كشفت الحوادث الإرهابية التي شهدتها مدينتي الغردقة والبدرشين في مصر ومدينة القطيف بالسعودية عن استمرار تميم قطر في تنفيذ سياسة اللعب بالنار ومحاولاته الدائمة للضغط علي دول المقاطعة الأربعة بدفع عملائه لارتكاب حوادث عنف لزعزعة الاستقرار لتخفيف الحصار عليه. بدأ فريق من جهاز الأمن الوطني ومباحث الجيزة ملاحقة مرتكبي حادث البدرشين الإرهابي بعد ان حددت كاميرات المراقبة هوية الإرهابيين الثلاثة الذين نفذوا الحادث ضد كمين شرطة أبوصير وقتل أفراده الخمسة بخسة ونذالة. كشفت تحقيقات نيابة البدرشين عن تفاصيل دقيقة للحادث حيث تبين ان 3 ارهابيين تربصوا ببوكس الشرطة عند مطب صناعي بمنطقة أبوصير بمركز البدرشين بجنوبالجيزة. أضافت التحقيقات ان الارهابيين ادعوا أنهم يصلحون الدراجة البخارية الخاصة بهم وما ان وصلت سيارة الشرطة أطلقوا الأعيرة النارية تجاه الإطارات مما تسبب في توقف السيارة فأمطروا من بداخلها بالأعيرة النارية حتي لفظوا أنفاسهم الأخيرة. استمعت النيابة إلي شهود العيان بمكان الحادث الذين أكدوا ان الارهابيين الثلاثة وصلوا إلي مكان الحادث قبل سيارة الشرطة بوقت قليل وأجري أحدهم مكالمة تليفونية قبل وصول سيارة الشرطة وعندما جاءت السيارة التفوا حولها وأطلقوا النار علي الإطارات أولاً حتي يجبروا السائق علي التوقف ثم أمطروا رجال الشرطة بالنيران. أضافوا: أنهم بعدما نفذوا جريمتهم دخل أحدهم إلي بوكس الشرطة وقام بتجريد رجال الأمن من الصديري الواقي للرصاص والأسلحة وأجهزة اللاسلكي ثم استقلوا دراجتهم البخارية وفروا هاربين وسط ذهول المتواجدين الذين تخوفوا من التدخل حتي لا يصيبهم أذي الارهابيين. تبين من معاينة محمد صلاح رئيس نيابة البدرشين ان الجناة أطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية تجاه سيارة الشرطة وعثر بمكان الحادث علي أكثر من 50 فارغ طلقة نارية من أسلحة آلية. أوضحت مناظرة شريف صديق وكيل أول نيابة حوادث جنوبالجيزة ان الشهداء أصيبوا بطلقات نارية في الرأس والصدر والقدم والبطن والكتف نتج عنها فتحات دخول وخروج من أجسادهم بسبب قرب المسافة التي أطلق منها الارهابيون النيران مما أدي إلي وفاتهم. كشفت كاميرات مراقبة محطة بنزين بالمنطقة التي وقع بها الحادث الارهابي ان صور الارهابيين الثلاثة الذين هاجموا سيارة الشرطة كانوا يستقلون دراجة بخارية ويحمل الأخير منهم حقيبة سوداء علي كتفه بها الأسلحة التي استخدموها في قتل الشهداء. وأمرت نيابة البدرشين بالتحفظ علي كاميرات المراقبة التي كشفت صور الارهابيين وكلفت الأجهزة الأمنية بكشف شخصياتهم بعدما حددتهم الكاميرات وأمرت بسرعة القبض عليهم كما أمرت بتسليم جثث الضحايا إلي ذويهم بعد تشريحهم. كان اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة تلقي اخطاراً من اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بورود اخطار من العميد ناجي كامل رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة بوقوع الحادث. انتقل العميد محمد حامد مفتش مباحث الجنوب والمقدم أحمد صبحي رئيس مباحث البدرشين إلي مكان الحادث وتبين ان الحادث الارهابي أسفر عن استشهاد أمين شرطة رمضان نادي ورقيب شرطة سيد أحمد جمعة و3 مجندين هم أحمد ضاحي ومحمد عبدالعليم وخالد إبراهيم وتم نقلهم إلي المشرحة وتسلم الأهالي جثامين الضحايا تمهيداً لدفنهم بمحال إقامتهم بعد تصريح النيابة بالدفن. وكلف مدير أمن الجيزة بتطويق مناطق سقارة والحوامدية لتضييق الخناق علي الارهابيين الهاربين والوصول إليهم وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوصول للعناصر الارهابية مرتكبي الحادث وتم تشكيل فريق بحث من ضباط الأمن الوطني والأمن العام ومباحث الجيزة لسرعة ضبط المتهمين. من ناحية أخري تسلم أهالي ضحايا الحادث جثامينهم وقاموا بدفنها ليلاً. شيعت قرية هلية التابعة لمركز ببا أمين الشرطة رمضان نادي أحمد "42 سنة" والذي استشهد في الهجوم بالبدرشين حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها لوداع ابنها في جنازة عسكرية أقيمت عقب صلاة الجنازة بمسجد القرية تقدمها المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف واللواء عادل تونسي مساعد وزير الداخلية لأمن بني سويف واللواء يسري خضر السكرتير العام للمحافظة وأحمد دسوقي رئيس الوحدة المحلية لمركز ببا. قال مصطفي حسني فايزي محاسب بالصندوق الاجتماعي ببني سويف وابن عم الشهيد إنه كان من قوة شرطة مديرية أمن الجيزة ومنذ تعيينه يعمل بمركز شرطة البدرشين منذ 17 عاماً وهو يسافر يومياً إلي مقر عمله نظراً لعدم وجود مقر إقامة له بجوار عمله. أضاف: الشهيد متزوج من رضا خميس عبدالمجيد وله 3 أبناء هم أحمد 13 عاماً طالب بالإعدادي ورشا 10 سنوات وأسماء 9 سنوات طالبتان بالابتدائي. أكد فايزي ان الشهيد أدي صلاة الفجر أمس وسلم علي المصلين ثم خرج وانتظر السيارة الأجرة التي تقله يومياً إلي المنيب حيث مقر عمله بمركز البدرشين وتلقينا نبأ استشهاده في التاسعة صباحاً. طالب فايزي بضرورة تكريم الشهيد باطلاق اسمه علي إحدي مدارس الثانوية. واستعدت محافظة المنيا لاستقبال جثمانين من المجندين استشهدا في حا دث البدرشين الارهابي وهما أحمد ضاحي عباس إبراهيم "20 سنة" من قرية إبشدات مركز ملوي والمجند خالد إبراهيم عيسي 21 سنة من قرية إسطال مركز سمالوط. قال خلف عباس ابن عم الشهيد أحمد ضاحي عباس: إن الشهيد عمره 20 عاماً وحاصل علي دبلوم فني والتحق بالخدمة العسكرية كمجند أمن مركزي قبل عام ونصف العام وان والده توفي وكان يعمل فلاحاً بالأجر وله 4 أشقاء 2 ذكور والأكبر حاصل علي دبلوم ويعمل فلاحاً بالأجر والأصغر طالب في المرحلة الثانية الفنية وله شقيقتان. أما الشهيد المجند خالد إبراهيم عيسي فهو الابن الأكبر بين أفراد أسرته المكونة من 3 أفراد والأم وقد توجه عدد من أقاربه وأبناء عمومته إلي مشرحة زينهم بالقاهرة لاصطحاب جثمانه تمهيداً لتشييعه في جنازة عسكرية بمقابر الأسر بمسقط رأسه بملوي.