قال قائد عسكري في تحالف يدعم الحكومة السورية إن الجيش السوري يوشك علي شطر الغوطة الشرقية إلي قسمين إذ تلتئم قواته المتقدمة من الشرق مع القوات المنتشرة عند مشارف الغوطة من الغرب ليكثف الضغط علي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق. وتسعي الحكومة السورية مدعومة من روسيا وإيران لسحق المعارضة المسلحة قرب دمشق في حملة شرسة يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها أسفرت عن مقتل 909 مدنيين خلال الثمانية عشر يوما الماضية منهم 91 سقطوا يوم الأربعاء الماضي. وقالت المعارضة التي تتهم الحكومة باتباع أساليب -الأرض المحروقة- إنها تلجأ إلي نصب كمائن أكثر فيما فقدت السيطرة عليه من أراض في محاولة لوقف تقدم قواتها. وستمثل هزيمة المعارضة في الغوطة الشرقية أكبر انتكاسة تمني بها منذ إخراج مقاتليها من شرق حلب أواخر 2016 بعد حملة مشابهة من الحصار والقصف والهجمات البرية والوعود بخروج آمن. وقال أبو محمد وهو مزارع يبلغ من العمر 32 عاما فر إلي دوما تاركا وراءه ماشيته ومعداته الزراعية -جئنا بسبب كثافة القصف-. وأضاف معلقا علي الضربات الجوية الشديدة -وصولنا إلي هنا معجزة-. وعن منزله السابق في بيت سوي قال الرجل -دمر تماما واحترق-. وستكون الهزيمة في الغوطة الشرقية أسوأ انتكاسة للمعارضة منذ خروجها من شرق حلب في أواخر عام 2016 بعد حملة حصار وقصف وهجوم بري مشابهة. وأكد القائد العسكري الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام تقريرا نشره المرصد أشار فيه إلي أن الغوطة الشرقية انقسمت فعليا إلي شطرين. لكن وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن. إحدي جماعات المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية. نفي هذا. وحين سئل عما إن كان الخبر صحيحا كتب في رسالة نصية من اسطنبول حيث يقيم -لا-. قال المرصد إن المعارضة بدأت في قصف قريتين خاضعتين للحكومة تحاصرهما المعارضة بشمال سوريا مما أسفر عن مقتل طفلين. وقالت الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تأجل دخول قافلة مساعدات للغوطة كما كان مقررا. وتقول الأممالمتحدة إن 400 ألف شخص محاصرون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تفرض الحكومة حصارا عليها منذ سنوات والتي كانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك علي النفاد بالفعل قبل الهجوم. وقالت سيدة عرفت نفسها باسم أم محمود في رسالة صوتية -نحن نموت من الجوع وأولادنا يموتون من الجوع. الرحمة بنا-. وعرضت روسيا. أقوي حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد. خروج مقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية بسلام مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية. في اتفاق يشبه اتفاقات سابقة سمحت لمقاتلي المعارضة بالانسحاب إلي مناطق خاضعة لسيطرتهم علي الحدود مع تركيا. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إنه جري فتح ممر آمن بالغوطة الشرقية في الجزء الجنوبي من الجيب المحاصر وذلك بخلاف ممر آخر قرب دوما. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن بعض مقاتلي المعارضة يريدون قبول عرض المغادرة. وموقف المعارضة المعلن حتي الآن هو رفض العرض والتعهد بمواصلة القتال. قال حسام الدين آلا سفير سوريا لدي الأممالمتحدة في جنيف لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إن العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية تستهدف -المنظمات الإرهابية بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي-. وتقول موسكوودمشق إن حملة الغوطة ضرورية لوقف القصف من المعارضة علي العاصمة. من ناحية أخري اتهم رجال الإنقاذ ونشطاء المعارضة في الغوطة الشرقية الحكومة باستخدام غاز الكلور خلال الحملة. وتنفي الحكومة ذلك نفيا قاطعا. وقد اتهمت دمشقوموسكو مقاتلي المعارضة بتدبير هجمات الغاز السام من أجل اتهام دمشق باستخدام الأسلحة المحظورة. وقالت خدمة الخوذ البيضاء للإسعاف التي تديرها المعارضة إن اثنين من عمالها قتلا عندما ضربت مركبتهما مضيفة أن انتشار الدمار في الكثير من المناطق منع فرقها من الوصول إلي الكثير من الضحايا تحت الأنقاض. وقال القائد العسكري الموالي للحكومة السورية إن القطاع المتبقي من الأراضي التي تفصل القوات المتقدمة من الشرق والغرب لا يمكن استخدامه بالفعل لأنه يقع بالكامل في مرمي نيران القوات الحكومية مما يجعل من المستحيل علي مقاتلي المعارضة العبور بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجيب. وأضاف لرويترز أن هذا يعني -بالعلم العسكري- أن المنطقة تم تقسيمها. وقال أبو أحمد الدوماني وهو مقاتل في جيش الإسلام علي إحدي جبهات القتال -ما في شي ثابت. المعارك شغالة وما مكن تحسب شو راح يصير-.