عبرنا التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم بنجاح. وتأهلنا للعب في مونديال روسيا 2018. وفرحت مصر كما لم تفرح منذ سنين. إنجاز كبير بلا شك. وفرحة مستحقة. في شهر انتصار مصر في ملحمة أكتوبر المجيدة عام 1973. وفي عهد أصبحت الإنجازات الكبيرة عنوانه وشهادة نجاحه. الإنجاز الكبير أخرس الشامتين والحاقدين والمتربصين. الذين لا يريدون لنا أن نتقدم. ويعز عليهم أن نقتنص لحظة فرح. لكن هذا الإنجاز الكبير لا يجب أن ينسينا أخطاءنا. أو يجعلنا نتصور أننا به قد بلغنا الكمال. وأن كل شيء علي ما يرام. إن هذا الإنجاز ينقلنا إلي مستوي آخر تماماً في عالم كرة القدم.ومالم نعد أنفسنا جيداًلكي نكون ضمن هذا المستوي. فسوف يكون نصيبنا من مونديال 2018 هو زيارة روسيا. والتمثيل المشرف. وهو ما لم يعد يليق بمصر الجديدة. ولا يرضاه جمهورها. نحن ذاهبون بعد شهور إلي المونديال. حيث تتجمع خلاصة منتخبات العالم في كرة القدم.. أشهر النجوم.. أقدر المدربين والأجهزة الفنية والإدارية. أحدث الخطط والتكتيكات.. إنه الاستعراض الذي ينتظره العالم بشوق كل أربع سنوات. سنلعب مبارياتنا خارج أرضنا.. سنواجه منتخبات لا نعرفها بعد.. ربما توقعنا القرعة في مجموعة تناسبنا وربما تقذف بنا إلي ما نسميه أحياناً مجموعة الموت. هل منتخبنا بصورته الحالية. وإدارته الفنية جاهز. أو يمكن تجهيزه خلال الشهور القادمة للتعامل مع هذا المستوي الجديد؟! هذا سؤال مطروح علينا جميعاً. ويجب أن نفكر فيه بمنتهي الصراحة والشفافية. فسمعة مصر الكروية سوف تكون علي المحك العالمي في هذا المونديال. هناك نقاط من الصعب التفكير فيها من الآن. لأنها ستتحدد في ضوء معرفتنا بالمجموعة التي سنقع ضمنها. والمنتخبات التي سنلاقيها.. لكن هناك نقاطا أخري لابد من التفكير فيها فوراً. لأنها تمثل بعض الأمراض المستوطنة في الكرة المصرية. لدينا آفة لابد من التخلص منها. وهي عدم حسم النتائج في الوقت المناسب رغم إمكانية ذلك. نحن علي مستوي المباريات اعتدنا أن نجعل مصيرنا معلقاً حتي اللحظة الأخيرة بأقدام آخرين..علينا أن نتذكر أن فوزنا علي الكونغو أول أمس. ما كان له أن يصل بنا مباشرة إلي التأهل للمونديال لولاتعادل أوغندا وغانا. وهذه مسألة تتكرر كثيراً في كل ما نخوضه من بطولات سواء علي مستوي الأندية أو المنتخبات. وعلي مستوي كل مباراة علي حدة. فنحن نحتاج إلي شوط وبعض شوط حتي نفهم الفريق الذي نلاعبه. ونتمكن من فتح ثغرة في دفاعاته لنسجل.. حدث هذا أول أمس مع خصم يتذيل مجموعتنا. ولم يسبق له الفوز بأي مباراة في التصفيات. ونحن نتصدر المجموعة ونلعب علي أرضنا وبين حشد غير مسبوق من جمهورنا.. علينا أن نفكر في إعادة صياغة منتخبنا. من منتخب النجم الواحد أو الرجل الواحد وهو محمد صلاح الذي يستحق كل الإشادة والتقدير. إلي المنتخب متعدد النجوم والمهاجمين بصفة خاصة. ثم أخيراً.. أمامنا مهمة قومية هي: كيف نستثمر وصولنا للمونديال. من الآن وحتي موعده في 2018رياضياً. وسياحياً. واقتصادياً. وإعلامياً؟! إنها فرصة وتحدّ في نفس الوقت ويجب ألا نتركها تفلت من أيدينا.