وسط الزخم الإعلامي الكبير والقنوات الفضائية الجديدة التي تخرج علينا من وقت لآخر بلا أي إضافة تقدمها للمشاهد لم يخطر بذهن أحد من رجال الأعمال القادرين إنشاء قناة إنسانية متخصصة نعم إنسانية وأنا أجزم أن أرباحها لن تقل عن القنوات الأخري ليست أرباحاً معنوية في الآخرة فقط ولكن مادية أيضاً إذا تم التخطيط الصحيح لها والدليل أن كل البرامج الإنسانية المحدودة التي تم عرضها لاقت نجاحاً كبيراً أو نسبة مشاهدة عالية. فقد زاد عدد المحتاجين في مصر بشكل مخيف ولا يستطيعون توصيل صوتهم إلي من يقدر علي مساعدتهم فتكون وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هي الوسيط بينهما والأخيرة بالطبع أوسع انتشاراً وأكثر جاذبية خاصة وأن هناك نسبة كبيرة من الأميين لا يستهان بها. هذا بالإضافة إلي وجود فئة كبيرة لا تجد ما تستحقه من الاهتمام وهم المبتلون بإعاقات ذهنية فيحتاجون لبرامج تأهيل وتدريب مكثفة للاعتماد علي النفس أولاً ثم التواصل مع الآخرين ناهيكم عن أن معظمهم تكون إعافتهم مزدوجة فيجمعون بين الإعاقة الحركية والذهنية فيحتاجون لجلسات تخاطب وعلاج طبيعي أيضاً. كل هذا يتم في مراكز متخصصة محدودة وكلها خاصة ومكلفة للغاية حيث لا تقل شهرياً عن 3 آلاف جنيه ومثل هذه الحالات المزمنة المعقدة تحتاج تدريبات منتظمة ومتواصلة حتي لا يفقدوا ما يكسبونه من تقدم فتصل مدة الكورس إلي سنة كاملة لتؤتي بثمارها. وما يزيد الأمر تعقيداً أن النسبة الأكبر من هذه الإعاقة الناتجة عن ضمور خلايا المخ تكون بالقري الفقيرة حيث الأخطاء الفادحة في عمليات الولادة وما تسببه من نقص في نسبة الأكسوجين بالمخ وضمور خلاياه بما يعطل الحواس والوظائف الحيوية بالجسم وطبعاً لا يوجد في أي قرية علي مستوي مصر مركز تأهيل لا خاص ولا حكومي فتضاف مشكلة التنقل إلي باقي المشاكل الأخري. فلو تحقق هذا الحلم وتم عمل قناة متخصصة في هذا المجال يمكنها ضمن برامجها طرح دورات تدريبية مبسطة لأسر المعاقين ليتولوا بأنفسهم عملية تأهيلهم فتكون استجابتهم أقوي وأسرع. أما عن كيفية تمويل القناة ضماناً لنجاحها واستمرارها فهناك العديد من الأطباء الذين سيسعون للإعلان عن مراكزهم لميسوري الحال ممن يمتلكون ما يعالجون به أبناءهم داخل مراكزهم فضلاً عن أن الأفكار ستأتي تباعاً وستخدم تلك القناة قطاعاً عريضاً.