أشار التحليل الكمي لزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية ولقاءاته الدولية مع زوار مصر من القادة والمسئولين منذ توليه رئاسة الجمهورية في الثامن من يونيو عام 2014 إلي الأولوية التي تحتلها علاقات مصر مع الدول الأفريقية في السياسة الخارجية للرئيس السيسي. كما تؤكد نتائج هذه الزيارات ومضمون اللقاءات الدولية للسيد الرئيس علي العديد من العناصر التي ترسخ معالم سياسة مصر تجاه أفريقيا ما بين ثوابت تفرضها معطيات الجغرافيا ووقائع التاريخ وبين مستجدات تستوجبها حقائق الواقع ورغبة مصر في استعادة دورها ومكانتها اللذين ترسخا منذ ثورة يوليو .1952 21 زيارة رئاسية لأفريقيا في تحليل اعدته الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الكاتب الصحفي ضياء رشوان لزيارات الرئيس السيسي الخارجية منذ توليه الرئاسة حتي الآن.. تبين قيام الرئيس ب 21 زيارة لدول أفريقيا بما فيها الجولة الحالية أو من أجل حضور مناسبات أفريقية وذلك من إجمالي 69 زيارة خارجية قام بها الرئيس بما يمثل أكثر من 30% من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية. كما عقد الرئيس السيسي 112 اجتماعاً مع قادة وزعماء ومسئولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية من اجمالي 543 اجتماعاً عقدها الرئيس مع من زاروا مصر من قادة ومسئولي دول العالم والمنظمات الدولية. وتم خلال اللقاءات الرئاسية علي مدار الثلاث سنوات الماضية سبع زيارات لأفريقيا في العام الأول للرئاسة بما يؤكد عودة مصر بقوة إلي القارة الأم أفريقيا. قام الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2014 7 يونيو 2015 ب 27 زيارة خارجية كان نصيب القارة الأفريقية منها 7 زيارات شملت السودان "3 زيارات" اثيوبيا " زيارتان" غينيا الاستوائية "1 زيارة واحدة" الجزائر "1 زيارة واحدة". كما جاءت اجتماعات ولقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع عدد من زعماء ورؤساء دول القارة الأفريقية ورؤساء الوزراء ووزراء خارجية ودفاع أفارقة ورؤساء منظمات دولية واقليمية وبرلمانية ممن استقبلتهم القاهرة لتؤكد علي الأهمية الاستراتيجية التي توليها مصر للقارة الأفريقية. عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسئولين خلال زياراتهم لمصر أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر بلغت 213 اجتماعاً كان نصيب القارة الأفريقية 45 اجتماعاً شملت اثيوبيا والسودان وجنوب السودان والمغرب والجزائر وليبيا ومالي وبوركينا فاسو والصومال والسنغال وجزر القمر وغينيا الاستوائية وأفريقيا الوسطي وتونس وبوروندي ورواندا وجنوب أفريقيا وغيرها. كذلك شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود تمثل وزراء البيئة الأفارقة ورؤساء تحرير الصحف الأفريقية ووفد التليفزيون الاثيوبي ووفد الكوميسا وغيرهم. 42 لقاء كما شملت اللقاءات 42 اجتماعاً مع مسئولين أفارقة في العام الثاني للرئاسة وقام الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2015 - 7 يونيو 2016 ب 17 زيارة خارجية كان نصيب القارة منها زيارتان إلي كل من اثيوبيا وإلي الهند للمشاركة في قمة الهند أفريقيا. كما عقد الرئيس اجتماعاً ولقاءات مع مسئولين خلال زيارات لمصر أو من خلال المشاركة في موتمرات ومنتديات استضافتهها مصر بلغت 175 اجتماعاً كان نصيب القارة الأفريقية 42 اجتماعا.. شملت ارتيريا وزيمبابوي ومالاوي وموزمبيق وأوغندا والجابون والنيجر وموريتانيا ونيجيريا وتوجو وأثيوبيا والسودان وجنوب السودان والجزائر وليبيا وجزر القمر وغينيا الاستوائية وتشاد وبوروندي وجنوب أفريقيا والمغرب والكونغو الديمقراطية وغيرها. 12 زيارة منذ يونيو 2016 قام الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2016 7 يونيو 2017 ب 18 زيارة خارجية وكان نصيب القارة الأفريقية منها "6" زيارات تضمنت المشاركة في القمة الأفريقية في كيجالي والقمة العربية الأفريقية في مالابو والقمة الأفريقية في أديس أبابا وزيارات ثنائية لكل من السودان وأوغنداوكينيا. يضاف إلي ذلك زيارة الرئيس السيسي لأوغندا في 22 يونيو الماضي لحضور قمة دول حوض النيل وكذلك حضور الرئيس القمة الألمانية الأفريقية في 3/7/2017 بالاضافة إلي الجولة الحالية التي يزور خلالها الرئيس اربع دول افريقية هي تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد. وعقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسئولين خلال زيارات لمصر أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر بلغت 155 اجتماعا كان نصيب القارة الأفريقية 25 اجتماعاً. سياسة مصر تجاه أفريقيا اهتمام مصر بأفريقيا وبتعزيز العلاقات مع دولها والاهتمام بقضاياها لم يتوقف فقط عندالمدلول الكمي لعدد زيارات السيد الرئيس حيث يشير تحليل هيئة الاستعلامات لنتائج هذه الزيارات ومضمون اللقاءات الدولية للرئيس مع زوار مصر من القادة والمسئولين الأفارقة وكذلك تحليل تصريحات الرئيس السيسي في هذا الشأن إلي استخلاص مجموعة من النقاط التي تمثل ملامح سياسة مصر بقيادة الرئيس السيسي تجاه افريقيا ومن بينها: * إعلاء شأن انتماء مصر الأفريقي والاعتزاز بهويتها الأفريقية انطلاقا من أن انتماء مصر لمحيطها الافريقي يعد مكونا رئيسيا من مكونات "الهوية" المصرية علي مر العصور وعنصراً محورياً في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية وهو الأمر الذي أكدته نصوص وديباجة دستور .2014 تحديات متربصة * يؤكد الخطاب السياسي للرئيس عبدالفتاح السيسي داخلياً وخارجياً علي الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية واعتزاز مصر بانتمائها الأفريقي من ذلك تأكيد الرئيس علي: "اننا عازمون علي عودة مصر إلي مكانتها والاسهام الفاعل مع بقية دول القارة في مواجهة التحديات المتربصة بنا لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة". * انفتاح مصر علي القارة الأفريقية وحرصها علي مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها في كل المجالات وتكثيف التواصل والتنسيق مع الدول الأفريقية بما يرسخ مكانة قارة أفريقيا كأحد أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية. * اعلاء مبادئ التعاون الاقليمي وتبني دور مصري فعال في مجال التنمية البشرية والاقتصادية بحيث يمكن القول بأن شعار "الأمن والتنمية والتكامل الاقليمي" أصبح إحدي الرسائل المصرية لدول القارة من ناحية والمنهج المصري في المحافل الدولية من ناحية أخري. محاور التحرك * تعدد محاور ودوائر التحرك المصري علي الصعيد القاري: منطقة القرن الأفريقي شرق أفريقيا دول حوض النيل دول وسط أفريقيا دول الجنوب الأفريقي. دول غرب أفريقيا وهو أمر أكدته زيارات الرئيس لهذه الدول: السودان أثيوبياكينياأوغنداغينيا الاستوائية تنزانيا روندا الجابون تشاد. * تعدد وتنوع روابط وعلاقات مصر بمحيطها الأفريقي علي المستويات الثقافية والاعلامية والدينية فيما يمكن ان نطلق عليه منظومة "الوحدة الحضارية". * حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي المشاركة في العديد من القمم الأفريقية منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014 والتي بدأها بحضور قمة مالابو ولاشك ان هذا الاهتمام الرئاسي قوبل بتقدير أفريقي تجلي في الدعم الأفريقي لتمثيل مصر للقارة في منصب العضوية غير الدائمة في مجلس السلم والأمن الأفريقي ودعم الاتحاد الأفريقي ترشيخ السفيرة مشيرة خطاب كممثلة للقارة علي رأس منظمة اليونسكو. * لم يقتصر الحضور السياسي المصري علي المساهمة النشطة في المنتديات والقمم الأفريقية وحسب وإنما امتد