نجح رجال الحماية المدنية بعد أكثر من 12 ساعة من البحث أسفل الأنقاض في استخراج جثة لاعب الملاكمة السابق محمد عبدالوهاب "65 عاما" من أسفل أنقاض العقار المنهار بعطفة العقاد شارع خيرت بالسيدة زينب ونقلته سيارات الإسعاف إلي مشرحة زينهم وصرحت النيابة بتسليمه لأبنائه لدفنه. واصلت قوات الحماية المدنية رفع الأنقاض لليوم الثاني علي التوالي بعد إزالة ما يقرب من ثلثي الركام الناتج عن الانهيار. ويتابع اللواء علاء عبدالظاهر مدير الحماية المدنية بالقاهرة عمليات الرفع لإزالة ما تبقي للبحث عن سيدة أخري زوجة مدرب الملاكمة وابنتها. أشار الأهالي إلي احتمال وجودها بالعقار لحظة انهياره. أشار مدير الحماية المدنية إلي أن عمليات رفع الركام المتهدم تتم في منتهي الحرص باستخدام أجهزة حديثة للكشف عن الأحياء. مضيفاً أنه تم رفع أكثر من 85 سيارة أنقاض عبارة عن أحجار وركام وأخشاب وأعمدة كان يقام العقار علي أغلبها ومستخدمة في سقف بعض الشقق بالعقار. أضاف اللواء علاء عبدالظاهر في تصريح ل "المساء" أن العقار مكون من دورين غير الأرضي مقام من الحوائط والأخشاب الحاملة داخل ممر صغير ويجاوره علي اليمين واليسار ثلاثة عقارات أخري تأثرت بالانهيار. وأنه تم دعم رجال الحماية ب 40 سيارة لتحميل الأنقاض ولودر صغير. كما شارك عمال هيئة الكهرباء لإنارة مكان الحادثة ليلاً. وأنه سيستمر رفع الأنقاض بحثاً عما إذا كان بالفعل أسفلها ضحايا آخرون وفق شهادة الجيران بالعقارات المجاورة. كانت قد انتقلت قوات الحماية المدنية وقيادات أمن القاهرة واللواء هاني جرجس نائب مدير الأمن عقب سقوط العقار رقم 6 بمدخل عطفة العقاد درب الكنيسة بالسيدة زينب وواصل رجال الحماية رفع أنقاض العقار المنهار لإنقاذ المسن الذي يدعي محمد عبدالوهاب الروبي وزوجته بعد شهادة سكان المنطقة بأن جميع أهالي العقار قد غادروه منذ فترة إلا عائلة المسن. قام ضباط قسم شرطة السيدة زينب بإشراف العميد محمد مصطفي مأمور القسم ورئيس المباحث المقدم وليد حماد والرائد أحمد الجمال والمقدم أحمد الصاوي بطمأنة السكان بعد إخلائهم من العقارات المجاورة التي تحمل أرقام 3 و4 و6. موضحين لهم خطورة بقائهم داخلها بعد تأثرها جراء انهيار العقار واحتمال تصدعها وانهيارها أثناء رفع الأنقاض. التقت "المساء" عم سيد " 63 سنة" شقيق الساكن الوحيد الذي كان موجوداً بالعقار لحظة انهياره وتم استخراج جثته ويسكن في العقار المجاور قال والحزن يكسو معالم وجهه إن شقيقه محمد عبدالوهاب "65 سنة" بالمعاش ومدرب ملاكمة سابق بالنادي الأهلي كان يسكن هو وزوجته وابنتهما بعقد إيجار قديم بالدور الثالث. وأن زوجته الأولي وأبناءه تركوا المكان بعد خوفهم علي حياتهم ولكنه فضل البقاء. مضيفاً أن آخر مرة شاهده منذ أسبوع ورغم أنهما متجاوران إلا أنه نظراً لظروفه الصحية لا يخرج من البيت إلا للضرورة. وأضاف أنه علم أن قوات الحماية قد عثرت علي هاتف شقيقه المحمول ولكن كان يتمني أن يعثروا علي شقيقه حياً. كما حاورت "المساء" بعض المتضررين الذين اصطفوا علي ناصية عطفة العقار علي جانبي الكردون الأمني وجميعهم يجاورون العقار رقم 6 الذي انهار بشكل لم يكن مفاجئاً بعد إجماعهم علي أن انهياره كان متوقعاً وأخلاه جميع سكانه عدا ساكن واحد. رفض الخروج وانتظر نتيجة طعن قدمه علي قرار الإزالة. إلا أن العقار أبي أن يتحمل الصمود لأكثر من 25 سنة. فعمره أكثر من 80 عاماً وسبق أن صدر له قرار إزالة منذ زلزال عام 1992 ولم ينفذ. قالت هانم محمد من سكان العقار رقم 3 إن العقار المنهار يرجع ملكيته لسيدة تدعي دعبسة متوفية منذ 30 عاماً. وباع ورثتها العقار لشخصين تشاركا فيه وكان يترددا علي العقار من حين لآخر ولا يعلم أحد بالمنطقة أماكن وجودهما. فيما أكدت حنان عوض الله ربة منزل "52 سنة" وتقطن بالعقار رقم 4 المهدد بالانهيار والتي تجلس بالشارع بجوار باقي سكان العقارات التي تم إخلاؤها: احنا البيت جنب البيت اللي وقع. بيتنا رقم 4 ثلاثة أدوار واحنا في الشارع أهو. ومش عارفين هنبات فين النهاردة تاني بعدما طلبوا منا إخلاء بيوتنا ذهبنا لقضاء الليلة لدي بعض أقاربنا وعدنا في الصباح الباكر لنكون بجوار شققنا التي بداخلها متعلقاتنا الشخصية.. وقاطعها عادل محمد حسن عامل بالمعاش قائلاً: أنا ساكن في الدور الرابع بنفس العقار. والعقار مقسم علي شقتين وأسرتي مكونة من خمسة أفراد وأنا علي المعاش. وأنا مولود فيه من حوالي 67 سنة واخواتي كلهم ساكنين معانا 7 أسر وأولادهم. وأخويا أسرته مكونة من خمسة أبناء. وزوجة أخويا الآخر المتوفي وله بنتين والمسئولين طلبوا منا إخلاء مؤقت. وبطلب توفير أماكن للسكن بسرعة علشان الناس دي ما تتبهدلش. تجمع أكثر من 9 أسر ب 31 فرداً من المتضررين حول رئيس الحي وأوضحوا له أنهم ليس لديهم أماكن بديلة للانتقال قائلين: مالناش حد نروح عنده. ورفضوا قضاء ليلتهم في مركز شباب السيدة زينب بعد سماع بعض الأنباء عن ذلك. وطالبوا بالسماح لهم بالصعود إلي شققهم مرة أخري لإحضار مقتنياتهم الشخصية والمهمة لأنهم لم يتمكنوا من جمعها عقب إجراءات الإخلاء.