديد مالكه ومن يقوده والطرق والمسارات المرورية التي يسير عليها فلا يعقل ان تري توك توك علي كوبري 6 أكتوبر أو الدائري أو المحور أو شارع صلاح سالم مثلاً. الأمر لم يعد يقبل الصمت أو المواربة. أما أيمن عبدالقادر ومحمد عبدالفتاح وطارق سعد "سائقو توك توك": من يخشي السير في الطريق السليم هو من يرفض تراخيص أوراق التوك توك وأن يصبح في النور وكل شاب أو رجل يعمل في هذا المجال سواء مالك أو سائق يريد أن يتم توفيق أوضاعنا وظروفنا المعيشية فلا يتم وضع رسوم ترخيص تزيد علي 1000 جنيه ولا يتم وضع إجراءات يعجز عنها الشباب الساعي لأكل العيش بالحلال ونريد تسيير وتسهيل الأمور لكي نقبل علي إتمام الإجراءات ونعمل وفق منظومة متكاملة تشرف الدولة عليها. أضافوا: تضايقنا من الحوادث والجرائم الأخيرة التي حدثت مؤخراً عبر التوك توك ونريد ان نبعد عن أنفسنا هذه الشبهات بوضع نظام مروري وإجراءات تراخيص محددة وأرقام للتوك توك وأماكن للسير لا يخالفها أحد ومن يخالف يتعرض للمساءلة القانونية ونريد عقوبات رادعة وقائية ضد من يخالف أو يقوم بأي أمور غير مشروعة. يقول ياسر راتب وسامح فاروق وخالد عبدالعزيز: يجب أن يتم إدراج كل عربات التوك توك بسرعة في كشوف والإسراع في إجراء التراخيص لها ومنع أي طفل كما نري في الشوارع أطفال أحداث يقودون التوك توك ويشربون السجائر والمخدرات والبعض منهم يوزعون المواد المخدرة ويستغلونه في الأعمال المنافية للآداب وغيرها لذا نري أن توفيق الأوضاع أمر جيد لكن الإسراع باتخاذ قرارات حاسمة من الحكومة أمر لا يحتمل الانتظار بسبب الحوادث الأخيرة التي تقع بسبب هذه العربة الطائشة التي تسير منذ سنوات بمحافظات الجمهورية دون أن نعلم عنها شيئاً.