أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تبذل جهوداً مستمرة من أجل استكمال التزاماتها نحو تحقيق التكامل بين الدول الأفريقية. فضلا عن دعم كافة مبادرات الاتحاد الأفريقي والمشروعات الاقليمية التي تهدف إلي تطوير البنية الأساسية في أفريقيا بهدف تنمية حركة التجارة بين مختلف دول القارة.. جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي في الجلسة الافتتاحية لمنتدي "أفريقيا 2017" المنعقد بمدينة شرم الشيخ. بحضور عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة. ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي. والعديد من مسئولي المؤسسات الدولية والأفريقية المعنية بالاستثمار. فضلا عن كبار المسئولين المصريين ورواد الأعمال من مصر وأفريقيا والعالم. صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي ألقي كلمة في هذه المناسبة رحب خلالها بالمشاركين بالمنتدي. مؤكداً أن مصر لم ولن تألو جهداً من أجل تيسير الاستثمار في أفريقيا. علي مستوي التكتلات الاقليمية. شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي ضرورة تعزيز العمل المشترك بين هذه التكتلات علي مستوي القارة الافريقية بأكملها. من أجل ازالة العوائق الجمركية وتحسين حركة النقل والتواصل بين أنحاء القارة. بالاضافة إلي البنية التحتية بكافة أنواعها الحديثة. أكد السيسي ضرورة العمل علي استكمال التكامل الاقليمي بين الدول الأفريقية والتعامل مع العالم ككتلة متماسكة. مشيرا إلي أن الدول الموقعة علي اتفاقية التجارة الحرة بين دول الكوميسا ومجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي- التي تم التوقيع عليها في يونيو 2015- من المهم أن تدخل حيز التنفيذ بالكامل. لافتا إلي أنه تم التصديق من جانب 8 دول ويتبقي 14 دولة تنتظر التوقيع حتي تدخل هذه الاتفاقية حيز النفاذ. وأكد أن اجمالي عدد هذه الدول 26 دولة بناتج محلي حوالي 1.2 تريليون دولار وعدد سكانها يبلغ حوالي 700 مليون. مضيفاً أن التعاون بين الدول الأفريقية سيساعد كافة الدول علي الاستفادة من هذه الامكانيات. قال الرئيس السيسي إن أفريقيا هي الطريق الرئيسي لنمو الاقتصاد العالمي. مشيرا إلي أنها تمتلك فرصا ضخمة جدا للنمو والتقدم. وأضاف السيسي استمعنا اليوم وأمس إلي شباب القارة وكبار المستثمرين ورأينا أمثلة محددة ونماذج ناجحة. لافتا إلي أن كل شاب لديه إرادة وفرصة يستطيع أن يحقق النجاح. وتابع الرئيس السيسي أن التحول من كيان ناشئ إلي كيانات عملاقة أمر في غاية الأهمية وسيكون له تأثير كبير علي المستوي الاقليمي. قال السيسي: إنه تحدث خلال الجلسات عن أن استثمار مصر بلغ نحو مليار دولار من اجمالي الحجم التراكمي الذي وصل إلي 9 مليارات دولار في افريقيا. مشيرا إلي أن مصر حريصة علي تشجيع القطاع الخاص المصري لكي يعمل في كافة الدول الأفريقية مضيفا: من الأفضل أن نعمل. في أفريقيا فرص واعدة. وخاصة إذا تعاونت الحكومات فيما بينها ويسرت الأمر علي القطاع الخاص. أكد الرئيس أن المنتدي خطوة علي طريق طويل جدا للقارة الأفريقية. مضيفا أن كل الموضوعات التي تمت مناقشتها والتي ستتم مناقشتها لن يكون لها جميعا حلول سريعة بل هي خطوة علي الطريق الصحيح وأشار الرئيس إلي أن المناقشات التي تتم خلال المنتدي يتم السعي من خلالها لتبسيط المسائل بين دول القارة حتي تكون النتائج والطموحات المنتظرة من القيادات في محلها أمام الشعوب. موضحا أن الجميع يتحدث عن تكامل وتعاون علي مستوي القارة الافريقية ولابد هنا من المقارنة بين هذا الأمر وحجم الجهد والاجراءات التي قام بها الاتحاد الأوروبي لتحقيقها والتي أيضا لاتزال تواجه عقبات وتحديات. أوضح الرئيس أنه لا يستطيع أحد تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل شيء. مؤكدا أن كل ذلك سيتحقق بين دول أفريقيا في حال تحقيق مزيد من التواصل والتكامل والتقارب. ضاربا مثالا لو حصلت علي الأرز من نيجيريا في ظل ظروف المياه المتاحة لديهم قد يكون مناسب بالنسبة لي في ظل ندرة المياه المتواجدة عندي.. وشدد السيسي علي أنه في حال تواصلنا مع بعضنا كقيادة وشعوب وكذلك اللجان المشتركة التي تتم بين الدول والتي تضع موضوعات للتعاون سوف يتم بناء علي ذلك تعزيز فرص التعاون. ولن يكون هناك حجم منافسة في نقاط التعاون المطروحة. قال الرئيس إن أكبر آفة تهدد استقرارنا سواء القطاع الخاص أو القطاع العام أو للدول هي الإرهاب. لافتا إلي أنه لا يمكن تحقيق نمو حقيقي إلا بتحقيق الاستقرار سواء كان هذا الاستقرار سياسيا أو أمنيا أو غيره. مؤكدا أنه بدون تحقيق الاستقرار لن يغامر المستثمرون مهما كان حجم الفرصة الموجودة. مشيرا إلي أن المغامرة صعبة. تابع السيسي قائلا: أريد أن أقول لكم أصدقائي وزملائي وكل الشباب الموجود خلوا بالكم وحافظوا علي الاستقرار الموجود في بلادكم ولا تسمحوا أبدا بظهور أي مظاهر عدم الاستقرار وأبرزها في تقديري الإرهاب والتطرف. أضاف الرئيس السيسي قائلا: خلال محادثات مع أشقائي من قادة أفريقيا قلت لهم لا يجب أن ننتظر حتي يدخل التهديد الإرهابي داخل بلادنا وبعد ذلك نبدأ أن نحصن مجتمعاتنا. ولكن يجب أن نحصن مجتمعاتنا حتي إذا ما كان لا يوجد تهديد. أكد السيسي أن الإرهاب والتطرف هما أخطر سلاح لتدمير الأمم وآمال الشعوب. لأنهما يهددان الاستثمار والاستقرار والحياة. مشددا علي أن تحصين المجتمعات من هذه الآفة مسألة "أمن قومي" وتابع السيسي قائلا: كلما اقتربنا من بعضنا البعض علي المستوي الثنائي أو علي المستوي الاقليمي كتكتلات أو علي المستوي القاري. سيساهم ذلك في زيادة فرص التعاون فضلا عن التقليل من فرص المنافسة غير المقصودة ذلك وفيما يتعلق بالتعاون الاقليمي والتعاون بين التكتلات الثنائية. أوضح الرئيس أن مصر دعت إلي التكامل مع السودان منذ أكثر من 40 سنة. مبينا أنه لم يتحقق الكثير من النتائج في هذا الصدد. وفي الختام أشار الرئيس السيسي إلي أن القارة الأفريقية لديها قدرات ومقومات وآمال الشعوب لافتا إلي أن الدول الافريقية تحتاج إلي حشد الارادة من كافة الدول من أجل الوصول إلي الهدف الأساسي وهو النهوض بالقارة.