يهدد العطش آلاف الأفدنة بمحافظ البحيرة. لا تصل إليها مياه الري منذ شهور. وبارت الكثير من الزراعات. ألغي الفلاحون تعاقداتهم علي المحاصيل لمرور موعد زراعتها. كما يهدد انقطاع المياه محصول القطن بعد أن مكثت بذوره في الأرض لمدة قاربت العشرين يوماً دون أن ترتوي. يشكو الفلاحون الذين يروون أرضهم من ترعة "الحناش" بصفة خاصة من عدم وصول المياه. وأنه علي الرغم من ان ذلك حالها منذ سنوات إلا أنهم كان يرضيهم القليل ووصول المياه كل فترة. لكن الأمر تبدل وأصبحت آلاف الأفدنة علي "أم الحناش" و"أبو دياب" سواء في نديبة أو حفض والعمرية والبرنوجي. كالصحراء الجرداء. متسائلين عن أسباب الصمت الرهيب لمديرية الري بالبحيرة التي ذهبوا إليها عشرات المرات دون جدوي. في البداية. يقول الشيخ عبدالستار عبدالعزيز من عزبة حمادة: لله الأمر من قبل ومن بعد.. الأرض لم يعد لها قيمة في ظل غياب الماء. والزراعات بارت وما بقي من الزراعات القديمة مثل البرسيم أصابه الشلل.. ومديرية الري وصل بها الأمر أن مسئولوها بدأؤوا يعترفون أنه ليس بأيديهم شيء.. ليس أمامنا إلا الله وعليه العوض في "شقي السنين". أضاف: يفصل بين أرضي و"أبودياب" عدة أمتار وبالرغم من ذلك ليس من حقي أن أروي من أبودياب التي تتواجد فيها المياه أفضل بعض الشيئ من "أم الحناش". يقول فرج زكي كعبار: تعبنا من الشكوي. وذهبنا إلي إبراهيم راضي وكيل وزارة الري عشرات المرات ووسطنا النواب. ولكن دون فائدة وهناك في المديرية من يقول لنا ماذا نفعل لكم. ونحن نسأل ددورنا ماذا نفعل نحن.. قولوا لنا بأي شيء يمكننا ان نستغل هذه الأرض غير الزراعة.. والله حرام ما يحدث ومشهد الأرض بهذه الصورة لا يرضي أحداً. وليس أمامنا سوي الشكوي لله. ورئيس الجمهورية لإنصافنا وإنقاذ أرضنا من الموت. قال ناصف عبدالسميع كعبار: كنا قد تعاقدنا علي طماطم ولب. وللأسف ألغت الشركات التعاقد معنا لآن موعد الزراعة قد مضي ونحن لم نزرع بعد لعدم وجود مياه. وحتي بذور القطن في الأرض من 20 يوماً دون أن يصلها ماء. وبالتالي فقد انتهي محصول القطن أيضاً. وربنا يسترها. قال جابر عبدالسميع ويونس عبدالجواد كعبار وعبدالعزيز زكي ومنشاوي عبدالهادي مصطفي عبدالهادي. سمعنا كلام البلد ولم نزرع الأرز ورغم اننا محرومون منه منذ 13 عاماً. والمفروض أن البلد والمسئولين عن الزراعة والري يعملون ما يفعلون ولديهم خريطة بالأرض وحالها.. ولكن الواضح انهم لا يعرفون شيئاً أو اننا لا أحد يعرف عنا شيئاً. أعرب سمير منصور رحيم ونوح مراجيح وعبدالله هنداوي ترابيس. عن حزنهم لما أصاب أرضهم ويهدد مستقبل وغذاء كل المصريين. قالوا: في الوقت الذي كنا نتمني نطرة للفلاح ومساندته. يحدث هذا ونجلس ونحن نري زرعنا يموت وأرضنا تموت. قال عاشور محمد أبوسميرة: كل يوم أروي خطا واحداً في الأرض. وهناك زراعات لم نستطع ان نرويها فماتت. وما نعيشه بسبب مياه الري مأساة. ونرجو من المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة ان تتدخل قبل تفاقم المشكلة أكثر من ذلك.. وان كنت لا أدري ما هو الذي يفوق موت الأرض والزرع. قال عون محمد الشريف احضرنا موتور رش ملأناه بالمياه لرش البرسيم الذي أصابه الشلل ولم يعد بالإمكان انقاذه. فما بالك بالزراعات الأخري.. يبدو أننا مقبلون علي أيام صعبة. وربنا يسترها علي البلد. اتفق محمد فوزي عبدالعزيز وشوقي جاد الله وعبدالعال إبراهيم ومحمد إبراهيم منصور. علي أن الأمر لم يعد بالإمكان السكوت عليه. لأن موت الأرض ببساطة يعني موت الفلاحين. الذين قضوا سنوات عمرهم عليها. ولم يتصوروا أبداً ان يصل بهم الحال إلي هذه المأساة. فعلي امتداد البصر لا شيء سوي الخراب والعطش وأطلال الأمس. الذي ذهب. وربما لن يعود.