في بلدة دسوق.. ولد إبراهيم بن عبدالعزيز أبو المجد والمعروف بسيدي ابراهيم الدسوقي.. ينتهي نسبه من جهة والده بالحسين بن علي ابن أبي طالب.. كما يبدأ نسبه من جهة والدته بالصوفي المعروف أبوالحسن الشاذلي وهو شقيق أمه السيدة فاطمة بنت عبدالله. كان مولده في سنة 623ه تربي في بيئة مصرية علي مجموعة من أهل التقوي والورع والإيمان.. وبالتالي أصبح محبا للعبادة وأداء الفروض.. فكان دائم الجلوس مع خاله أبوالحسن الشاذلي يتعلم منه أصول التصوف والتدين ودرس علوم اللغة والدين وحفظ القرآن والحديث وقواعد الفقه علي مذهب الإمام الشافعي.. فعل كل هذا وهو مايزال طفلا حتي أنه يقال عنه إنه دخل "الخلوة" وهو في الخامسة من عمره وعندما دخل مرحلة الشباب كان صيته قد بدأ ينتشر فأقبل عليه في خلوته عدد من المريدين والصحاب.. وظل ابراهيم معتكفا في خلوته حتي مات أبوه في 643ه وكان عمره في هذا الوقت 23 عاماً.. وقد ألح عليه أصحابه ومريدوه أن يترك الخلوة فتركها ليتفرغ لتلاميذه ومريديه واتخذ له مكاناً بجوار خلوته.. وقد عرفت طريقته بالطريقة البرهانية الدسوقية.. ويروي أنه كان يرتدي مع أنصاره العمامة الخضراء كما كان السيد البدوي يرتدي العمامة الحمراء. وعندما سمع السلطان الظاهر بيبرس البندقداري بما وصل إليه ابراهيم الدسوقي من العلم والفقه وكثرة الاتباع والتلاميذ أصدر قرارا بتعينه شيخاً للاسلام وقام بمهمته دون ان يتقاضي أجراً حيث وهب راتبه لفقراء المسلمين.. في الوقت نفسه قرر السلطان بناء زاوية يلتقي فيها الشيخ بمريديه يعلمهم ويفقههم.. وظل في منصب شيخ الإسلام إلي أن توفي السلطان بيبرس فقرر الاعتذار ليتفرغ للتدريس والتعليم. ويروي عن الشيخ ابراهيم أنه حدث مرة أن ارسل الدسوقي إلي السلطان الاشرف خليل بن قلاوون رسالة شديدة اللهجة بسبب ظلم وقع منه للرعية.. فغضب السلطان وأرسل يستدعيه فرفض الشيخ الذهاب إليه قائلا أني هنا ومن يريدني فعليه الحضور للقائي وبالفعل ذهب إليه السلطان. ولأن كل وقته قد انصرف إلي التعبد والدين فإنه ظل أعزب لم يتزوج.. وكان يجيد عدة لغات إلي جانب العربية وكتب العديد من الكتب والرسائل باللغة السريانية ومن بين ماكتبه مخطوط محفوظ في دار الكتب المصرية وجزء آخر محفوظ في جامعة "ليدن" بهولندا.. مات ابراهيم الدسوقي 676ه وعمره 43 سنة ودفن في زاويته بدسوق.