إفريقيا هي أمل المصريين في الزراعة والإنتاج والتصدير وإقامة المشروعات التنموية.. تحركت مصر بعد ثورة 25 يناير في كل الاتجاهات نحو القارة السمراء واحتضنت المشاريع وضربت بالأسهم في كل اتجاهات القارة خاصة دول حوض النيل.. وحدث حراك غير طبيعي للم الشمل واستطاعت الثورة أن تقضي علي جميع السلبيات التي ارتكبها الرئيس المخلوع في حق شعبه وحق قارته السمراء. النشاط الذي بدا واضحاً في الفترة الأخيرة قيام مركز بحوث الصحراء بزيارة ميدانية للقارة ولكن بمفهوم أكبر وأشمل وهو القضاء علي التصحر في القارة لعمل حزام أخضر وممر تنمية في 13 دولة أهمها السودان ونيجيريا وتشاد والجزائر وأثيوبيا. حاورت "المساء" د.إبراهيم نصر رئيس مركز بحوث الصحراء الذي عاد لتوه من جولة إفريقية استمرت عدة أيام و فريق بحث علي أعلي مستوي. * ما الهدف من الزيارة؟! . وقف التصحر وعدم الجور علي الأراضي الزراعية يخلق ممر تنمية أخضر يفصل بين الصحراء والجزء الأخضر أطلقنا عليه ممر التنمية. * ما الهدف الاجتماعي؟ . الهدف الاجتماعي إيجاد حلول عملية لخدمة القارة الإفريقية ووجود فرص عمل والقضاء علي البطالة وزيادة المشاريع التنموية وفتح جسور ثقة بين الإخوة الأفارقة. * من سيقوم بتمويل تلك المشروعات خاصة ممر التنمية؟! . يقوم بتمويلها الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو".. وهذه المساعدات ذات مغزي كبير فبعد ثورة 25 يناير مصر نالت احترام الجميع وكل الجهات المانحة تكالبت لخدمة مصر وتفعيل أفكارها. * هل هناك ضوابط للعمل في هذه المنطقة؟! . بالطبع تم وضع ضوابط حاكمة للعمل والتشييد وهي إقامة جسر فاصل بين الأخضر والصحراء عبارة عن جسور حتي لا تزحف كُثبان الرمال وتبوِّر الرقعة الزراعية. أكد أن هناك تعاوناً جاداً بين الاتحاد الإفريقي للشئون الاقتصادية والزراعية. * هل هناك توسعات داعمة غير منظمة الأغذية والاتحاد الأوروبي؟! . نعم هناك توسعات أخري أهلية ومنظمات وأهم الجهات الداعمة أيضاً الساحل والصحراء.. التي تضم عدة دول. * هل تظن أن الأحوال صارت إلي الأحسن بعد 25 يناير؟! . نعم الثورة فتحت آفاقاً جديدة للبناء والتشييد والزراعة والاستثمارات المصرية هناك.. موضحاً أن الإخوة الأفارقة أعادوا اكتشاف المعدن المصري مرة أخري. * هل تطرقت خلال تلك الزيارة لمشكلة المياه؟! . قال د.إبراهيم نصر أن مهمة بحوث الصحراء في المرتبة الأولي المياه فقد قمنا بعمل مجسات للأماكن البعيدة عن النيل.. موضحاً أن إفريقيا ليست بها مشكلة في المياه لكن هناك مشكلة في إدارة المياه.. حيث هطول الأمطار طول العام. * كيف يكون التعاون في إدارة المياه؟! . لدينا خبرة في إقامة السدود علي الأقل من حوالي 150 سنة حيث أقام محمد علي باشا القناطر والجسور وحدثت ثورة غير طبيعية في الزراعة المصرية ولا ننسي السد العالي فهو الإعجاز الأكبر والأضخم في تاريخ مصر.. فسوف نقوم بتقديم الخبرة اللازمة في إدارة المياه وإقامة السدود الصغيرة وتدريبهم أيضاً علي طرق الري الحديثة بالرش والتنقيط. * هل تظن أن الوضع المائي سييء في مصر؟! . الوضع المائي في مصر جيد ولكن يجب أن نقوم بالترشيد وتطبيق نظام الري الحديث. * وما مصير التصحر في مصر؟! . أكد د.نصر أن التصحر في مصر أكبر التحديات حيث إننا حتي الآن لم نزرع سوي 10% من أراضينا ونحن نعاني ندرة المياه رغم مرور النيل لأننا دولة ليست ممطرة ونحن أيضاً دولة ليست مصب للمياه. * هل الخزان الجوفي كاف للزراعة؟! . للأسف الخزان الجوفي في مصر به 17 مليار متر مكعب وموزع في مناطق ومناطق لا توجد بها مياه ولذلك مطلوب إعادة النظر في الأماكن التي يمكن أن تزرع. * هل يمكن الاعتماد علي تحلية المياه في الزراعة؟! . قال: إنها مكلفة جداً وأن لدينا مياه لو أحسنَّا استخدامها لأمكننا إضافة عشرة ملايين فدان أخري ولكن بشرط تطبيق نظام الري الحديث والبُعد عن الإسراف.