التخبط هو السمة الرئيسية التي تحكم المشهد السياسي الذي تعيشه مصر الآن. ويتضح ذلك من خلال عدة نقاط. أولاً : رأينا ما حدث بعد لقاء الفريق سامي عنان وممثلي ما يقرب من 15حزباً. وعلي الرغم من استجابة المجلس العسكري لمعظم طلبات الأحزاب وعلي رأسها إلغاء المادة الخامسة من قانون انتخابات مجلسي الشعب والشوري. إلا أننا وجدنا أصواتاً من داخل الأحزاب ترتفع وتقول لممثليها الذين وقعوا علي بيان المجلس العسكري : "من أنتم؟!" وطالب البعض الآخر بسحب توقيعهم. وهو ما حدث بالفعل من بعض الأحزاب "الصغيرة" في خطوة أشبه بلعب العيال! وحتي حزب العدالة والحرية الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والمفترض أنه الأكثر تنظيماً وخبرة علي أرض الواقع. وجدنا أن شباب الحزب يستنكرون توقيع محمد مرسي رئيس الحزب علي بيان "العسكري" ويقولون إنه لا يمثلنا ونحن نريد رئيساً للحزب بالانتخاب! ثانياً : فشل حزبي الوفد والحرية والعدالة في الاستمرار معاً داخل التحالف الديمقراطي. بسبب توزيع حصص المقاعد البرلمانية داخل التحالف ورغبة حزب الإخوان في الاستحواذ علي 50% من المقاعد فحدث انقسام داخلي في الوفد. وانتهي الأمر بإعلان الوفد خوض الانتخابات بقائمة منفصلة عن التحالف. ثالثاً : علي الرغم من أن الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وما تبعه من إعلان دستوري حدد مسار العملية السياسية بعد ثورة يناير وهي انتخابات برلمانية ثم وضع دستور ثم انتخابات رئاسة. إلا أن 6 من أبرز المرشحين للرئاسة يريدون الالتفاف علي إرادة الشعب ويطالبون بانتخابات رئاسية قبل وضع الدستور! وحده د. محمد البرادعي الذي رفض الفكرة وأصر علي وضع الدستور أولاً. إذ إن الدستور الجديد هو من سيحدد صلحيات الرئيس القادم. رابعاً : لقد طلب الشباب مهلة أطول قبل إجراء الانتخابات البرلمانية لكي يظهروا للناس ويأخذوا نصيبهم من الدعاية في الشارع. والآن يتحدثون عن طول الفترة الانتقالية!! خامساً : إلي من يريدون تطبيق قانون الغدر والعزل السياسي. ما هي الآلية التي يمكن من خلالها فرز هؤلاء الذين نريد عزلهم سياسياً. هل هي عضوية الحزب الوطني المنحل؟! وماذا عن أحزاب الوطني "الظل" التي كانت تنفذ سياسات الوطني تحت أسماء أخري. لدرجة أن رئيس أحد هذه الأحزاب رحمه الله صوت ضد نفسه لصالح الرئيس السابق حسني مبارك!. احتياطي النقد الأجنبي لدينا وصل إلي 24مليار دولار هذا الشهر بعد أن كان 35 مليار دولار في سبتمبر من العام الماضي. ونحن لا نزال نتخبط. لك الله يا مصر.