كنت متحيزا ومازلت في حياتي للفقراء والطبقة المتوسطة التي أنا منها.. أحس بالسعادة وأنا جالس معهم استمع لمشاكلهم علي الجانب الآخر لم أتخذ موقفا من الغني الشريف وسبب تحيزي للفقراء انهم مكافحون يأكلون لقمتهم بالكاد وراضون تمام الرضا عن عيشتهم ولا يتطلعون إلي ما في يدي الغير.. الله الواحد القهار قسم الأرزاق كلها بمقدار فجعل كل واحد منهم في اختبار.. هناك أناس غير راضين عن حالهم وهذا شيء طبيعي نظرا لضغوط الحياة والغلاء.. لكن كيف نتغلب علي قلة المال بالعمل ثم العمل ولا ننظر إلي أرزاق الآخرين.. الرضا هو علامة السعادة بالنسبة للانسان. تعجبت كثيرا من فقراء أفاء الله عليهم بالرزق فتكبروا وصعروا خدودهم وتصوروا انهم بلغوا الجبال طولا.. هؤلاء الفقراء الذين لم يشكروا النعمة وكفروا بها أذاقهم الله الوبال وسوء العافية وانقلاب الخاتمة.. وأكبر مثال لهؤلاء ثعلبة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان لا يترك صلاة الجماعة وراء الرسول.. طلب من الرسول الدعاء لكي يكثر ماله.. رد عليه الرسول صلي الله عليه وسلم قليل تؤدي شكره أفضل من كثير لا تؤديه.. الح علي الرسول فدعا له تكاثر الابل والأغنام حتي انه من كثير القطعان كانت تنزل سحابة سوداء في السماء ويقال ان طولها يزيد علي 2 كيلو متر.. انشغل ثعلبه بالمال وترك الصلاة وصلاة الجماعة.. طلب الرسول منه زكاة المال فبعث للرسول العرجاء والمصابة والمريضة والهزيلة.. فرد الرسول عليه البضاعة وقال الله طيب لا يقبل سوي الطبيب وأوصي الصحابة بعدم قبول الزكاة من ثعلبة لم يقبلها أبو بكر وعمر.. ماذا فعل الرجل كفر بالنعمة وصار غنيا جاحدا من منكم مثل ثعلبة في هذا العصر الذي لم يقدم الشكر وكفر بالنعمة قبل أن يأتي يوما لا تقبل فيه شفاعة ولا صدقة.