يفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية عدة ساعات حيث يبدأ التصويت أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء القادمين تحت الإشراف القضائي الكامل. شاهدنا خلال تصويت المصريين بالخارج ظاهرة لافتة للنظر حيث حول جمهور الناخبين في أماكن كثيرة بالدول العربية والأوروبية إلي يوم للتغني بمصر والإعلان للدنيا بأسرها عزم وعزيمة المصريين علي استكمال المسيرة وتحدي الصعاب والمضي قدماً في هزيمة أهل الشر ودعاة الإحباط والسلبية.. رأينا من ذهبوا إلي التصويت في ظروف مناخية صعبة ودرجات حرارة تصل إلي 5 درجات تحت الصفر.. وغيرهم من تحمل مشاق الانتقال من مدن وأماكن بعيدة بالساعات ليتمكنوا من الإدلاء بالصوت لمصر الوطن والمصير. فهل نفعل نفس الشيء بالداخل.. ونذهب إلي اللجان أفواجاً وراء أفواج انحيازاً للوطن الذي بات واضحاً حجم المخططات التي تحاك ضده من أطراف عديدة حتي لا ينهض ولا يقف علي قدميه لتظل إرادته رهن رغبات الآخرين وأطماعهم في المنطقة ودولها وشعوبها؟ الذهاب إلي الانتخابات هو وفاء لدم الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لحماية الوطن من مؤامرات الخسة والنذالة.. كما أنه ضرورة لمواجهة الإرهاب ودعاة الفوضي.. وتأكيد علي أن الشعب يعيش نوبة صحيان دائمة وأنه مستمر في كشف مخططات الفتن والتشرذم وجماعات الإرهاب الأسود ومن يساعدهم.. وأن المصري في كل مكان وبكل طوائفه وفئاته لا يريد ولا يرغب في أن يحرم بلده من صوته.. وأنه يستمع إلي ضميره ولا يلبي رغبات شياطين الإنس ودعاة المقاطعة وعدم النزول واللامبالاة.. تارة بأن الانتخابات محسومة وأخري لا توجد منافسة حقيقية.. إلخ من أقاويل مغرضة هدفها ألا يري العالم إصرار المصريين علي ممارسة حقهم في استحقاق ديمقراطي هام. وذلك من أجل بلدهم واستكمال المسيرة التي بدأت منذ الإطاحة بنظام حاول خطف الوطن في ظروف غامضة واستعادة الشعب بعد عام واحد فقط بثورة 30 يونيه.. حيث كانت "إياها" تنفذ مخططاً للضياع يخدم من يروجون لها ويدعمونها.. ولا يخدم مصالح مصر والمصريين. النزول إلي الانتخابات فضلاً عن أنه يدعم جنودنا في معركة تحرير الوطن من الإرهاب والإرهابيين فهو رسالة تأكيد مجدداً علي أننا لن نترك بلدنا "تتسرق" منا مرة أخري.. وهو أيضاً وفي نفس السياق تأكيد علي مدي الحرص والإصرار علي استكمال بناء الدولة القوية الحديثة وحصد ثمار ما تم من مشروعات عملاقة عبر السنوات الماضية والبدء في المزيد منها لتحسين ظروف حياتنا ومعيشتنا للأفضل.. وتحقيق الأمل والعبور من كل المشاكل التي تعوقنا وتعرقل البناء وفي مقدمتها التعليم والصحة.. لنري بنيان دولة ديمقراطية قوية وحديثة بين بلدان العالم.. فهل نتأخر عن ذلك؟! إنني لا أتصور أن يكون ناخب الداخل أقل حرصاً مصري الخارج الذي أعطي رسالة واضحة في كل البلدان التي تواجد بها.. وعبر عن مدي ارتباطه وانحيازه لوطنه وإصراره علي أن يجعل من أداء الواجب الانتخابي يوم فرحة وغناء لمصر التي تنعم بالأمن والأمان مقارنة بما يحدث لأبناء شعوب شقيقة في اليمن وليبيا وسوريا تسيل الآن الدماء أنهاراً في بلادهم بسبب التناحر والفتن والتدخلات الخارجية والمؤامرات عليهم.. ويهربون طلباً للملاذ الآمن.. ويتعرضون للكثير من المآسي في بلاد الغربة والشتات. إخواننا في الخارج يشعرون بالإنجازات التي تتحقق واستعادة مصر لمكانتها بين دول العالم ونجاحها في إجهاض المخططات الظلامية.. ولذلك حرصوا علي تأكيد عزيمتهم في استمرار المسيرة التي بدأناها وأن المصري إذا أراد فعل.. وأنه قادر بإرادته علي صنع المستحيل. ومن هذا المنطلق فإنني أتصور أن الواجب والحق أن ننزل ونشارك بكثافة غير مسبوقة وألا نتكاسل أو نتقاعس عن أداء هذا الحق وهذا الواجب مهما كانت الظروف. وأتصور أن المصريين بالداخل هم امتداد في الإيجابية والتحدي والتفاعل لإخواننا في الخارج.. ونحن في انتظار وترقب أيام 26 و27 و28 لتكون رسالة الشعب واضحة لكل ذي عينين. يارب سدد خطانا للخير دائماً.. أمين.