إطعام الطعام من أسمي الأعمال في الإسلام ومن الأشياء التي حض الله الناس جميعا علي القيام بها.. وكان منهجا لرسول الله صلي الله عليه وسلم في حياته وكذلك المسلمين.. حيث كانوا جميعا يتنافسون في إطعام الطعام وكان شعارهم "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا"..و تعلموا من رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه كان جوادا كريما وكان أجود ما يكون في رمضان حتي وصف بأنه كالريح المرسلة ولما سئل عن أفضل الأعمال التي تدخل المؤمن الجنة قال: "أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام وصلوا الأرحام تدخلوا الجنة بسلام". والله سبحانه وتعالي علم أن الإنسان منا شحيح فلم يأمره باطعام الطعام وإنما أمره بالحض عليه حتي يرجع إلي نفسه إذا أمر الناس بذلك حياء فقال المولي عزل وجل "كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون علي طعام المسكين". ويبين الله أن من صفات الذين يكذبون بهذا الدين أهل الشح والبخل "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض علي طعام المسكين" وكان سيدنا صهيب الرومي يكثر من إطعام الناس الطعام من يعرف ومن لا يعرف فجاءه سيدنا عمر وقال له يا صهيب "إنك تسرف في إطعام الناس الطعام وتبذر مالك في هذا".. فقال "يا عمر إني سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول: "خيركم من أطعم الطعام وأفشي السلام". والله سبحانه وتعالي أنذر وحذر أهل الشح بقوله سبحانه وتعالي "خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض علي طعام المسكين".. كما جعل أشد إضرام النار ضراوة وعذابا للذين لا يطعون الطعام وهم قادرون علي ذلك فيقول جل شأنه عن صنف من الناس يوم القيامة عندما يقذفون في سقر وهي قسم في نار جهنم وصفها الله بقوله: "لا تبقي ولا تذر".. وتسألهم الملائكة عندما يقذفون فيها "ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين".. وهذا هو أشد العذاب للذين لا يطعمون الطعام وأكبر نعيما للذين يؤثرون علي أنفسهم ويطعمون الناس "ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون". د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر