في إطار فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري تعرض حالياً داخل مسرح الغد بالعجوزة مسرحية "الساعة الأخيرة" للمؤلف عيسي جمال وإخراج ناصر عبدالمنعم وبطولة كل من شريف صبحي وسامية عاطف ومحمد دياب ومعتز السويفي ومحمود الزيات ونائل علي ونورهان أبوسريع ومحمد حسيب. يقول المخرج ناصر عبدالمنعم: إن نص مسرحية "الساعة الأخيرة" كان ضمن النصوص المتقدمة لمسابقة نجيب ساويرس الثقافية وحصل علي جائزة أفضل نص مسرحي موضحاً أنه كان عضواً في لجنة تحكيم المسابقة وأعجبت بهذا النص ومن ثم اختار تقديمه علي مسرح الغد لأهميته في كشف منطقة مهمة في الحرب العالمية الثانية من خلال واقعة إسقاط أول قنبلة نووية في التاريخ علي مدينة هيروشيما اليابانية عبر موقف إنساني لحياة الطيار الأمريكي الذي ألقي هذه القنبلة ويدعي طوماس وولسن. أضاف أن المسرحية تناولها فنياً لأنها تحتوي علي أزمنة تاريخية مختلفة مما جعلني أستخدم الستائر الثقافية للتعبير عما يدور في عقل ونفس الطيار وخلق مستويات مختلفة للرؤية من خلال التقابل بين الشخصيات المحورية للمسرحية. يقول د.محمد زعيمة أستاذ الدرما والنقد بأكاديمية الفنون إن عرض "الساعة الأخيرة" يقدم حالة إنسانية مهمة ويختار لحظة النهاية في حياة مدمر مدينة هيروشيما ومن خلالها يكشف مأساة الحرب والبشاعة التي ترتكبها القوي الكبري كما يقولون وإن الحرب لا عاطفة فيها والسياسة أيضاً لا قلب لها. يؤكد العرض علي فكرة متناقضة لما طرحه الكاتب الراحل محمود دياب في مسرحيته "أرض لا تنبت الزهور" بأن أرضاً ارتوت بالدم لا تنبت فيها زهرة حب أما هنا في مسرحية "الساعة الأخيرة" فالعرض يكشف بشاعة القوة العظمي التي تعيش علي الدم وترتوي به ولكن في النهاية لا يبقي إلا من يمثل الإنسانية كما تقول بطلة المسرحية بأن الوطن يعيش في داخلها وهذا الإيمان الذي يفسر نهضة اليابان مرة أخري وهو ما استطاع التعبير عنه المخرج ناصر عبدالمنعم وأبطال المسرحية خاصة أصحاب الإحساس المتدفق سامية عاطف وشريف صبحي. يقول الناقد المسرحي أحمد خميس: إن مسرحية "الساعة الأخيرة" من أهم عروض هيئة المسرح هذا العام نظراً للاعتماد علي نص مسرحي مهم حصل علي جائزة ساويرس للإبداع المسرحي أخيراً للمؤلف عيسي جمال وإخراج ناصر عبدالمنعم الذي يميل إلي تبني إبداعات شباب الكتاب فقدم من قبل مسرحية "ليل الجنوب" للمؤلف شاذلي فرح واليوم يقدم مؤلفاً آخر وهو عيسي جمال ويعد هذا العرض إدانة شديدة للنظام الأمريكي وبيان تعدد معاييره في الحكم علي الأمور موضحاً أن نص عرض المسرحية يكشف النظام السياسي لدولة كبري الذي يتسم بالازدواجية عن طريق اعتراف الطيار الذي ألقي القنبلة الذرية علي مدينة هيروشيما ويقوم هذا العرض علي تقنية الفلاش باك من خلال رؤية ذلك الطيار الذي لفظته زوجته كما لفظه المجتمع الأمريكي نظراً للإحساس الشديد بالذنب وينطوي هذا العرض علي مشهد شديد العذوبة بين ذلك الطيار وفتاة يابانية كفيفة كانت قد تقابلت معه بعد إلقاء القنبلة الذرية علي هيروشيما حيث تصورت هذه الفتاة أنه الملاك الذي هبط من السماء ليعيد لها البصر بينما كان هو قد نزل إلي هذه المدينة غير مصدق لما حدث فبعد إلقاء القنبلة نزل بإحدي القري القريبة من هيروشيما لكي يستوعب الموقف الرهيب فإذا بهذه الفتاة التي تنبض بالحياة تذكرت بأن ما حدث من تدمير لن يمر بالسلام وأن اليابان حتماً سوف تتفوق وتصبح دولة عظمي هي الأخري. أضاف أن العرض مرشح للعديد من جوائز مسابقة هذا المهرجان وأن الممثلة سامية عاطف مرشحة هي الأخري لجائزة أفضل ممثلة.