لم يكن محمد صلاح نجم الكرة العالمي رائعًا فقط في ردوده عن مصر وحربها ضد الإرهاب أو مساندته للدولة المصرية.. بل كان بحق أسطورة تستحق أن نتوقف عندها كثيرًا كنجم وكمواطن.. وكإنسان!! صلاح أسطورة بحق وليس مجرد حالة كروية إنسانية رائعة.. يحتاج إلي تحليل سيكولوجي ومن خبراء علم النفس الاجتماعي.. بل وعلم النفس السياسي قبل خبراء الكرة فهو ليس النجم الأول في تاريخ الكرة المصرية الذي حقق ما لم يحققه غيره.. وليس مجرد هداف عالمي أصبح حديث العالم كله.. بل هو ظاهرة كروية إنسانية تعبر عن واقع وعن رؤية حقيقية. صلاح يدعونا لأن نعيد دراسة الآثار القوية الكامنة في القوة الناعمة المصرية.. لأنه ببساطة شديدة انسان متوافق مع نفسه.. ويتعامل بتلقائية شديدة وروح مصرية أصيلة.. انسان بسيط كلما ارتفع كلما زادت بساطته.. وكلما تألق كلما زاد حمده وشكره لله صاحب النعم عليه كلها. سألني صديق: هل حققت قافلة أزهرية لأي دولة ما حققه صلاح لتصحيح صورة الاسلام لدي الانجليز؟ عندما يغني مشجعو ليفربول لصلاح المسلم الساجد ويقولون أنه إذا استمر هكذا سيصبحون مسلمين ويوجهون تحيتهم للمسجد.. فماذا يعني هذا؟ اعرف انه مجرد وسيلة للتشجيع وليس شكلا من أشكال الدعوة.. وأعرف أن غناء المشجعين في الغالب لا يكون معبرا عن فكرة دينية أو سياسية بل اعجاب بلعبه أو هدف أو شخصية كروية لكن تصحيح صورة المسلمين في بريطانيا بل في أوروبا يساهم فيها محمد صلاح بشكل أكثر من رائع ولعلنا لا ننكر ان تاريخ الاسلام يؤكد ان التجار المسلمين بأماناتهم وعهدهم والتزامهم كانوا هم السبب في نشر الاسلام في دول أسيوية عديدة. لا أقصد هنا المقارنة .. فالتعامل التجاري للتاجر المسلم في مجتمعات غير اسلامية يعطي الدرس من خلال المعاملة فالدين هو المعاملة قبل العبادات ولكن تصحيح صورة الاسلام من خلال هذا النجم في أوروبا أيضا واقع من خلال المعاملة كلاعب ونجم وهداف ملتزم.. ساجدا عند كل هدف .. شاكرا لنعم الله عليه.. ملتزم أمام الناس ومن خلفهم. محمد صلاح ابن قرية نجريج بمحافظة الغربية نموذج مصري وأراهن ان في مصر ملايين مثله في مراحل عمرية مختلفة.. لكن لا أحد يعرفهم ولا توجد أضواء علي تعاملاتهم.. غير ان هذا النجم الخلوف الفنان المبدع يعطينا الدرس.. فهل نستغلها. في قريته الصغيرة مازالت علاقته بأهله وناسه وزملائه أكثر من رائعة.. ولا أريد هنا أن أتحدث عن تبرعاته سواء لقريته أو للدولة.. فهذه تخص علاقته بربه ومعاملته الطيبة مع وطنه ومحاولته لرد الجميل والله وحده أعلم بالنوايا.. لكن هنا اتحدث عن الصورة الذهنية التي قدمها كمسلم لأوروبا. لقد نشرت جريدة نيويورك تايمز تقريرا مطولا عن صلاح وكيف انه نجح في تصحيح صورة المسلمين في بريطانيا وأوروبا. الجريدة قالت انه صحح صورة الاسلام لكنني تعرفت في حدود علمي بأن البشر لا يصححون الإسلام بل يصححون صورة المسلمين لأن الاسلام برئ من خطايا المسلمين في كل مجال. المهم.. ان العالم كله إعلاميا مهتم بمحمد صلاح ولكن الاعلام المصري هو الوحيد الغائب عن هذا الاهتمام.. اللهم باستثناء الجماهير التي تراها وقد ملأت المقاهي في انتظار مباراة لمحمد صلاح.. وكذلك تعليقات الناس علي وسائل التواصل الاجتماعي والتي تؤكد وتعبر بصدق عن حبها لهذا اللاعب الأسطورة. محمد صلاح أسطورة بحق لذلك سيكون مثار اهتمامنا دائما لأننا نقدم من خلاله النموذج الانساني.. صاحب الموهبة التي استغلها وأجاد وحقق من خلالها النموذج الأسطوري المعبر عن حقيقة الروح المصرية.. تحية لصلاح الانسان قبل الفنان!! لعلنا نتعلم .. أو نفهم ! تسير بنا الحياة ولا نتعلم.. وإذا تعلمنا لا نفهم كيف نستفيد مما تعلمناه.. وإذا استفدنا لا نعمل بما استفدناه. أجعل في حياتك أوقاتا تتوقف فيها مع نفسك فالحياة لا تدوم وتجري بسرعة والموت أقرب مما تتصور.. لذلك حاولت ان أجمع هنا بعض دروس من الحياة يتداولها الناس كحكم وأمثال ومواقف ولكن لا أحد يستفيد منها.. بل ان البعض يقرأها ولا يعيها.. وإذا وجد نكتة أو موقفا ظريفا نسي الحكمة.. وضحك حتي لو كانت الضحكات من لسانه وشفتيه وليست من قبله. اذكر نفسي قبلكم فأنا أكثر انسان يحتاج إلي هذه الوقفة مع النفس.. وسأحاول ان أقرأ معكم هذه الكلمات.. لعلنا نتعلم.. أو نفهم. ** انصح ولا تفضح .. وعاتب دون أن تجرح!! ** لا تسبوا أصحاب المعاصي ولا تحتقروهم .. فإنما نحيا جميعا بستر الله ولو كشف الله عنا ستره.. لفضحنا. ** تغلب علي مخاوفك.. وثق ان حياتك ستتغير إلي الأفضل. ** المحروم هو الذي حرمه الله حسن التقوي وحسن العبادة.. فالحرمان الدنيوي تعويضه ممكن أما الحرمان من العمل الطيب لا تعويض له. ** أعمل الخير ولا تنتظر الشكر.. فقط هو الله الذي يجازي ويحاسب وهو أحسن من أعطي. ** من زرقه الله الحب .. رزقه الخير كله. ** بعض الأماكن لا يملؤها إلا شخص واحد.. ثق انك هذا الواحد لدي أسرتك ومحيبك. ** إذا حدثوك عن الاحتمالات العقلية والفروض المنطقية.. حدثهم أنت عن الثقة بالله. ** كثيرون يتغيرون معك لتغير مصالحهم معك.. فلا تتغير أنت.. أنظر لأخوة يوسف عليه السلام عندما كانت لهم مصلحة قالوا لأبيهم "فأرسل معنا أخانا" وعندما انتهت المصلحة قالوا عن يوسف لأبيه أيضا "ان ابنك سرق"! ** لا تتعجل في الرد خاصة علي من يسئ إليك.. انتظر قليلا ستجد الجواب الأفضل ** عطاء القلب والروح أغلي وأثمن من عطاء المال لمن يفهم. ** لو علمنا الغيب .. لاخترنا الواقع. ومع وقفات واستراحات أخري مقبلة لعلنا نتعلم ولعلنا نفهم..!