دكتور كرم عبد العليم : التكييف والمراوح والهواء الساخن والبارد .. سبب إلتهاب الجيوب الأنفية الصداع والدوار والزغللة في العين وإرتفاع درجة حرارة الجسم مع الإصابة بالحساسية الصدرية غالبا ما تكون اعراض تؤشر علي الإصابة بإلتهابات الجيوب الأنفية .. أكد ذلك دكتور كرم عبد العليم استشاري ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفي المطرية التعليمي وحذر من انه في حالة إهمال علاج هذه الالتهابات قد تؤدي لتضخم الغشاء المخاطي المبطن للانف مؤدية لإنسداده وبالتالي عدم دخول الهواء للرئتين عن طريق الانف مما يستلزم استنشاق المريض لقطرات أنفية قابضة للأغشية المخاطية المبطنة للأنف وللجيوب الانفية ليستطيع التنفس. أضاف انه في حالة صيام المريض عليه ان يكون حذرا من دخول تلك القطرات للحلق حتي لايفطر ولتجنب ذلك يفضل وضع القطرات علي قطعة قطن حتي تتبلل بها تماما ثم إدخالها في فتحة الانف ليستطيع استنشاق مابها من أدوية قابضة لأغشية الأنف فتتسع فتحتيه دون نزول القطرات للحلق . أوضح ان الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف تشبه الحجرة الواحدة المقسمة والمتصلة بالأنف عن طريق فتحات صغيرة وهي تعد بعداً آخرأعمق للأنف . وتتواجد في الجبهة وتحت الوجنتين وبين العينين وفي قاع الجمجمة والغرض الأساسي من هذه التجاويف الفارغة الا تجعل رأس الإنسان مصمته لأنه في حالة عدم وجودها تشكل الرأس حملا ثقيلا علي العمود الفقري ممثلا في منطقة الرقبة فلا تستطيع الرقبة حمل هذه الرأس كما ان لهذه الجيوب تأثير مباشرعلي درجة الصوت الصادر من الحنجرة إذ يتحكم مدي ضيق أو أتساع التجويف الانفي والبلعومي وتجاويف الجيوب الانفية في الصوت ويؤثر في طبيعته. يضيف دكتور كرم ان الجيوب الأنفية مع التجويف الانفي تلعب دورا وقائيا مناعيا لحماية الانسان من الميكروبات المعدية والجسيمات الضارة . ويوضح ذلك بقوله ان للانف غشاء مخاطي يفرز سائل مخاطي وخلاياه عبارة عن أهداب تعمل علي طرد أي جسيمات صغيرة أو ميكروبات للخارج بينما تساعد الشعيرات الدقيقة في بداية فتحة الانف علي طرد الأتربة والجسيمات الكبيرة . وفي حالة دخول اي ميكروب اوفطر للأنف يتم إفراز هذا السائل المخاطي بالدرجة التي تمكنه من إحتواء هذا الميكروب والسيطرة عليه ثم طرده للخارج عن طريق الأهداب . أضاف أن تأدية أهداب الغشاء المخاطي للأنف لوظيفتها بكفاءة تتوقف علي درجة حرارة الجو والرطوبة والحموضه الخاصة بسائل الجيوب الأنفية إذ يتحسن آدائها في الدرجات المعتدلة أما في حالة الشتاء القارص او الحر الشديد والرطوبة المرتفعة لاتعمل بكفاءة حيث تلتهب وبالتالي لاتستطيع طرد الافرازات التي يفرزها الغشاء المخاطي للأنف فتتجمع هذه الإفرازات داخل الجيوب الأنفية تشكل في هذه الحالة بيئة خصبة لتكاثر الميكروبات داخلها وتظهر أعراض ذلك في بدء تغير في صوت الإنسان ثم ظهور الكحة بما يؤشر بإصابة هذا الشخص بالانفلونزا او اي ميكروب مرضي آخر. يحذر دكتور كرم من التعرض لتيارات الهواء الشديدة والمباشرة سواء كان هواء ساخن او بارد كما حذر من الجلوس في وجه المراوح والتكييفات حتي لايتعرض لهوائها بشكل مباشر إذ تعمل تلك التيارات الهوائية علي جفاف الغشاء المخاطي للأنف وبالتالي لاتعمل أهدابه بشكل جيد فلا تطرد السائل المخاطي. ويؤكد أن كثرة الوضوء والإستنشاق بالماء المعتدل او الدافي وسيلة جيدة لوقاية الانف والجيوب الأنفية من الالتهابات . حيث ان بعض الأشخاص المصابين بحساسيات تعطل الغشاء المخاطي للأنف عن العمل نتيجة لوجود خلل مناعي مما يؤدي لإلتهاب مزمن في الجيوب الانفية يظهر اعراضه في شكل عطس ورشح وصداع بشكل متكرر خاصة كلما تعرض الانسان لمسببات الحساسية لديه سواء تمثلت في إستنشاق روائح محددة كالمواد العطرية والمنظفات الصناعية النفاذة او السجائر والأتربة والدخان أو في حالة تناوله لأكلات أو ادوية محددة يعاني من حساسية مفرطة تجاهها . وفي مثل هذه الحالات غالبا مايكون الشخص المصاب بحساسية الجيوب الانفية مصابا ايضا بحساسية صدرية في القصبة الهوائية والرئتين. وفي هذه الحالة ينصح بتجنب هذا المريض لمسببات الحساسية لديه التي سبق الاشارة اليها حتي لايتسبب في تهيج والتهاب الجيوب الانفية وبالتالي التهاب وتضخم الغشاء المخاطي المبطن للانف الذي قد يصل لإنسداد الانف وعلاجه بالقطرات والتي يمكن ضبط مواعيد تناولها مابين وجبتي الإفطار والسحور. ينبه الي ان الياف العصب البصري موجودة في الغشاء المخاطي للأنف واهمال علاج التهابات هذا الغشاء قد يؤدي لتليفه وبالتالي فقد حاسة الشم. ايضا هناك بعض الاشخاص الذين يتعرضون لنزيف انفي خاصة كلما تعرضوا للحر او البرد الشديد ويفسر ذلك بان الانف بها شعيرات واوعية دموية بكميات مكثفة تحوي كميات مركزة من الدم بغرض تدفئة او ترطيب الهواء الداخل للجهاز التنفسي عبرالانف ومع التهابات الجيوب الانفية في هذه الاجواء تلتهب الشعيرات الدموية ايضا وتنفجر محدثة نزيف وعلاج ذلك بتجنب الجلوس في الاجواء الحارة قدر المستطاع مع إعطاء المريض مقويات للشعيرات الدموية وفي حالة عدم استجابته يتم إجراء عملية كي بسيطة لمكان النزف مع الاستمرار ايضا في الادوية المعالجة .