لا أحد يدري سر اصرار وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم علي تحويل مسرح البلدية بطنطا إلي دار للأوبرا. فبعد أن تم ترميم المسرح وانقاذه. وذلك من ميزانية هيئة قصور الثقافة. فوجئ الأدباء والمثقفون بتصريحات حلمي النمنم حول اسناد تبعية المسرح لدار الأوبرا. وكأن الرجل يستكثر علي قصور الثقافة والمتعاملين معها من الأدباء والمثقفين. أن تمتلك صرحًا ثقافيًا كهذا. كان وزير الثقافة الأسبق د.جابر عصفور قد قرر نقل تبعية المسرح إلي الأوبرا. لكنه أمام ضغط الأدباء واعتراضهم تراجع. وظن المثقفون ان الأمر انتهي. وبدأوا في الاستعداد للاحتفال بعودة المسرح إلي قصور الثقافة. لكن تصريحات الوزير جاءت صادمة. عندما أصر علي تحويل تبعية المسرح إلي دار الأوبرا. الأمر غريب حقًا. فمدينة طنطا ليس بها قصر للثقافة أصلاً. القصر الموجود عبارة عن شقة في المساكن الشعبية. ولا يليق بمدينة في حجم طنطا. بما تضمه من أدباء ومثقفين ألا يكون بها قصر للثقافة. حجة الوزير ان محافظ الغربية سيخصص قطعة أرض لبناء قصر ثقافة عليها. فلماذا لا يخصص هذه القطعة لبناء دار للأوبرا. خاصة اننا في أمس الحاجة إلي قصر للثقافة. ولسنا متعجلين لبناء أوبرا. العقل والمنطق يقولان إن قصر الثقافة هو الأولي بالاهتمام. خاصة انه يقدم خدماته للفئات كافة. ولا يقتصر علي فن نوعي مثل الأوبرا. ثم إن طبيعة طنطا نفسها تؤكد حاجتها إلي قصر ثقافة وليس إلي دار أوبرا. وإذا كان محبو الأوبرا في طنطا مثلاً في اشتياق شديد إلي الأوبرا. فأمامهم القاهرة التي يمكن أن يصلوا اليها في ساعة زمن. خاصة ان محبي هذا النوع من الفن. من الذين فتح الله عليهم. ولن يضيرهم أن يذهبوا في سياراتهم أو في القطارات المكيفة إلي القاهرة للاستمتاع ببحيرة البجع. وكسارة البندق. وأوبرا توسكي. والجمال النائم وغيرها!!. هناك شيء غير مفهوم في قرار الوزير. وعليه أن يشرح للرأي العام وجهة نظره. فإما أن يكون قد استكثر المسرح علي أدباء ومثقفي الغربية. وإما أنه شعر باحتياج أهالي الغربية الشديد لدار أوبرا. وإما انه غير مشغول بموضوع قصرر الثقافة أصلاً. ولا يري جدوي من وجود قصر ثقافة يخدم أكثر من أربعة ملايين مواطن. وقد أعلنت رفضها لقرار الوزير وقالت في بيان لها: أمانة مؤتمر أدباء مصر تعلن رفضها تحويل مسرح طنطا لدار الأوبرا لما في هذا القرار من محاولة لتدمير هوية هذا الصرح العظيم. وفيه تعد واضح علي مكتسبات أدباء مصر خاصة. وان هناك توصية من مؤتمر أدباء مصر الذي انعقد بأسيوط عام 2014 بإعادة المسرح إلي الهيئة العامة لقصور الثقافة وإن قرار رفضنا هذا ناتج عن الشعور بالمسئولية تجاه أهمية رسالة المسرح الجماهيري الذي سيتم اغتياله بهذا القرار. وان هذا يعد تعديًا علي الموروث الثقافي والحضاري لمدينة طنطا. وأيضًا لأن هذا المسرح اعتمد تجديده لحساب الهيئة العامة لقصور الثقافة وبأموال الهيئة التي هي أموال الشعب المصري. فلن نتنازل عن حق هذا الشعب في استمرار تبعية المسرح للثقافة الجماهيرية. إن أمانة مؤتمر أدباء مصر ترصد في الفترة الأخيرة الكثير من التعدي علي مكتسبات الأدباء في أقاليم مصر. وعلي قرارات الجمعية العمومية لأدباء مصر: من تعديل في لوائح النشر الاقليمي. وتجاهل تعديلها للوائح منذ عام 2012. وتعتبر التعدي علي مسرح بلدية طنطا وتحويل تبعيته إلي الأوبرا تكملة لمسلسل تهميش قرارات الجمعيات العمومية لأدباء مصر. وتطالب بوقف هذه التعديات المتتالية فورًا. وقال الكاتب مجدي الحمزاوي: انني لا آمل خيرًا في موضوع مسرح طنطا. فواضح انهم لا يريدون ثقافة ولا فنًا للشعب. فلو كانت المسارح التي انتقلت تبعيتها للأوبرا تعمل طوال السنة وتؤدي دورًا تنويريًا للعامة لقلنا ممكن. ولكن الواضح ان هذه المسارح فقدت دورها بنقل تبعيتها للأوبرا.. وتهتم في بعض الأيام بأمور ربما لا تهم المصري البسيط.. سبقًا كانت المسارح مفتوحة للشعب وكانت فرق الأوبرا تقدم عروضها عليها.. الآن هذه المسارح انتقلت من يد الشعب وحتي الأوبرا لا تستغلها بالشكل المناسب؟. أضاف المخرج إميل جرجس موسي: ان انشغالنا بمسرح طنطا واجب قومي ووطني. ولابد أن يكون في الغربية مسرح لكل فئات الشعب.. كما لا يجب أن نظل صامتين علي عدم إعادة بناء مسرح السامر بالقاهرة. الأمر مهم ولا يجب الانتظار أكثر.