تشهد مصر الأيام القادمة الاتفاق علي تنفيذ صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مع ألف أسير فلسطيني تحت الإشراف المباشر لجهاز المخابرات العامة ومشاركة بعض المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر الدولي وذلك بعد الاتفاق علي كافة الإجراءات الخاصة بآلية التنفيذ. وتاريخ مصر في التعامل مع قضية الأسري الفلسطينيين يعود إلي زمن بعيد حيث دأبت علي التدخل لدي الطرف الإسرائيلي دائماً من أجل التخفيف من معاناة الأسري في السجون الإسرائيلية. كما دأبت القيادة المصرية علي حث الطرف الإسرائيلي للإفراج عن الأسري والمعتقلين الفلسطينيين تجاوباً مع مطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن". من هذا المنطلق لعبت مصر دوراً مباشراً منذ اليوم الأول لأسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليت" في يونيو 2006 حيث أجري جهاز المخابرات العامة المصرية العديد من الاتصالات مع كل من "حركة حماس" والمجموعة التي قامت بأسر الجندي من ناحية. والطرف الإسرائيلي من ناحية أخري استهدفت جميعها التوصل لصيغة مشرفة لتبادل مجموعة من الأسري الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "شاليط" حيث بدأت المفاوضات بإبداء الطرف الإسرائيلي استعداده للإفراج عن أسير فلسطيني واحد فقط مقابل اطلاق سراح "شاليط".. واستمرت جولات من المفاوضات الماراثونية برعاية مصر التي بدأت وأنهت المفاوضات حول صفقة استمر التفاوض بشأنها لمدة خمس سنوات سعت خلالها عدة أطراف دولية وإقليمية أخري لإنجازها. إلا أن تلك الأطراف لم تتمكن ومن ذلك وعاود الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني الاتصال بالوسيط المصري قناعة منه بأن مصر هي الطرف الوحيد الذي يمكنه القيام بدور الوساطة لإنهاء الصفقة.. وأسفرت تلك الجولات عن التوصل الي اتفاق مشرف لإنجاز صفقة تبادل الأسري حيث قبل الطرف الإسرائيلي خلالها بالإفراج عن "1000" أسير فلسطيني اضافة الي كافة النساء الأسيرات في السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف "جلعاد شاليط". عقدت مصر "50 جلسة" مفاوضات غير مباشرة استمرت عدة أشهر وشهدت جهداً مكثفاً وحالات من الشد والجذب من الطرفين حول شروط إتمام الصفقة وكادت أن تفشل عدة مرات في ظل تمسك الطرفان كل بموقفه. إلا أن تدخل الوسيط المصري وطريقة إدارته للمفاوضات أسفرت في نهاية الأمر عن التوصل لصفقة ايجابية بكل المقاييس ارتكزت بالأساس علي تحقيق عدد من الأهداف التي يمكن استعراض أبرزها علي النحو التالي : * الإفراج عن كافة الأسيرات بالسجون الإسرائيلية "27 أسيرة" وإعادتهن الي منازلهن بالضفة الغربية وقطاع غزة. * الإفراج عن "450" أسيراً من الأسري ذوي المحكوميات الكبيرة من بينهم حوالي "320" أسيراً من ذوي المحكوميات المؤبدة "99 عاما وأكثر". * الاهتمام بأن تتضمن الصفقة الافراج عن عدد من الأسري بالسجون الإسرائيلية من الحالات الانسانية والمرضي وكبار السن وممن قضوا فترات زمنية كبيرة داخل السجون الاسرائيلية زاد بعضها عن 30 عاماً كما شملت عدداً من عرب 48 وسكان مدينة القدس. * الاهتمام بعودة أعداد كبيرة من السجناء الي منازلهم سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة.