استعدت بعض الكلمات والمفردات في الكلمة التي ألقاها محمد سعفان وزير القوي العاملة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح فعاليات مؤتمر العمل العربي في دورته 45 بالقاهرة بمشاركة 20 دولة عربية يوم الأحد الماضي. دعت مصر خلال الكلمة إلي عمل عربي مشترك يواجه التحديات القائمة لأن الوطن العربي بلغ مرحلة دقيقة من تاريخه تتطلب المضي دون تردد في بناء عمل عربي مشترك يعتمد علي أسس صلبة وقوية تمكنه من مواجهة الرهانات الدولية. كانت هذه رؤية مصر الواضحة والكاشفة لواقع مؤلم ورهانات دولية نعيشها علي أرضنا العربية ويجب ان نعمل علي وأدها للوقاية من المخاطر التي تستهدف دول وشعوب المنطقة بلا استثناء. ودعونا ننظر إلي ما حدث من قبل في العراق.. وما يحدث الآن في اليمن وليبيا وسوريا التي يدور الصراع فيها منذ 8 سنوات وتدق أبوابها حرب جديدة بين قوي اقليمية ودولية عديدة بحثا عن المغانم والمصالح لهذه القوي علي حساب الشعب السوري المغلوب علي أمره. استعدت هذه الكلمات وهذه الصورة للمنطقة ونحن نستعد لقمة الدمام بالمملكة العربية السعودية غدا الأحد. التوقعات تشير إلي مشاركة واسعة من القادة العرب في هذه القمة التي تحمل رقم 29. وهناك آمال كبيرة بأن تمثل هذه القمة وفي الظرف الراهن اضافة للعمل المشترك لمواجهة ومجابهة التحديات والأزمات الراهنة.. بل والمتوقعة. ففي سوريا كل القوي المتصارعة والمتحاربة علي الأرض تدافع عن المصالح الخاصة بها دون ادني اهتمام بالشعب والدولة التي يتم تحطيمها وتشريد وقتل أهلها بدم بارد بهدف التقسيم وتوزيع الغنائم. وهناك ملف الإرهاب الذي يواجهه جيش مصر البطل نيابة عن العالم وآن الأوان لوضع استراتيجية متكاملة علي كافة المستويات لتجفيف منابعه واقتلاعه من جذوره. هذا بخلاف القضية الفلسطينية باعتبارها أساس تحقيق السلام بالمنطقة وفي ظل التصعيد المستمر ضد المدنيين من سلطات الاحتلال والانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل. بالإضافة إلي عدم الرغبة في تسليح الجيش الليبي من المجتمع الدولي مما يعطي الفرصة للميلشيات المتطرفة للاستمرار في تحطيم بنيان الدولة وكذا الأزمة اليمنية والتصعيد الخطير لظاهرة الصواريخ الباليستية للحوثيين والتدخل الإيراني السافر.. فماذا نحن فاعلون أمام كل هذه الملفات الشائكة والمعقدة؟! اتصور ان هذه القمة التي يتضمن جدول اعمالها - كما قيل - 18 بندا لمختلف القضايا الاقليمية والدولية وفي مقدمتها - كما قلت - قضايا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وملفات اليمن وسوريا ومكافحة الإرهاب ورفض التدخلات الإيرانية في الشأن العربي وادانة انتهاكات تركيا لسيادة العراق الشقيق.. يجب ان نبحث وبدقة كيف نضع نموذجا للتعاون الاستراتيجي العربي خلال المرحلة القادمة حتي لا نؤكل فرادي لصالح قوي دولية واقليمية لها مصالح في تفتيت المنطقة والكيانات القوية فيها ليسهل ابتلاعها دولة وراء دولة وشعبا بعد شعب. والهدف ان تبقي إسرائيل بمفردها شرطي المنطقة الذي لا تستطيع دولة أو جيش ان يقف في الطريق أمامها. ودعونا نتذكر الكلام القديم عن الفوضي الخلاقة.. واقامة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي ستصبح فيه اسرائيل العقل المفكر والعرب هم "الشغيلة" لاقامة حضارة جديدة بالمنطقة. بصراحة علينا ان نصحوا قبل فوات الأوان فالقمة 29 هي بحق قمة الآمال العربية للمواجهة وتحقيق نوبة صحيان من الكل علي أرض الواقع ودعاء من القلب ان يوفق القادة للصالح العام.. آمين يارب العالمين.