من ألفاظ القرآن برج البروج: القصور. الواحد: برج. وبه سمي بروج السماء لمنازلها المختصة بها. قال تعالي: "تبارك الذي جعل في السماء: "البروج/1" وقال تعالي "والسماء ذات البروج" ولو كنتم في بروج مشيدة " "النساء /78" يصح: "بروجا" "الفرقان/61" وقوله تعالي أن يراد بها بروج في الارض وأن يراد بها بروج النجم. ويكون استعمال لفظ المشيدة فيها علي سبيل الاستعارة وثوب مبرج: صورت عليه بروج. واعتبر حسنه. فقيل: تبرجت المرأة أي: تشبهت به في إظهار المحاسن. وقيل: ظهرت من برجها. أي قصرها. ويدل علي ذلك قوله تعالي: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي" "الاحزاب/ 33" وقوله: "غير متبرجات بزينة" "النور/60" والبرج: سعة العين وحسنها تشبيها بالبرج في الامرين. شجاعة الغضبان سأل الحجاج جمعا في مجلسه فقال: كيف ترون قبتي هذه وبناءها؟ فقالوا: أيها الامير إنها حصينة مباركة منيعة نضرة ذات بهجة قليل عيبها. كثير خيرها. قال: لم لا تخبروني بنصح؟ قالوا: لا يصفها لك إلا الغضبان بن الاشعث وهو في سجنك.. فبعث إلي الغضبان فأحضره وقال له: كيف تري قبتي هذه وبناءها؟ قال: أصلح الله الامير بنيتها في غير بلدك لا لك ولا لولدك لاتدوم لك. ولايسكنها وارثك. ولا تبقي لك. وما أنت لها بباق. فقال الحجاج: قد صدق الغضبان. ردوه إلي السجن . الاعجاز في قوله تعالي: "ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فتري الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار "النور: 43". يقول المفسرون: ألم تر أن الله يزجي سحاباً أي أن الله يسوق ويدفع الغيوم برفق وسهولة. ثم يؤلف بينه أي بأن يجمع سحابة مع سحابة أخري. ثم يجعله ركاماً أي متراكماً بعضه فوق بعض فتري الودق يخرج من خلاله أي تري المطر يخرج منه. وينزل من السماء من جبال فيها من برد أي من قطع عظيمة تشبه الجبال. وفي العصر الحديث اكتشف العلماء حقائق مبهرة حول تشكل البرد في الغيوم. ولاحظوا ان أول شئ يتشكل هو الغيمة التي تدفع بواسطة الرياح حتي تلتقي مع غيمة ثانية وهكذا تجتمع الغيوم بعضها فوق بعض بفعل التيارات الهوائية التي تسمي تيارات الدفع حتي تشكل الغيوم الركامية. وبعد ذلك عندما ترتفع الغيمة الركامية لعدة كيلو مترات تبدأ حبات البرد في التشكل ثم وبفعل التيارات الهوائية تبدأ في التساقط علي الارض ومنها ما يبقي في الغيمة أو يذوب قبل ان يصل إلي الارض ويقول العلماء ان البرد يترافق دائما بومضات البرق. ومن خلال هذه الحقائق نري ان القرآن تحدث عن تشكل البرد ودور الرياح في تشكل الغيوم الركامية ثم توصل العلم الحديث إلي تلك الحقائق. حيث يتشكل البرق في الغيوم التي تحوي حبات البرد ويقول العلماء إن البرد لا يتشكل إلا في الغيوم الركامية العالية ولذلك قال تعالي: "وينزل من السماء من جبال فيها من برد" وهكذا أثبت العلم إعجاز القرآن فمن كان في ذلك الزمن يعلم هذه المعلومات التفصيلية..؟!!