سُرق منا كل شيء حتي ابتسامتنا.. أقمنا خيامنا وسرادقاتنا للأفراح ولكن استقبلنا فيها العزاء لم نعد نستمع لكلمة مبروك نسيناها وكأن حروفها ثقيلة علي ألسنتنا أو لم تعد مدرجة في قاموس حياتنا فنبحث عنها فلا نجدها؟ ضاعت مع كل ماضاع! تآلفنا مع الموت والدمار كأننا رفقاء فأين قاموسنا الذاخر بالكلمات الجميلة؟ هل حجب عنا فأصبحنا لانستطيع تصفحه وابتسامتنا لم تعد علي وجوهنا لان عضلاتها تعودت علي الحزن والكآبة؟. نتساءل ماذا نفعل اذا أردنا أن نبتسم ؟ قلت سأحاول أن أمرنها! ربما تنفرج أساريري! أمسكت بفكي بقوة حتي أدرب عضلاتي زمجرت وغضبت ولم تتحرك فهي جامدة قوية وقفت! حاولت مرة أخري بكت دما قالت : لماذا أضحك وعلي ماذا؟ تركت فكي فعاد سريعاً إلي مكانه تجهماً غاضباً قلت في نفسي سأبتسم بطريقة أخري حركت شفتي للابتسامة فظهر كذبي قلت لا فائدة ولماذا الابتسامة والدنيا منحولي.. دخان.. رماد ... ركام.. أصوات قنابل وكلاب مسعورة تنهش كل من يقترب منها ولم نملك إلا الصمت فهل تعيدوا لنا ابتسامتنا؟ .. أعيدوا كل ماسرق منا... دعونا لأنفسنا كفي ضجيجاً ودماراً وخرابا حرقت الأرض ورويت بدماء الشباب والأطفال فلم تعد تنبت إلا أشلاء هنا وهناك كم من الأمهات الثكلي وكم من النساء رملت وأطفال يتامي . ودماؤنا فرقت بين القبائل أو بالأحري بينكم تعجبنا في الماضي علي داحس والغبراء! ربما كان لديهم بعض الأعذار الفكرية والعقلية لكننا الآن نمتلك الفكروالعلم والتكنولوجيا لندمر بها أنفسنا لنعود لما وراء داحس والبسوس بمئات السنين لقد سرقوا ابتسامتنا في غفلة ومازلنا نبحث عن السارق وهو معنا يدمرنا و يبتسم فهل تمرنواعضلاتكم علي البسمة ربما تعود لنا يوماً من سارقيها؟.