أزمة كبيرة تعيشها الشركة القومية للأسمنت التي تخطت خسائرها 582 مليون جنيه في العام المالي المنتهي في 30 يونية 2017 مما دفع ياسر النجار رئيس القابضة الكيماوية لتعيين علاء عبدالكريم رئيساً ل "القومية للأسمنت" خلفاً لسعيد عبدالمعطي الذي شهدت الشركة في فترته ارتفاعات في الخسائر لم تشهدها الشركة من قبل ليصبح القرار رسالة لباقي شركات القطاع. قال ياسر النجار ان هذا القرار جاء بعد انتهاء السنة المالية 2016/2017 والتي أظهرت تدهور نتائج الشركة خلال العام المالي المنتهي حيث أبدي مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية عدة تحفظات علي أداء مجلس إدارة القومية للأسمنت. طالب النجار مجلس الإدارة الجديد باتخاذ إجراءات فورية لإعادة هيكلة قطاعات الشركة الفنية والإدارية والاستعانة بالكفاءات الشابة من أبناء الشركة والعمل علي وقف نزيف الخسائر من خلال خطة عاجلة يتم عرضها علي مجلس الإدارة. كان مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية قد أعلن ان جميع مجالس إدارات الشركات التابعة يخضعون حالياً لعملية تقييم شاملة بناء علي ما حققوه من نتائج خلال العام المالي المنتهي في 30 يونيو .2017 ويأتي اختيار المهندس علاء عبدالكريم والذي يعمل رئيساً لمصنع 3 بالقومية للأسمنت علي خلفية خبراته الواسعة في هذا المجال حيث تدرج في مختلف المناصب بالشركة القومية. كانت الشركة قد أعلنت نتائجها عن السنة المالية الأخيرة وبلغ إجمالي الإيرادات 1.6 مليار جنيه وبلغ صافي الخسارة 582 مليون جنيه. وأرجعت الشركة أسباب زيادة الخسائر إلي زيادة تكلفة التيار الكهربائي للمستهلك نتيجة زيادة الأسعار بحوالي 50% وزيادة تكلفة الغاز الطبيعي للمستهلك نتيجة تحرير سعر الصرف بنسبة حوالي 98.3% وزيادة أتعاب مقاولي الباطن ومعظم المحروقات. في المقابل لم تحدث زيادة في الإيرادات تواكب الزيادة في المحروقات. علي الجانب الآخر حذر عدد من خبراء الاقتصاد من ان أسعار الطاقة تهدد صناعة الأسمنت التي من المنتظر أن تنتعش الفترة المقبلة تزامناً مع بداية عمليات الإعمار في ليبيا وسوريا. خاصة ان ارتفاع أسعار الطاقة والعمالة الزائدة تتسبب في خسائر للشركات التي تبيع تقريباً بأقل من أسعار التكلفة. قال زكريا فريد عضو مجلس إدارة القومية للأسمنت ان هناك عقبتين في طريقة صناعة الأسمنت في مصر أهمها ارتفاع أسعار الطاقة وثانياً وجود عمالة زائدة في بعض الشركات مثل القومية للأسمنت. أشار إلي أن الشركات تبيع بأقل من سعر التكلفة أحياناً في ظل كثرة المعروض في السوق من الأسمنت والتنافس الشديد بين الشركات. موضحاً ان مسألة التصدير أمر مهم للغاية الفترة المقبلة. وقال ان فتح أسواق دول إعادة الاعمار مثل سوريا واليمن وليبيا سيفتح المجال أمام الشركات للتصدير وبالتالي تعويض الخسائر وعلي الأقل البيع بسعر يحقق هامش ربح للشركات حيث يباع الطن بأقل من 29 دولاراً بعد أن كان يباع فوق ال 53 دولاراً. لافتاً إلي أهمية البحث عن بدائل مثل المازوت لتقليل التكلفة الخاصة بالإنتاج. مطالباً بتدخل الحكومة لرفع الأعباء عن الشركة القومية للأسمنت وهي أعباء متراكمة عبر سنوات طويلة لحين الانتهاء من التحول إلي استخدام الفحم.