التضليل.. التزييف.. التشويه.. التغييب.. التخدير. الكذب.. الي آخر تلك القائمة. تلك المفردات كانت من أدبيات وأسس ومرتكزات إعلام العصر البائد الذي ساهم في عزل وتحييد المواطن اجتماعيا وسياسيا وتزييف وعيه والاستخفاف بملكاته وقدراته والإبقاء عليه في دوامة اللهث ليلاً ونهاراً بحثاً عن لقمة العيش. والآن في زمن ثورة التطهير البيضاء.. أصبح الإعلام المقروء والمسموع والمرئي.. القومي والحزبي والمستقل في بوتقة المسئولية الوطنية التي تحتم علي الجميع دعم الثورة ومكتسبات الوطن والانحياز لحقوق الناس وأبناء مصر التي نهبت وهضمت وسلبت طوال سنوات حكم مبارك وأبنائه وبطانته. وأبناء مصر جميعاً يتفقون علي أهداف ومبتغيات وطنية مشتركة.. وربما اختلفت الرؤي ووسائل تحقيق تلك الأهداف.. ولكن من المؤكد انه لا يختلف اثنان علي أن عهد مبارك المنصرم بحزبه وحكوماته المتعاقبة قد ارتكب جرائم واقترف خطايا عدة في حق الوطن والمواطنين.. ونحن جميعاً في انتظار حكم العدالة!! ومن المستهجن والمثير للدهشة والاستنكار بزوغ جماعات "أبناء مبارك" أو "أبناء المخلوع" و"آسفين يا ريس" وبعض فلول النظام السابق والسماح لهم بالظهور في مساحات علي الهواء والورق. ويأتي هذا برغم الاتهامات الموجهة إليهم بتلق أموال مشبوهة لممارسة تلك الأدوار وتلك المزايدات والسعي لتشويه الثورة والثوار والسعي لإجهاضها والحض علي كراهيتها ودعم "المخلوع".. ذلكم الملاك الطاهر البرئ!! وقد نسي "أبناء المخلوع" انهم أخذوا فرصتهم كاملة غير منقوصة طوال سنوات "المر" المباركة.. والآن هو زمن الشرفاء من بني الوطن.. فقد جاء دور أبناء مصر كي ينالوا قدراً من الاهتمام والأضواء. عفواً.. لا أجد مبرراً منطقياً ولا عذراً لقنوات الحياة والمحور والon t.v وبعض الصحف التي سمحت لأبناء مبارك بالظهور مجدداً وأعطت لهم الحق في الحوار والمشاركة واستدرار عطف الناس وبمساحات تضارع نصيب أبناء الوطن. عفواً.. تلك سقطة إعلامية أربأ بالمخلصين والوطنيين أن ينزلقوا إليها تحت شعار الموضوعية وعرض الرأي الآخر.. والفرق شاسع بين مقارعة الحجة بالحجة والموضوعية والاصرار علي استفزاز مشاعر الناس وأهالي الشهداء والمتاجرة بحب الوطن. ووسط تلك الأجواء المشحونة بالتوجس والترقب وفقدان الثقة لم يعد المصريون في حاجة إلي المزيد من الاستفزاز والمزايدات.. فقط أصبحوا يتقبلون الرسالة الإعلامية الصادقة الشفافة التي قوامها العقلانية والمنطقية ومصلحة الوطن العليا.