حرب الإرهاب ليست بالسلاح والقتال فقط وإنما بالبناء والتنمية الأطماع في أرض الفيروز مستمرة.. والمصريون لا يفرطون في أرضهم مصر عادت بقوة.. وما حققته في السنوات الأخيرة إنجاز كبير كالعادة.. الأمطار كشفت المحليات.. وتحقيقات الرقابة الإدارية سوف تحدد الفاسدين كلما تجددت ذكري تحرير سيناء استعاد معها المصريون مشاهد مشرفة من النضال والكفاح والعرق والدموع في معارك الشرف والصمود والتضحية التي خاضها رجال قواتنا المسلحة الباسلة. وجهود المفاوضات الشاقة مع عدو لا يتورع عن التهام ما تصل إليه يداه من الأراضي العربية. ومنذ أيام مرت بنا الذكري السادسة والثلاثون لتحرير سيناء الغالية من دنس الاحتلال الإسرائيلي. تلك البقعة الغالية من أرض مصر والتي لا تزال مطمعماً لقوي الشر وقد تسللت إليها عناصر من الإرهابيين في غمرة أحداث يناير 2011 وما تبعها من انفلات وفوضي. وهو الأمر الذي يتصدي له رجال قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية بفدائية لتطهير أرض الفيروز من ذلك النبت الشيطاني الذي يستهدف حياة الأبرياء ومؤسسات الدولة وسيادتها علي تلك البقعة الغالية من أرضنا. لسيناء تاريخ عريق ومكانة متميزة وموقع متفرد. فعلي صعيدها كلم الله سبحانه وتعالي نبيه موسي عليه السلام. وعلي أرضها الطاهرة جرت أهم حروب العصر الحديث التي حقق المصريون فيها معجزة عسكرية بكل مقاييس الحروب. وهي معركة لا تزال أحداثها ونتائجها تدرس في أعرق الأكاديميات العسكرية العالمية. فنصر أكتوبر المجيد 1973 لا يزال حدثاً استثنائياً في تاريخ الجيوش. ودليلاً علي عبقرية المصريين وصلابتهم. فهم لا يرضخون لهزيمة ولا يستسلمون ليأس ولا ينكسرون تحت أي ظرف. وفي ذكري تحرير سيناء حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته لشعب مصر العظيم أن يؤكد علي عدد من الأمور المهمة. وأن يوجه رسائل عدة للقاصي والداني. فالمصريون قادرون بعون الله علي حماية كل شبر من أرض مصر. وفي كل يوم يقدم رجالنا البواسل في الجيش والشرطة تضحيات وبطولات تثبت مقدرتهم علي قهر المستحيل. أكد الرئيس السيسي أن تجربة استعادة سيناء شاهدة علي تفرد وصلابة هذا الشعب وقدرة قواته المسلحة ومؤسسات دولته علي البقاء والصمود.. وهي تجربة تثبت في الوقت ذاته أن المصري لا ينسي ثأره ولا يرضخ لهزيمة ولا يقبل استسلاماً. وأن الأمة المصرية قادرة دوماً علي الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها علي الآخرين. وهناك دروس تعلمها الجميع من تجربة استعادة سيناء. وفي مقدمتها أن التعامل مع الحروب المتلاحقة ومفاوضات السلام الصعبة يؤكد أن الحق المسنود بالقوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية. وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه. وأنه قادر علي حمايتها حرباً وسلماً.. وتلك هي أولي الرسائل التي جاءت في كلمة الرئيس السيسي. أما ثانية الرسائل فهي أن الأطماع في سيناء لم تنته. وأن التهديدات وإن تغيرت طبيعتها فإن خطورتها لم تقل. إذ تواجه مصر منذ سنوات هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة. وأن هناك شبكة كبيرة من تلك التنظيمات استطاعت في السنوات الأخيرة استغلال حالة الفوضي السياسية التي ضربت المنطقة لتحتل أراضي واسعة في دول شقيقة. وزيَّن لها الوهم أنها قادرة علي فعل مثل ذلك في أرضنا الغالية. ثالثة الرسائل التي جاءت في ثنايا كلمة الرئيس هي أن من حق كل مصري أن يفخر بأبناء القوات المسلحة والشرطة الأوفياء الذين أثبتوا كفاءتهم القتالية العالية ومستواهم العسكري الراقي استناداً إلي عقيدة وطنية مصرية خالصة جعلتهم يمضون بثبات في هذه الحرب غير النظامية يحققون خلالها النجاحات. واحداً تلو الآخر. ويقومون بشكل يومي بمحاصرة الإرهاب وتضييق الخناق عليه. ولذلك فقد استحق هؤلاء الأبطال فخر الشعب المصري وشكر الرئيس واعتزازه بهم. الرسالة الرابعة مفادها أن ما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية من بسط الأمن وترسيخ دعائم الاستقرار يعد إنجازاً كبيراً في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث وصراعات واضطراب وانهيار لدول. وهو ما يؤكد تفرد الشعب المصري وصلابته. ولهذا فقط طالب الرئيس السيسي أبناء هذا الشعب العظيم بالعمل ومضاعفة الجهد. مؤكداً أن الحرب علي الإرهاب لا تكون فقط بالقتال والسلاح وإنما بالبناء والتنمية والتشييد وتوفير فرص العمل وتحقيق الآمال في مستقبل مشرق.. كل عام وشعب مصر بألف خير. * كانت مصر حتي سنوات قليلة مضت تجري محادثات مع نظيراتها من الدول بهدف قيام الأخيرة بدعم اقتصادنا. عبر الإسهام في تشييد وتجهيز البنية الأساسية ومن أجل إقامة مشروعات مشتركة. وكانت المفاوضات تطول وربما يعقبها فشل سريع لكن الحال تبدل الآن بفضل ما شهدته مصر بقيادة الرئيس السيسي خلال السنوات الأربع الأخيرة من إصرار علي العمل وإقامة مشروعات قومية كبري لتكون مصر جاذبة وبحق للاستثمارات الأجنبية والعربية. وفي سبيل ذلك فقد حرص الرئيس علي ألا تكون مسألة التيسير علي المستثمر وتذليل ما يعوقه من عقبات إدارية وبيروقراطية هي العنصر الجاذب الوحيد بل حرص الرئيس وبنفس الدرجة علي أن تكون مصر قوية تقف علي أرض صلبة بما يضمن لها شراكة عادلة ومتوازنة.. ولعل لقاءات الرئيس بكثير من رؤساء الشركات العالمية العملاقة وآخرها لقاؤه بكل من أورليش سبيسهوفر الرئيس التنفيذي لشركة ABB المتخصصة في تكنولوجيا وشبكات الكهرباء والربط الكهربائي. وكذلك لقاؤه بميجيل أرياس كانتيه مفوض الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي ما يدعم هذا الاتجاه الذي ينطلق منه الرئيس السيسي الذي أكد لرئيس شركة ABB جاهزية مصر لإقامة شراكة مع شركته علي ضوء ما جري من تطوير هائل للبنية التحتية لقطاع الكهرباء في مصر. وقد أكد أورليش أن مصر هي المركز الرئيسي لعمليات الشراكة في الشرق الأوسط وأفريقيا. بينما أكد مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي أن ما تشهده مصر من تطور في مجال الكهرباء والطاقة غير مسبوق وهو ما يؤهلها لتصبح جسراً لنقل الكهرباء بين دول المنطقة ودول أوروبا في إطار مشروعات الربط الكهربائي. هذه هي مصر الآن.. تتحدث مع العالم دوله وشركاته العملاقة من موقع الند والشريك. حتي صارت موضع تقدير وإشادة خبراء الاقتصاد في المنظمات الدولية الكبري وعلي رأسها صندوق النقد الدولي.. هكذا يراها العالم. ويراها الوطنيون الشرفاء المخلصون بينما تعمي بصائر الكارهين والحاقدين عن رؤية تلك الصورة المشرقة. فهؤلاء العميان لم يبصروا شيئاً إيجابياً منذ أخذ الإرهاب عصاه ورحل عن أرض الكنانة. ولا يزالون يشككون في كل شيء. ويوظفون كتائبهم الإلكترونية والفضائية لإهالة التراب علي كل إنجاز سعياً لهدم الوطن وإحباط المواطن.. لكن الله سيتم نوره علي مصر وشعبها ولو كره هؤلاء المأجورين الذين تعودوا أن تكون أياديهم هي السفلي تتلقي الأموال من سادتهم سواء أكانت دولاً أو جماعات أو تنظيمات إرهابية.. لكن الشعوب لا تغلبها أبداً تنظيمات إرهابية والشعب المصري هو المنتصر إن شاء الله. * كالعادة.. كشفت الأمطار فساد المحليات. فقد غرقت شوارعنا في المياه وتعطلت حياة المواطنين بعض الوقت وتكبد البعض خسائر كبيرة. الأمر الذي دعا الرقابة الإدارية بقيادة الوزير محمد عرفان إلي النزول والتحرك السريع علي أرض الواقع لكشف الملابسات والوقوف علي الحقائق. وسوف تكشف التحقيقات عن حجم ما جري إنفاقه من المال العام لعمل بلاعات لتصريف مياه الأمطار ولم نجد لها أثراً حين وقعت الأزمة.. فمن قام بالتنفيذ.. ومن قام باستلامها من المقاول المنفذ.. القائمة سوف تضم أسماء كثير من الفاسدين الذين سوف تتم إحالتهم إلي جهات التحقيق لينال كل فاسد ما يستحقه من عقاب يكون رادعاً له وعبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب وقائع مماثلة.. تحية لجهود رجال الرقابة الإدارية وعلي رأسهم الوزير النشيط محمد عرفان.