وصف المستشار حنفي علي جبالي رئيس المحكمة الدستورية العليا حكمه في قضية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية ب"التاريخي" قائلا: "اعتبر هذا الحكم بالنسبة لي تاريخي.. ونري أن جميع القضايا والدعاوي الدستورية مهمة بطبيعتها. وهذه القضية تم الحكم فيها بالورق والأسانيد القانونية والمعايير ومبادئ المحكمة ولا نتأثر عاطفياً أو شخصياً والقاضي يجب أن يصم آذانه عن الدوشة والإعلام". طالب خلال حواره ببرنامج "علي مسئوليتي" الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسي عبر فضائية "صدي البلد" المعارضين والمنتقدين للأحكام بقراءة حيثيات الحكم قبل انتقاد المحكمة. مضيفا "فوجئت بموجة الانتقادات في قضية تيران وصنافير وكان من الأفضل أن يطلع الناس علي حيثيات الحكم وغضبت من هذه الموجة ولكن أثناء نظر القضية لم أغضب وإلا كنت تنحيت عن نظرها". وعن الأحكام التي يراها أحكاماً تاريخية صادرة عن المحكمة قال ان أبرزها حكم حق الترشح وحكم الرفض في قانون بشأن المعاقين بتعيين نسبة 5% من ذوي القدرات الخاصة وقضية الاستثناءات في الجامعات مؤكدا ان المحاكم الدستورية في الدول العربية تقدر دور المحكمة المصرية ويرون أنها الرائدة والمعلمة الأولي ويستعينون بمبادئها وهذه المحكمة قوة ناعمة لمصر علي مستوي العالم. أشاد بالمستشار عدلي منصور مؤكدا انه قامة كبيرة وأستاذ جليل وذو أخلاق عالية وعندما عاد للمحكمة بعد رئاسته كان هادئا ومتواضعا كما كان ولم يتغير. وفيما يتعلق بفترة حكم الإخوان قال: إن محمد مرسي رفض حلف اليمين علي الهواء قبل أن يتشاور مع قياداته ويؤدي القسم أمام كاميرات التليفزيون وبعد ذلك دعا أعضاء المحكمة لحفل تنصيبه بجامعة القاهرة وذهبنا ووجدنا الجو غير مناسب لكرامتنا واحترامنا فالكراسي متناثرة بين جماهير ثائرة فانسحبنا بهدوء شديد وعدنا لمحكمتنا.. ولم نكن في الصف الأول ولا حتي العاشر.. الموقف لم يكن يليق بكرامتنا وقالوا لنا اتفضلوا فوق فالجماهير حاجزة القاعة". كشف المستشار حنفي علي جبالي رئيس المحكمة الدستورية العليا ان هناك 500 قضية سنويا تنظر أمام المحكمة الدستورية ويتم الفصل فيها جميعا. ولا يتم تأخير أي قضية ونسبة إنجاز القضايا سنويا تصل لأكثر من 90% معقبا: "مفيش محكمة في العالم تصل لهذه النسبة فالمحكمة الدستورية العليا الأمريكية تستبعد العديد من القضايا". قال جبالي ان المحكمة الدستورية العليا لم تستبعد أي قضية نظرت أمامها وجميعها يطبق بأثر رجعي إلا الضرائب تطبق من تاريخ صدور الحكم. مشيرا إلي أن نسبة الفصل الأعلي للمحكمة 81.7% خلال ال50 عاماً الماضية. وعن حصار المحكمة الدستورية في عهد الإخوان قال: "فوجئنا بما حدث وكانت لحظات صعبة جدا بالنسبة لنا. وكانوا يضعون حلل الطبيخ والمواقد حول سور المحكمة. وكانوا يقضون اعاشة كاملة حول المبني مما ترتب عليه اتساخ المحكمة.. ولكن المحكمة تضم قضاة شجعان.. القضاء مهنة صعبة جدا لكنها رسالة". أضاف ان حصار المحكمة أحد النقاط السوداء في تاريخ الإخوان.