ليشمل كافة المشاركات والمنتديات الاستراتيجية الاقليمية والدولية مع قارة أفريقيا لعل أبرزها: قمة أفريقيا الاتحاد الأوروبي ببروكسل في أبريل 2014 وقمة أفريقيا الولاياتالمتحدة بواشنطن في أغسطس 2014 وقمة الهند أفريقيا في أكتوبر 2015 ومنتدي الصين أفريقيا في ديسمبر 2015 وقمة ألمانيا أفريقيا في عام .2017 قمم ومؤتمرات * استضافت مصر العديد من رؤساء الدول الأفريقية السودان وجنوب السودان والكونغو وغينيا الاستوائية وتشاد وافريقيا الوسطي واريتريا والصومال وجيبوتي وجنوب افريقيا وموريتانيا والجابون ونيجيريا اضافة إلي عشرات الزيارات للوزراء والمسئولين الأفارقة لمصر حيث حرص العديد من قادة الدول الافريقية علي مشاركة مصر في مناسباتها المهمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة مثل المشاركة في احتفال تنصيب الرئيس السيسي والمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ عام 2015 والاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة. المكسب للجميع * تتبني السياسة المصرية علي الصعيد الأفريقي مبدأ "المكسب للجميع" خاصة ما يتعلق بالرؤية المصرية لتنمية دول حوض النيل وهو الأمر الذي أكده بجلاء الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام قمة دول حوض النيل في عنتيبي في يونيو الماضي بقوله "ان نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا وان مصلحتنا المشتركة في الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا. اعظم وأكثر أهمية بكثير من أي اختلافات قيدت مواقفنا وكبلت طاقاتنا علي مدار عقود طويلة.. ان دول حوض النيل في أمس الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضي لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل علي توفير حياة لائقة لشعوبها. * الدعم المصري في أكثر من مناسبة للأجندة الخمسينية للقارة الأفريقية والمعروفة باسم "أجندة 2063" حيث أكد الرئيس السيسي ان "أجندة 2063" تجسد آمالنا الأفريقية في تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية التي يستحقها مواطنونا. فضلا عن دعم جهودنا الرامية لتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في دولنا". * تعزيز دول الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية كآلية مصرية أفريقية لدعم القدرات البشرية في أفريقيا سواء من خلال ايفاد الخبراء المصريين واستقبال العديد من المتخصصين الأفارقة للتدريب في مصر في مجالات: التعاون القضائي. التعاون الشرطي. التعليم. المساعدات الطبية. المساعدات الغذائية. دورات للدبلوماسيين الأفارقة. التعاون والتدريب الإعلامي. تبني القضايا الأفريقية * حرصت مصر عبر عضويتها بمجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي وترؤسها اللجنة المعنية بالتغييرات المناخية علي تبني القضايا الأفريقية وسعت لدعم بنية السلم والأمن الأفريقي وكثفت مصر مشاركتها في بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام بالقارة حيث استعادت موقعه ضمن أكبر عشر دول مساهمة في تلك البعثات. الجولة الأفريقية الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسي والتي تشمل تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد تمثل امتداداً طبيعياً لحركة السياسة الخارجية المصرية في قارة أفريقيا ضمن "انفتاح مصر علي القارة" كما تمثل وما سبقها من تحركات مصرية افريقية ترسيخاً للحرص المصري علي إعلاء شأن انتماء مصر الأفريقي والاعتزاز بهويتها الافريقية ذلك ان انتماء مصر لمحيطها الافريقي يتجاوز الابعاد الجغرافية والتاريخية التقليدية حيث يعد هذا الانتماء مكونا رئيسياً من مكونات "الهوية" المصرية علي مر العصور وعنصراً محورياً في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية.