لم يخطئ شريف إكرامي وحده في مباراة الأهلي والترجي.. فقد أخطأ أيضا الفريق كله في التمركز الدفاعي مع الهدف الأول.. فترك اللاعب التونسي يلعب الكرة برأسه من الوضع منخفضاً.. دون أدني مشاركة أو مضايقة.. وسرح عن اللاعب الذي تسلل خلف كل المدافعين ليجد الكرة هدية ويضعها في الشباك بكل سهولة.. وأخطأ أيضا أزارو في أكثر من انفراد للتهديف.. وأخطأ -مثله- أحمد الشيخ في فرصة سهلة للتهديف.. كما أخطأ الحكم ومساعداه في إلغاء هدف صحيح.. وفي أكثر من قرار مؤثر آخر.. وأخطأ عماد متعب في الدقائق القليلة التي لعبها فأضاع فرصتين واحدة برعونة وأخري بأنانية. ونتيجة التعادل 2/2 هي بلا شك لصالح فريق الترجي.. حيث يكفيه التعادل السلبي أو 1/1 للتأهل إلي الدور نصف النهائي للبطولة الافريقية.. إلي جانب الفوز بأي نتيجة.. أما الأهلي فليس أمامه سوي الفوز بأي نتيجة.. ومن حسن الطالع أن ستاد رادس "وشه حلو" علي الأهلي في مباراته الحاسمة مع فرق الأندية التونسية.. حدث ذلك عام 2012 أمام الترجي عندما تعادل الفريقان في برج العرب 1/1 وحصد الأهلي اللقب الافريقي في استاد رادس بقيادة حسام البدري عندما حقق الفوز 2/1 بهدفي جدو ووليد سليمان.. بينما سجل للترجي يانيك ناينج.. وقبلها وعلي نفس الملعب في عام 2006 كان اللقاء الأشهر أمام الصفاقسي بعدما نجح الفريق التونسي في الخروج بالتعادل في القاهرة.. إلا أن الأهلي حقق المفاجأة الكبري من محمد أبوتريكة في الدقائق الأخيرة وفاز الأهلي بالمباراة واللقب.. وعلي نفس الملعب أيضا كانت المواجهة الكبري بين الأهلي والافريقي وانتهي لقاء الذهاب 2/1. وفي لقاء العودة وفي رادس كانت نفس النتيجة للأفريقي ولكن الأهلي حسم بضربات الترجيح 5/4 وفاز بالجولة. وهذا استعراض من باب التفاؤل ولا أكثر ولابد أن يكون لاعبو الأهلي علي أتم الاستعداد لمباراة العودة في رادس يوم السبت المقبل.. وأن يراجع البدري أخطاءه قبل أخطاء لاعبيه.. لأن المواجهة في رادس لن تكون سهلة وجماهير الترجي تحرك الحجر وستلهب حماس لاعبيها.. وشخصياً أري أن الأهلي قادر علي التهديف في رادس.. لأن الترجي يعاني من ثغرة واضحة في منطقة قلب الدفاع التي صال فيها أزارو وجال.. ولكن عند الأهلي ثغرة واضحة في وسط الملعب.. ما يمثل ضغطاً شديداً علي دفاعه.. لذلك فإن البدري مطالب باختيار بديل لحسام عاشور الذي يبدو أنه يحتاج إلي بعض الراحة وإعادة التأهيل واستمرار إعطاء الفرصة للشيخ لأنه من أصحاب الحلول الفردية رغم أنه خرج في الشوط الثاني ولعب وليد سليمان الذي أحدث الفارق في الملعب.. أما شريف إكرامي فلابد أن يحصل علي الثقة الكاملة من الجميع ليكون حارس الأهلي وحافظ عرينه في هذه المباراة يقظاً جداً.. ولكنها أولاً وأخيراً هي أخطاء تتكرر في الملعب بين أي فريقين وغالباً ما تكون الأهداف من أخطاء فردية أو جماعية أو تكتيكية.. فلا عجب في خطأ إكرامي أو أي من زملائه في الملعب.. فإذا كان قد أخطأ في الهدف الثاني فإن كل زملائه أخطأوا في الهدف الأول للترجي.. لكن أدهشني بحق طاقم التحكيم السنغالي وليس الحكم وحده.. فالرجل ومساعداه تعاونوا واتفقوا علي الخطأ.. لأن الشيخ له هدف صحيح ووليد سليمان تعرض للكم والشلاليت فنال إنذاراً وترك للاعبي الترجي الحرية في اللعب الشرس والمؤذي دون رد وتغاضي عن ضربة جزاء ثانية صحيحة للأهلي.. بل إنه لم يطرد اللاعب التونسي الذي ارتكب ضربة الجزاء ليسجل منها السعيد الهدف الأول.. لأن أزارو كان في حالة انفراد واستعداد للتهديف.. فأطاح به المدافع التونسي وكان يستحق بطاقة حمراء.. كان بالفعل حكماً غريباً أو في غير يومه علي الإطلاق.