أخيراً تنفس سيد البلد الاتحاد السكندري الصعداء ودخل المنطقة الدافئة بجدول الدوري العام لكرة القدم لأول مرة هذا الموسم بعد الفوز الغالي جداً الذي حققه علي جاره سموحة لينتزع ثلاث نقاط غالية بعد تفوقه في هذا الديربي السكندري بهدفين نظيفين ليؤكد مع مديره الفني محمد عمر ابن النادي المخلص أنه في الطريق للتخلص من شبح الهبوط الذي ظل يطارده في الدور الثاني من عمر المسابقة نتيجة حالة الارتباك التي شابت عروض ونتائج الفريق مع الإسباني ماكيدا والذي لم يحالفه التوفيق لأول مرة مع زعيم الثغر رغم علاقته الطيبة واللاعبين والإدارة ونجاحاته السابقة في تجربتين ماضيتين فكان القرار الصائب والحاسم لرئيس مجلس إدارة سيد البلد محمد مصيلحي بإقالة ماكيدا بعد أن لمس بحسه الإداري وخبراته المتراكمة أن نجوم الاتحاد السكندري في حاجة إلي دماء جديدة في جهازهم الفني لإعادة توظيف اللاعبين واستثمار إمكانياتهم الفنية والبدنية لتصحيح مسار الفريق ووضع زعيم الثغر علي الطريق السليم من خلال تحقيق الاستقرار الفني بالوصول للتشكيلة المناسبة بما يسهم في زيادة معدلات الانسجام والتفاهم بين خطوطه وأفراده.. وهو ما ينعكس تدريجياً علي مستوي عروض ونتائج الفريق.. وتطور الأداء العام للاعبين. وأعتقد أن العرض القوي والفوز المستحق الذي حققه زعيم الثغر علي سموحة يعني أن الفريق بدأ يجني ثمار مجهودات العمل المخلص لمحمد عمر المدير الفني ومعه اللاعبون الذين تعاهدوا علي الدفاع عن سمعة ناديهم ومكانته كأحد أعرق الأندية الجماهيرية. وعن تاريخه الذي يمثل جزءاً عزيزاً من تاريخ الرياضة والكرة المصرية ومن خلفهم يقف محمد مصيلحي ورجالاته بمجلس الإدارة بقوة لتوفير كل مظاهر الدعم والمساندة لهم لضمان موقعه في مكانة مناسبة بجدول المسابقة تسعد جماهيره وتكون بمثابة بداية صحيحة تقود الاتحاد السكندري للظهور بالشكل اللائق في المواسم القادمة الذي يؤهله للمنافسة علي البطولات خاصة أن مجلس الإدارة دعم الفريق في الميركاتو الشتوي بمجموعة من اللاعبين المتميزين.. ومن الطبيعي أن ما تعرض له زعيم الثغر من حالة تراجع في النتائج والمستوي العام في الأداء حمل الكثير من الدروس والتي تم الاستفادة منها بعلاج الثغرات والسلبيات فكان هذا الفوز الغالي علي سموحة وانتزع زعامة عروس البحر المتوسط. أما بالنسبة لسموحة فتلك الخسارة لا تقلل من قوة واسم الفريق وخبرات لاعبيه بقيادة المهندس محمد فرج عامر رئيس مجلس إدارة النادي.. نعم سموحة هذا الموسم ليس مثل المواسم السابقة بل ويمكن القول إن الفريق يقدم أقل مواسمه منذ ظهوره في عالم الكبار لدوري الأضواء والشهرة للكرة المصرية.. فلعلنا نتفق أن المهندس النائب محمد فرج عامر رئيس النادي استطاع ان يقدم للكرة المصرية منذ الموسم الأول لصعوده للدوري الممتاز فريقاً كبيراً فرض نفسه علي خريطة اللعبة.. وبات واحداً من أندية القمة ومنافساً شرساً علي المربع الذهبي بل كان قاب قوسين لأن يتوج بطلاً للدوري عندما لعب مع الأهلي في نهائي دوري المجموعتين موسم 2013/2012 ولكن فارق الخبرة حسم البطولة لصالح الأهلي واحتل سموحة مركز الوصيف في إنجاز تاريخي.. ليس هذا فقط بل أصبح سموحة أحد سفرائنا في بطولات الأدغال الأفريقية. وانطلاقاً من هذا الواقع فإنه لا خوف علي سموحة فهو يحتل مكاناً آمناً في جدول الدوري.. ولكن ما نتحدث عنه أننا ننتظر من سموحة دائماً أن ينافس بقوة علي القمة في البطولات المحلية والأفريقية بعد أن نجح ببراعة في أن يحجز لنفسه مكاناً بين الكبار وأري أن المشاكل العديدة التي تعرض لها الفريق هذا الموسم ستكون بمثابة فرصة لمجلس إدارة النادي لتصحيح المسار من جديد لنري الموسم القادم سموحة ب "نيولوك" أو بمعني آخر الوجه الحقيقي لهذا الفريق السكندري الذي أثبت علي أرض الواقع أنه يمتلك طموحاً ومقومات الكبار في عالم الساحرة المستديرة بمصر المحروسة.