من قلب البحر.. يزفر الموج لآلئ ومن لون الحب.. ينطلق الإبداع ومن الحياة.. تنطق الجدران بهمس الألوان تصورات ملونة.. بقاعة صلاح طاهر * افتتحت الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية مع لفيف من السفراء وبعض الشخصيات العامة السبت الماضي معرض "تصورات ملونة" لجماعة القاهرة للفنون التشكيلية وذلك بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية. وتأسست جماعة القاهرة للفنون التشكيلية Cairo Art Guild عام 1979. وتتكون من مجموعة من الفنانين التشكيليين من المحترفين والهواة الموهوبين وتضم عشاق الفن من المصريين والأجانب. يلتقي أعضاء الجماعة شهرياً لتبادل خبراتهم الفنية وتوسيع مداركهم في المجالات المختلفة من الفنون البصرية من رسم وتصوير زيتي وتصوير فوتوغرافي. مما أوجد حالة إنسانية وتفاهما واضحا بين الأعضاء وبالتالي كان هناك توافق ملموس في أعمالهم علي اختلاف أساليبهم الفنية والتقنية باللوحات المعروضة. شارك بمعرض "تصورات ملونة" 21 فنانة وفنانا من أجيال مختلفة ومنهم من مؤسسي الجماعة كما كان هناك أعضاء جدد. جمعهم حب الفن ورغبة الإبداع . ومن الفنانين المشاركين بهذا المعرض الفنان وجيه يسي وكانت لوحاته المعروضة بورتريهات تصوير بالألوان الزيتية والمائية وكانت إحداها لعازف عود. وأوضح من خلال فرشاته إحساس العازف في ملامحه ولمساته التأثيرية الرشيقة وفي ظلاله بنعومة ورشاقة عهدناها في أعماله. أيضا تضمن المعرض أكثر من لوحة للفنانة إيمان حكيم التي أجادت بشكل احترافي ومتطور بصورة ملحوظة تصوير البورتريهات بأسلوب لوني وتعبيري ميزها علي غيرها من الفنانين. فهي تضع لمساتها اللونية بشكل متناغم يعكس ضوء الشمس في حرارة ودفء ألوانها كاللون البرتقالي والأحمر والأصفر. وتشي ملامح نسائها بمصريتها الشديدة كذلك تتكاتف كل عناصر اللوحة سواء في الشخصيات أو الملابس أو المناخ العام والخلفيات لتعطي إحساساً بالاحتفاء بالحياة. أما عن الفنان كريم ندا فقد شارك بعملين من التصوير الفوتوغرافي المعالجة بالكمبيوتر جرافيك. إنه للوهلة الأولي يعطي صورة بصرية وكأنها تكسير لسطح زجاجي لكننا ومع إعادة القراءة نجده تكويناً لونيا قد يكون لسحب أو مساحات كونية كالمجرات أو كقاع البحر. ويوضح لنا هذا الفنان فكرة أو العمل الإبداعي الذي قد يحمل مئات التأويلات ولا يجب وضع منافستو مسبق للتفاعل معه تشكيلياً. قدمت الفنانة وفاء النشاشيبي أعمالها من التصوير الزيتي التي تتميز بأسلوبها التجريدي. فهي تتناول من خلال رؤيتها الجسد الإنساني في تكوينات وأوضاع مختلفة بشكل مجرد وحداثي ومُختصر من خلال خطوط وألوان بشكل محسوب للغاية ينم عن شخصية فنية واسعة الاطلاع ومتعددة المدارك. الفنانة مها صفي الدين تميزت أعمالها المعروضة من التصوير الزيتي بالتعبير عن الحياة الشعبية من خلال تصوير المرأة الشرقية. وجدير بالذكر أن الفنانة مها صفي الدين تعمل كمهندسة معمارية لذا امتازت أعمالها بالبنائية والإهتمام بالتفاصيل الزخرفية بشكل أنثوي يجذب المشاهد لمزيد من التأمل. وشاركت د. لبني زكريا الأستاذة بكلية الفنون التطبيقية بهذا المعرض بلوحات تصور أحد المناظر الطبيعية وهو لمراكب بمدينة ساحلية ولكنها تهتم بدراسة تفصيلية لونية لعنصر من عناصر المركب ليحظي بالبطولة المطلقة في اللوحة وتكتفي في خلفياتها بلمسات بسيطة لتخدم هذا العنصر الأساسي بتشكيلات عضوية تعطي وقعاً جميلا لعين المشاهد. الفنانة نجوي مهدي شاركت بمجموعة مميزة من "الحُلي" المطعمة بالأحجار وعبرت في تصميماتها عن الرؤية الشرقية الأصيلة بصورة معاصرة. كما شاركت الفنانة ابتسام زكي بلوحات عبرت فيها عن رؤيتها لكل ما هو قديم في حياتنا فكانت إحدي هذه اللوحات رسما لبوابة من البيئة الشعبية المصرية بزخارفها المميزة. الفنانة علا الصيفي التي كانت عضواً مؤسساً للجماعة وشغلت منصب الرئيس لأكثر من 30 عاماً شاركت بلوحات تميزت بالتلقائية التي تشبه في خطوطها تلقائية الأطفال ممتزجة مع الوعي والخبرات الجمالية للفنانة في عالم سيريالي يشوبه التعبير المعاصر مع استخدام الألوان التي تبتعد عن التراكيب المعقدة ولكنها أبسط إيحاء عن مضمون رسائلها البصرية التي تصل للمشاهد من أقصر الطرق. لهذا كان معرض "تصورات ملونة" توليفة تشكيلية تصرخ محتفية بالحياة والمشاعر الإنسانية والأساليب الفنية.