علي الرغم من إلقاء القبض علي المتهم الرئيسي في ازمة نقص عقار البنسلين في الصيدليات د.مدحت شعراوي فلا تزال الازمة مستمرة. ويعاني المرضي في كافة انحاء الجمهورية نتيجة غياب مثل هذا العقار المهم. المرضي توجهوا إلي الشركة المصرية لتجارة الادوية المسئولة عن توزيع الدواء للحصول علي عبوة بنسلين واحدة بموجب روشتة مختومة وصورة بطاقة المريض. بعض الصيادلة اكدوا ان "العقار" يجري انتاجه محليا.. لكن المشكلة الحقيقية في عدم توفر المادة الفعالة المستوردة من الخارج بسبب وجود عجز لدي معامل وزارة الصحة في انتاجه. "المساء" توجهت إلي صيدلية الشكاوي التابعة للشركة المصرية لتوزيع الدواء التقت الدكتور سامح اللبان المسئول عن الصيدلية الذي اكد ان البنسلين بدأ يتوفر بكميات مناسبة منذ نحو 10 ايام تقريباً "محدودة" بثلاثة انواع موجودة في السوق هي: Depo-Pen وDvrapen وPenei Tard في صيدلية الشركة التي تقوم ببيع عبوة واحدة للمواطنين لكل روشتة وهذا بادرة امل في انفراج الازمة تماما قبل نهاية العام الحالي. اضاف ان الموجود حالياً بالصيدلية نوعان هما: Dvrapen وPenci Tard ويتم توزيعهما علي صيدليات الشركة المنتشرة وانحاء الجمهورية والمشكلة كانت المادة الفعالة اللازمة لانتاج البنسلين والكميات بدأت تتوافر قبل القبض علي المتهم الرئيسي في الازمة وقد بدأنا التوزيع علي الصيدليات وقريباً ستتوافر في المحافظات المشكلة ان المواطنين تعودوا ان يأتي إلي مقار صيدليات الشركة هنا او في الاسعاف لعلمهم المسبق بتوافر العقار بهما وضمان الحصول عليه ويأتون من خارج القاهرة فدائماً ما تجد صيدلياتنا اقبالا من المواطنين خاصة صيدلية الاسعاف وللاسف ان اغلب المواطنين لايرضون بالحصول علي عبوة واحدة ويطلبون منا اكثر من عبوة وهو ما يتسبب في حدوث مشاكل ومشاجرات مع الموظفين. اضاف د.اللبان ان المواطنين لديهم حق ولكن الكمية المتاحة محدودة ونخشي عدم استطاعتهم الحصول علي العقار الا عن طريق السوق السوداء التي بلغ سعر العبوة بها 150 جنيهاً واكثر علي الرغم من ان سعرها الحقيقي تسعة جنيهات فقط. اما عن الصيدليات الخاصة فالوضع كما هو اذ لايتوافر البنسلين او بدائله الا بكميات محدودة حيث يقول الدكتور حسين الشافعي مدير احدي الصيدليات ان الشركة التي تقوم بتوزيع الدواء تصرف البنسلين حسب الطلبية فالطلبية التي تتجاوز قيمتها الف جنيه تحصل علي عبوتين وهكذا ونحن حائرون ماذا نفعل مع المرضي.. نعطي البنسلين لمن للكبار ام الاطفال وهو دواء ضروري لهم يصرف بجرعات شهرية. ويتفق معه د.هاني اديب الذي اكد انه لايوجد انفراجة في الازمة لان الوضع كما هو منذ اربعة شهور فالمريض يذهب إلي صيدلية الاسعاف ليحصل بموجب روشتة علي عبوة واحدة فقط وقد تكون الجرعة المطلوبة اكثر من ذلك في الشهر علاوة علي توافد المرضي من المحافظات واصطفافهم بالطوابير من السابعة صباحاً امام صيدليات الشركة. اكد ان شركة التوزيع تعطي الصيدليات الخاصة البنسلين حسب قيمة طلبية الدواء بما لايتجاوز عبوة او اثنتين ولو تجاوزت الطلبية الف جنيه وهذا لايلبي احتياجات سوق الدواء او عدد المرضي فكيف يدعي المسئولون حدوث انفراجة بل ويعدون الناس بانفراجها خلال اسبوع نتمني هذا ولكن المشكلة ان هناك ادوية اخري بها ازمة ايضاً ويجب ان تتدخل الدولة من اجل توفير الادوية الناقصة والتي يعلمونها جيداً. "المساء توجهت إلي احدي الصيدليات الخاصة بشبرا لنستطلع رأي مديرها الدكتور شريف اديب الذي بادرنا بالسؤال هو فين البنسلين؟ حصلنا علي ثلاث عبوات فقط منذ اسبوع هل نخزنهما او نبيعهما بسعر عادي ام بسعر السوق السوداء ام للحبايب فقط نحن صيدلية خاصة ولسنا شركة كبري يجب ان نوفر الدواء المطلوب للمريض عند طلبه لو كان متوفرا ولكن عندما يأتي لك اكثر من 10 مرضي في اليوم يطلبون دواء معيناً ولايجدونه او يكون لديك منه عبوتان او ثلاث هي فقط المتوفرة لدي لاصيدلية طوال الاسبوع فالاجابة علي سؤالك تكون: هو فين البنسلين وفرهولي بأي ثمن من اجل المرضي. اضاف: لا توجد انفراجة في الازمة حتي لو القي القبض علي العشرات من المسئولين لان الازمة كانت معروفة منذ اربعة شهور ولم يحرك احد ساكناً ولم يتم القاء القبض علي احد الا بعد ان اثارت الصحف والقنوات الفضائية ازمة البنسلين. اكد ان الازمة الحقيقية هي الرقابة والضمير وتطبيق القانون بحسب فيما يتعلق بصحة المواطنين. اما د.سمير سليمان "صيدلي": فيقول انهم يقلوون ان الكمية حسب الكوتة اي حسب نسبة طلبية الادوية الاخري والتي تبدأ من الف جنيه وتحمل الصيدلية علي عبوة او اثنتين او اكثر قليلاً وهذا لايكفي اي صيدلية وبالتالي لاتوجد اي بوادر انفراجة للازمة ولهذا ادعو الوزارة للتدخل لزيادة الانتاج فليس المهم السعر الآن المهم توافر الدواء بنسبة معقولة للمريض. يؤكد د.سامح محمد انه تم القاء القبض علي المتسبب في الازمة منذ يومين او ثلاثة وبالتالي ليس من المتوقع ان تنفرج الازمة خلال اسبوع فيجب الانتظار قليلاً حتي بداية العام الجديد نستطيع ان نقول اذا كان هناك انفراجة في الازمة ام لا وليس البنسلين فقط هو الناقص ولكن هناك ادوية اخري تتناقص ويجب ان تقوم الاجهزة الرقابية بدور فعال لحماية المريض من نقص الدواء لان الدواء حق وليس منحة من احد وعلي وزارة الصحة تشجيع انتاج الادوية محلياً ويكفي استيرادا من الخارج الذي يخضع لاباطرة الدواء الذين يتحكمون في السوق علي مرأي ومسمع من الوزارة.