في الحفل الثاني لأقسام الباليه بمركز تنمية المواهب والذي أقيم علي المسرح الكبير بدار الأوبرا استطاع د. سامح صابر أن يقدم عرضاً وفق تقاليد وأسس تعليمية أكاديمية محققاً الأهداف التربوية والفنية من إنشاء هذه الفصول. بالإضافة إلي أنه نجح في أن يقدم برنامجاً ثرياً أحسن اختيار فقراته مما جذب المشاهدين الذين احتشدت بهم مقاعد الدار الأساسية والإضافية لإصرار عدد منهم علي الدخول لمشاهدة العرض ورؤية بناتهم في هذا العرض الشيق. تضمن العرض حوالي 40 رقصة من معظم تراث الباليه الكلاسيكي. بالإضافة لبعض المنوعات الراقصة التي تضمنها الفاصل الثاني من العرض فقد شاهد الجمهور مقتطفات من باليهات "كوبيليا" و"جيزيل" و"بحيرة البجع" و"سندريلا" و"كارمن" وجاءت الاختيارات متنوعة بين الرقصات الجماعية والدويتو والثلاثية الرباعية والخماسية والسداسية تنوع رائع استثمر فيه طاقات لكل الطالبات بأعمارهن المختلفة وعددهن الكبير الذي وصل إلي حوالي 160 طالبة واستعان من الخارج بالراقص وكان يوسف سامح ضيف الحفل نجم فرقة الباليه أحمد يحيي الذي قدم رقصة "التوبة" من تصميم موريس بيجار مما أعطي قيمة فنية عالية للحفل ودرساً لهؤلاء الهواة. اتضح من فقرات الحفل أن هناك اهتماماً بتعليم حرفية الحركة والمهارة والدقة في الأداء ولهذا كان مفاجأة الأداء الفردي المتميز لبعض البنات الذي أري أنهن سوليستات علي عتبة الاحتراف وتعدين تماماً مرحلة الهواية منهن ياسمين الهواري التي أدت عدة رقصات فردية مثل رقصة "البجعة السوداء" من باليه "بحيرة البجع" وهي من الشخصيات الشهيرة في تراث الباليه وتحتاج إلي فهم للشخصية وأداء متميز نجحت فيه هذه الباليرينا. أيضاً كان هناك نادين مدحت التي لديها قدرات تعبيرية بجانب دقة الحركة وشاركت في عدد من الفقرات مثل "رقصة الحلم" ورقصة من المتألقات الباليرينا فريدة رزق التي كانت بارعة في أداء فقرة كارمن "1". بالإضافة لمشاركتها في المجموعات. كما برعت نهي رمضان في رقصة "كلارا" ودور الساحرة في متتالية سندريلا ورقصة موت البجعة الكبيرة. أما الموهبة نيللي الشرقاوي التي شاركت في عدد كبير من الرقصات وتفوقت في الرقصة الهندية التي أدتها ببراعة حركية وتعبيرية سواء في الحفاظ علي الحركة الكلاسيكية أو حركة القدم واليدين والأصابع الخاصة بالرقص الهندي وقد ساعدها علي ذلك أنه ينطبق عليها كل مواصفات الباليرينا الجسمانية حيث إنها طويلة ورشيقة. من إيجابيات هذا الحفل أيضاً أنه كان هناك اهتمام كبير بالأطفال الذين أدوا الكثير من الفقرات والتي جاءت تتناسب مع أعمارهم وقدرتهم الحركية منها علي سبيل المثال لا الحصر "حارسن البحرية" و"حارسن العرائس".. ولجمال حركتهم وظرفهم علي المسرح نالوا التصفيق الحار. من الإيجابيات أيضاً أنه رغم كثرة الفقرات إلا أنه كان هناك دقة في ترتيب الفقرات وجادبت متفقة مع كتيب الحفل كما كان هناك تنظيم جيد في حركة المجموعات وخاصة الأطفال في الدخول والخروج علي خشبة المسرح. الحفل بالصورة الجميلة التي شاهدناها عليه أكدت أن هناك اهتماماً من إدارة مركز قيمة المواهب بهؤلاء الهواة. وأخيراً.. هذه الحفلات تكمن قيمتها ليس فقط في إظهار المواهب ولكن في الارتقاء بمستوي التذوق للفنون الراقية والأهالي الذين حضروا لمشاهدة بناتهم جميعهم بدأوا يتذوقون هذا الفن ويعرفون معلومات عنه وأيضاً يتعلمون أصول وتقاليد المشاهدة لهذه الفنون العالمية وهذه من أهم الفوائد لهذا النوع من الحفلات التي نحتاج للمزيد منها.