يبدو أن أمريكا لم تصل إليها بعد الصواريخ التي أطلقها الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال لقائه بالسفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون التي جلست منكمشة أمامه ترتدي حجاباً أحمر وتنفست الصعداء عندما انتهي اللقاء. لو كانت وصلتها تلك الصواريخ واستوعبت مضمونها جيداً لما فكرت أن تطلق بالونة اختبار رديئة الصنع تساومنا من خلالها علي زيادة المعونة مقابل الإفراج عن الجاسوس الأمريكي الإسرائيلي إيلان جرابيل المتهم بالتجسس علي مصر لصالح الموساد أثناء الثورة. عضو الكونجرس السيناتور جاري أكرمان قال في حيثيات عرضه الغبي لزيادة المعونة إنها تساعد في بناء مستقبل أفضل للشعب المصري ويستطيع من خلالها عبور مرحلة ما بعد الثورة. هل يظن السيناتور أننا بهذا الغباء لكي نصدق أن أمريكا تسعي لصالح مصر وشعبها؟!.. أم يريد توصيل رسالة بأنه يتعامل معنا بنفس التفكير التقليدي العتيق الذي اعتدناه ولم نستطع التخلص منه حتي الآن؟! سواء كان يظن أو يريد فإن النتيجة واحدة.. أن أمريكا لن تتغير هي الأخري وتحتاج إلي ثورة حقيقية تتعلم منها كيف تتعامل مع الشعوب الحرة. ولكي يصل الأمريكان إلي هذه القناعة.. عليهم أن يفهموا جيداً المعاني السامية من وراء "صواريخ الإمام الأكبر" والتي عبَّر بها عن رأي وضمير الشعب المصري خاصة. والأمة العربية والإسلامية عامة. * الثورات من إرادات الشعوب.. وفعالياتها داخلية ذاتية. * الربيع العربي تعبير وتجسيد لمجموعة من القيم كالمواطنة والحرية والعدالة والكرامة وعدم الإقصاء.. وهي إن كانت عالمية. فإن الأزهر يسهم في إثرائها عبر حراك داخلي يدرك خصوصيات كل مجتمع قُطري ويسعي لتجسيدها في إطار مؤسسي. * الأموال التي رصدها الغرب عامة. وأمريكا خاصة. بدعوي إحداث التحول الديمقراطي بالمنطقة لم تكن ذات أثر. لأن الشعوب تتحرك وفق منطقها الذاتي ومواريثها الحضارية. وخصوصياتها التي يجب أن تحترم. * نرفض تماماً الدعم السخي من الاتحاد الأوروبي وأمريكا للجمعيات التي تهتم بتوافه الأمور. بينما تهمل المساعدات الجادة للتعليم ومحاربة الفقر. * علي الإدارة الأمريكية أن تعود إلي رشدها وتزن الأمور بموازين العدل والحق.. وأن تتعامل مع الشعوب العربية والإسلامية من خلال الأبواب لا من خلال النوافذ والثقوب وأن تكف عن تأييد الاستبداد والأنظمة الاستبدادية. * شعوبنا راشدة تعي مصلحتها وعلاقتها المعقدة مع العالم وترفض رفضاً تاماً وقاطعاً كل الشروط والإملاءات الآتية من الغرب وأمريكا وتؤيد العلاقات الطبيعية التي تقوم علي المصالح المشتركة وما فيه خير الجميع. * الديمقراطية الأمريكية ليست نموذجاً يحتذي. وديمقراطيتنا هي التي تنبع من الشعب وتعبر عن اختيار الشعب وأصالته. * الانحياز الأمريكي الكامل للكيان الصهيوني في أهم القضايا. وهي القضية الفلسطينية أمر يزيد من حالة الكراهية واليأس من عدالة الإدارة الأمريكية. ويزيد من إصرار الأزهر علي مناصرة ومساندة الشعب الفلسطيني لقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. * غزو العراق كان خطأً كبيراً جر ويلات علي الجميع.. والتدخل الأمريكي في العالم الإسلامي خلق نوعاً من ردود الفعل العنيفة جداً وكراهية تراها مجسدة اليوم. * إلي متي سيظل الشيخ الضرير د.عمر عبدالرحمن محبوساً في أمريكا؟!.. متي سيعود إلي وطنه وأسرته؟! بعد كل هذا الكلام الصريح والمباشر والقوي.. تسعي الإدارة الأمريكية إلي المساومات لتعطيل القانون في بلادنا. وإطلاق سراح جاسوس جاء بأوامر عُليا من تل أبيب وواشنطن لإثارة الفتنة الطائفية ونقل معلومات خطيرة إلي أسياده للإضرار بنا. يا أمريكا. ويا إسرائيل.. نرفض تماماً كشعب إطلاق سراح عميلكم ولو وزنتموه بمليارات الأوراق التي تحمل صورة جورج واشنطن. بصراحة.. العرض غبي.. ومن لم يفهم صواريخ الإمام الأكبر.. أكثر غباءً.