هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية.. صحابية جليلة اشتهرت بالبلاغة والأدب ونظم الشعر مع الفصاحة في الكلام وهي أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة.. والدتها "كريز" بنت الحضرمي وخالها الصحابي "العلاء" بن الحضرمي وخالتها "الصعبة" بنت الحضرمي وهي أم طلحة بن عبيد الله أحد المبشرين بالجنة أيضاً. أسلمت بعد أن بشر النبي محمد عليه السلام بالإسلام.. وهاجرت إلي المدينة ويقال عنها إنها كانت من حسان النساء مع نديتها ودراستها لتقاليد الدين وكانت ورعة تقية ذات رأي راجح سديد تزوجت أربعة من فطاحل الإسلام.. الأول عبدالله بن أبي بكر الصديق.. وكان يحبها حبا جما لدرجة انشغاله عن كثير من مهامه ولهذا طلب أبوه أن يطلقها حتي يتفرغ لمهامه.. وانصاع الابن لأمر أبيه أبي بكر الصديق وطلقها ولكنه كان متألما لفراقها وشعر والده ببؤس ابنه وتعلقه بعاتكة فوافق علي مراجعتها وبعد أن عاد إليها شهد مع الرسول عليه الصلاة والسلام الطائف وألقي عليه سهم فأصابه بجرح غائر ظل يتألم منه بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام اربعين ليلة. وشعر بدنو أجله فطلب منها إلا تتزوج بعده إذا مات وأعطاها بستانا ومالا مقابل ذلك.. وعندما مات متأثراً بجراحه وأصبح شهيد الطائف.. نفذت عاتكة عهدها وامتنعت عن الزواج ولكن عمر بن الخطاب عزم علي الزواج منها لكنها رفضت بسبب تعهدها فقال لها عمر "انك حرمت علي نفسك ما أحله الله لك ردي إلي اهله ماله الذي أخذتيه وتزوجي.. ففعلت فتزوجها عمر بن الخطاب وهو ابن عمها في نفس الوقت.. ولكن عمر بن الخطاب استشهد أيضا بطعنة غادرة من أبي الأسود الدؤلي وكانت عاتكة في المسجد عندما انقض عليه القاتل. وجاء الدور علي الزوج الثالث الزبير بن العوام الذي استشهد أيضا وكان يحبها كثيرا ويغار عليها لدرجة أنه قال لها وهي تتأهب للخروج إلي المسجد "والله انك لتخرجين واني كاره.. ولا أستطيع أن امنعك لأني عاهدتك ألا أفعل" ولكن الزبير استشهد ايضا وبعد ذلك قالت لكل من تقدم لخطبتها.. والله لا أتزوج بعد ذلك لاحسبني لو تزوجت جميع أهل الأرض لقتلوا عن آخرهم. وعندما تقدم علي ابن أبي طالب للزواج منها قالت له "أضن بك يا ابن عم رسول الله علي القتل" إذا كان المسلمون يقولون من أحب الشهادة فليتزوج عاتكة.. ورغم ذلك يروي أن آخر أزواجها هو الحسن بن علي والله أعلم إن كان هذا الزواج قد تم أم لا. ماتت السيدة عاتكة.. سنة 41ه مع تولي معاوية بن سفيان الخلافة ويقال إن مشهدها مواجه لمشهد الجعفري بمصر.