بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبها القذافي وأمثاله من طغاة الوطن العربي. الراحلون منهم والباقون. فإن مشهد مقتل حاكم ليبيا السابق والتقارير التي بثت عن تعرضه للقتل بعد إلقاء القبض عليه أو سقوطه أسيراً بشع وغير إنساني ويستحق التحقيق. صحيح أن القذافي يستحق القتل ألف مرة وأنه أفسد في البلد الشقيق. وأنه تجبر. وأنه طاغية. وأنه ظالم وقاتل. لكن لو ثبت بالدليل القاطع.. "وهو ما شاهدناه علي شاشات الفضائيات" أنه قتل بعد أن سقط أخيراً.. لو ثبت ذلك فإن ما حدث يعد سقطة وعاراً علي ثورة ليبيا المجيدة وعاراً علي ثوارها أيضاً ولن يغفر لهم التاريخ ذلك حتي لو قتل القذافي منهم مليوناً من الأبرياء. التمثيل بالجثث ليس من أخلاق العرب ولا المسلمين. بل معاملة الأسري بالحسني.. هذا ما فعله الرسول "صلي الله عليه وسلم" مع الكفار الذين حاربوه في دينه. وبذلوا الغالي والرخيص من أجل منع نشر الدعوة الإسلامية. لكن ماذا فعل الرسول؟!.. قال: "ماذا تظنون أني فاعل بكم"؟!.. ردوا عليه: "أخى كريم وابن أخي كريم".. فقال الرسول "صلي الله عليه وسلم": "اذهبوا فأنتم الطلقاء".. هكذا كان الرسول "صلي الله عليه وسلم" وهكذا هي تعاليم الإسلام.. أما الصور التي تبثها القنوات الفضائية التي تضمنت القذافي وهو محمول حياً علي سيارة نصف نقل حي يرزق. ثم مشهده وهو جثة هامدة. فهذا لا يليق إنسانياً وأخلاقياً ودينياً. بل إن مشهد القذافي لا يختلف كثيراً عن مشهد صدام حسين عند إعدامه والتمثيل بجثته. بل إن التقارير التي خرجت علي ألسنة قادة الثوار تثبت أننا شعوب تحتاج إلي تربية أخلاقية ودينية.. فكيف سيحكم الإسلاميون ليبيا وهم الذين ضربوا بتعاليم الإسلام عرض الحائط؟!.. وكيف سيحكم أي فصيل ليبرالي هذا البلد الشقيق وهم الذين أهدروا حقوق الإنسان؟!.. وكيف سيحكم القوميون إن وجدوا وهم الذين أهدروا كرامة إنسان كرمه الله سبحانه وتعالي. ألا يخرج حاكم أو حكومة عربية تدين تلك المشاهد؟!.. فهي جريمة.. وأن تطالب الأممالمتحدة بالتحقيق في وقائع قتله فإن ذلك وصمة عار في جبين الشعوب العربية كلها.. أفيقوا يا أمة العرب.. فعلي الباغي تدور الدوائر.. وصديق الأمس قد يكون عدو اليوم.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.