حادث قطار الإسكندرية فتح ملف حوادث القطارات التي وقعت بسبب الأخطاء البشرية الأمر الذي يجعلنا نفكر في إنشاء مدرسة متخصصة في السكة الحديد حتي يتم تقليل معدل الحوادث وتفادي الأخطاء البشرية التي تتسبب في إزهاق أرواح الأبرياء وإهدار أموال الدولة!! أكد أساتذة التعليم أن إنشاء مدرسة متخصصة للسكة الحديد يوفر كوادر ماهرة ومدربة للعمل فالنحت في الصغر يجعل الطالب يتقن الصنعة ليكون محترفا في عمله بعد تخرجه وفي المقابل يجب أن يجد الخريجون فرصا للعمل بمرفق السكة الحديد بمجرد إنهاء دراسته. * د. مني اللبودي "أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي" تقول: زمان كان يوجد نموذج "الطفل بلية" الذي يتمرس الصنعة والحرفة من صغره فكان يتشرب العمل حتي يصبح "معلم" و"أسطي كبير" في الصنعة ويكتسب من المهارات والخبرة ما يفوق أعمار أكبر منه في هذه الحرفة لذلك مقترح إنشاء مدرسة خاصة للسكة الحديد فكرة جيدة لكن هذا لا يعني أن نهدر حق الأطفال في أعمار مبكرة في منحهم فرصة الاختيار لذلك يمكن أن تبدأ هذه المدرسة في المرحلة الإعدادية وسيكون لها مردود إيجابي في منظومة السكة الحديد وحل العديد من المشكلات سواء في الحرفية في القيادة والمهارة في تجنب المخاطر والتعامل الأمثل في الحالات الطارئة والحوادث واكتساب الأساليب التكنولوجية الحديثة في مجال السكة الحديد. أضافت أن أخلاقيات المهنة أحد العناصر الضرورية التي يجب الاهتمام بها في عملية التعلم فلكل مهنة أخلاقياتها فمع الأسف أصبحنا نجد كبار الأطباء ومع ذلك يسرقون الأعضاء وينتهكون القانون والإنسانية والمهندس يغش في البناء فينهار العقار علي الناس وموظف في السكة الحديد يعامل الناس بطريقة سيئة لذلك غرس الأخلاقيات والرسالة من المهنة جانب مهم يجب ألا نغفله. * د. مصطفي محمود "عميد تربية جامعة عين شمس سابقا" يقول: منذ 20 سنة وأناشد جميع المؤسسات والمهن بضرورة أن يكون لدينا متخصصون في أي حرفة أو مهنة ووجود مدرسة للتدريب والتأهيل للعمل في قطاع السكة الحديد أمر مهم وضروري في ظل كوارث القطارات والحوادث الأليمة التي تنتج عنها وستكون علي غرار مدرسة البريد التي كانت موجودة سابقا ومن يتخرج فيها يعمل بالبريد بمجرد تخرجه في المدرسة. أشار إلي أن وجود متخصصين في أي مجال مهني أو حرفي يوفر كوادر ماهرة ومدربة لديهم الكفاءة والخبرة اللازمة لمجالاتهم فوجود متخصصين لقيادة القطارات يجنب الأخطاء البشرية والتعامل باللاسلكي في حال وجود أعطال أو طوارئ والحرفية في تفادي الأخطار كل هذا يفيد هذا القطاع ولكن يجب أن من يقوم بالتدريس في هذه المدرسة الفنية أساتذة متخصصون وخبراء في مجال السكة الحديد. * د. رسمي عبدالملك "أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية" يقول: إنشاء مدرسة للسكة الحديد مقترح هائل لكن يجب تفعيله بعد مرحلة التعليم الأساسي خاصة أن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الإعدادية أصبحوا يتوافدون علي التعليم الفني ففتح تخصص جديد للسكة الحديد لتعليم الميكانيكا والصيانة والقيادة بنظام 3 سنوات و5 سنوات بشرط توفير عمل في قطاع السكة الحديد بعد إنهاء الدراسة بهذه المدرسة مباشرة بعقد بروتوكول بين التعليم الفني وهيئة السكة الحديد لأن من يخرج من هذه المدرسة ليس لديهم أي مجال في سوق العمل سوي هذه المهنة التي تخصصوا فيها. أضاف أنه يجب أيضًا استقبال أعداد الطلبة في هذه المدرسة وفقًا للمطلوب لحاجة العمل حتي لا تحدث المشكلة الراهنة الموجودة في التعليم الفني لأن عددا كبيرا من الخريجين منه لم يجدوا فرص عمل تناسب تخصصهم إلي جانب أهمية توفير تدريب عملي وعدم الاكتفاء بالدراسة النظرية ففي ألمانيا من يلتحق بمدرسة لتعلم حرفة يكون تعليمه في الورشة التي سيعمل بها بمجرد تأهيله وتدريبه فالدراسة لديهم عملية. بالإضافة إلي ضرورة وضع مزايا تشجيعية لتحفيز الطلبة وأولياء الأمور علي الاندماج في التعليم الفني والإقبال عليه. * د. عايدة أبوغريب "أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية" تقول: لدينا تجارب سابقة لمدرسة خاصة بالصيانة والصرف الصحي شاركت فيها كمستشارة مع الأبنية التعليمية وبعد اجتياز هؤلاء الطلبة الدراسة وتأهلهم عملوا في مجال صيانة المدارس ونجحت التجربة فالتخصص يكسبنا المهارات والحرفية المطلوبة للعمل.. ففكرة إنشاء مدرسة للسكة الحديد مقترح ممتاز ويجب أن يتم التحاق الطلبة في هذه المدرسة بعد المرحلة الإعدادية ليكون حصل علي جزء من المعارف العامة والأساسية في مراحل التعليم الأساسي سيتم تأهلهم يكون بنظام 5 سنوات أفضل وستكون النتيجة تقليل الكوارث وأزمات السكة الحديد. أضاف أن نظام المدارس المتخصصة معمول به في ألمانيا واليابان والمهم ربط التعليم بسوق العمل وأن يكون أيضًا التدريب بشكل عملي علي أرض الواقع وستكون النتيجة رائعة لأن من يعمل في هذه المنظومة سيكون عنصرًا محترفًا ولديه المهارة وستقل الأخطاء البشرية التي كانت سبب كوارث القطارات.