انهالت ردود الفعل العربية المحذرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. من مغبة نقل سفارة الولاياتالمتحدة في تل أبيب إلي القدس. تمهيدا للاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. في خطوة تعكس موقفا عربيا موحدا رافضا لهذا "الاعتراف". بعدما صرح البيت الأبيض بأن ترامب ينوي الاعلان عن قراره بشأن القدس اليوم. أجري ترامب. اتصالات منفصلة بالرئيسين . عبدالفتاح السيسي. والفلسطيني. محمود عباس. والعاهل الأردني. الملك عبدالله الثاني. أطلعهم فيها علي نيته نقل السفارة إلي القدس. ما دفع الزعماء الثلاثة إلي تحذيره من خطورة هذه الخطوة. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي. في الاتصال الذي أجراه معه ترامب. علي الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ علي الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة. شدد الرئيس السيسي علي ضرورة العمل علي "عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط". واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس. أن سعي الولاياتالمتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلي القدس "خطوة مرفوضة" ولها تداعيات خطيرة. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية. نبيل أبو ردينة. إن عباس حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار علي عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. أضاف: يؤكد الرئيس مجددا علي موقفنا الثابت والراسخ بأن لا دولة فلسطينية دون أن تكون القدسالشرقية عاصمة لها. وذكر متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه حث البابا فرنسيس والرئيسين الروسي والفرنسي والعاهل الأردني علي التدخل للوقوف حائلا ضد نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعلنة نقل السفارة الأمريكية إلي القدس. أكد العاهل السعودي لترامب أن أي "إعلان أمريكي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلي تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة". موضحا أن "سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية". شدد علي أن "من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصي القبلة الأولي للمسلمين". شددت الإمارات علي "موقفها الثابت من القدس ووقوفها الراسخ والدائم إلي جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية". حذر العاهل الأردني. ترامب خلال المكالمة الهاتفية. من "التداعيات الخطيرة والسلبية للخطوة". مبينا أن هذه الخطوة تتناقض مع كل القرارات الدولية. ولاحقا. أعلنت وزارة الخارجية أن الأردن يعتزم الدعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يومي السبت والأحد لبحث تحركات ترامب حيال القدس. ومن شأن قبول الولاياتالمتحدة مطلب إسرائيل اعتبار القدس عاصمتها الموحدة أن يخالف السياسة الأمريكية القائمة منذ عقود والتي تقوم علي أن وضع المدينة تحدده المفاوضات مع الفلسطينيين. أصدرت القنصلية الأمريكيةبالقدس بيانا شددت فيه علي موظفي الحكومة الأمريكية وعائلاتهم بعدم السماح لهم وحتي إشعار آخر بالتواجد بالبلدة القديمة بالقدس والضفة الغربية.. بما يشمل بيت لحم وأريحا. وقالت القنصلية الأمريكية في بيانها إن ذلك يأتي مع اتساع احتمالات اندلاع المظاهرات بداية من اليوم الأربعاء "6 ديسمبر الجاري" في القدس والضفة الغربية. أما العاهل المغربي الملك محمد السادس. رئيس لجنة القدس. فقد بعث برسالة إلي الرئيس الأمريكي. باسم 57 دولة تشكل اللجنة. ليحذر من خطورة هذه الخطوة التي من شأنها "تأجيج مشاعر الإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب". كما أعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. عن رفض بلاده قرار ترامب المحتمل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلي القدس. دولياً. أكدت الأممالمتحدة أن الأمين العام أنطونيو جوتيريش يعارض أي تحرك من جانب واحد يخص القدس. وأن مثل هذا التحرك من شأنه أن يقوض حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك - في تصريحات للصحفيين من مقر الأممالمتحدة في نيويورك "اعتبرنا علي الدوام أن قضية القدس تتعلق بالوضع النهائي. وأنه يتعين أن تُحل من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين واستنادا إلي قرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وأضاف دوجاريك أن الأممالمتحدة بانتظار إعلان رسمي من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ما إذا كان ينوي نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلي القدس. وهي الخطوة التي تقف وراءها إسرائيل بكل قوة. ويعارضها الفلسطينيون بشدة. حذر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل من العواقب بعيدة المدي حال اعترفت الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل. فيما لوح الرئيس التركي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية في حال إقدام واشنطن علي تلك الخطوة. أكدت برلين علي لسان وزير الخارجية "لا يمكن إيجاد حل لمعضلة القدس إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين... كل ما يتسبب في تصعيد الأزمة أمر غير بناء في هذه الأوقات". مؤكدا أن موقف ألمانيا لن يتغير في هذه القضية. وطالب جابرييل في خطابه بسياسة ألمانية جديدة تجاه الولاياتالمتحدة والتعامل بثقة أكبر في النفس مع واشنطن. في غضون ذلك. أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن المؤسسة الأمنية تستعد لاحتمال اندلاع احتجاجات فلسطينية عنيفة. وخاصة في القدس. في أعقاب تواتر الأنباء بشأن احتمال اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل أو إعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس.