قضيت أيام العيد في مطروح.. تعودت أن أذهب إليها صيف كل عام مرة أو مرتين.. يحدث ذلك بانتظام منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي. أي منذ نحو خمسة وثلاثين عاماً. أعشق صخب المدينة الذي يستمر طوال موسم الصيف.. يبدأ نهاية امتحانات الشهادات العامة وتخلص الأسر من أعبائها.. وينتهي مع بدء العام الدراسي الجديد حيث تعود كل الأسر الي مواقعها ومعاناتها. وحين أقول "صخب المدينة" فإني أعني ذلك تماماً- فلا وقت للنوم في مطروح طوال موسم الصيف.. وفي أي ساعة من ساعات الليل أو النهار. لكنه صخب برئ. وعائلي.. ونادراً ما يخرج أحد عن حدود ذلك. مشاكل عديدة ومزمنة وجدت حلاً الآن. وفي مقدمتها مشكلة نقص مياه الشرب لاعتماد المحافظة في ذلك علي الاسكندرية.. انتهت هذه المشكلة تماماً الآن. كنت هنا في العام الماضي.. كانت بعض شوارع المدينة محفورة بسبب أعمال توصيل بعض المرافق ومنها الغاز الطبيعي.. توقعت هذا العام أن أجد هذه الشوارع قد تم رصفها.. لم يحدث. ما وجدته هو "ترقيع" سيئ لأماكن الحفر بعد ردمها. أحدث تشوهات في الشوارع. فلا هي مرصوفة رصفاً جيداً. ولا أعيدت لحالتها الأولي قبل الحفر. هذه للأسف ظاهرة واضحة في شوارع المدينة.. فباستثناء الكورنيش وشارع الاسكندرية الذي يمثل مدخل المدينة. لا يوجد شارع واحد في قبل المدينة جيد الرصف.. كل الشوارع رصف "درجة ثالثة" وهذا لا يليق في وقت تضع فيه الدولة الكثير من الاستثمارات في البنية الأساسية وفي مقدمتها الطرق. صخب المدينة ليس بشراً فقط. بل سيارات أيضاً. وهذا طبيعي فالناس يأتونها بسياراتهم من كل فج عميق. بالإضافة الي سيارات النقل الجماعي لشركات السياحة والبنوك والشركات التي تأتي بأفواج المصيفين. المرور في مطروح يبذل جهداً كبيراً للتنظيم. ويطارد السيارات بمخالفات الانتظار في الممنوع بينما لا يوجد في المدينة جراج عمومي واحد أو ساحة انتظار رئيسية يمكن أن يلجأ الزائرون بسياراتهم إليها تجنباً للمخالفة. المدينة مازالت في حاجة لجهد أكبر.. ربما يكون المؤتمر الدولي الذي عقد العام الماضي لتشجيع الاستثمار في المحافظة قد نجح في اقرار العديد من المشروعات المستقبلية المهمة.. لكن المدينة التي هي عاصمة المحافظة وواجهتها لم ينلها شئ من ذلك. هذا في حدود ما رأيت. وأتمني أن يكون هناك جديد في المدينة التي أعشقها.