في كارثة جديدة تتعرض لها صناعة السياحة المصرية.. بدأ عدد من مستثمري السياحة وأصحاب الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان عرض هذه الفنادق للبيع لتجار الخردة وذلك لأول مرة في تاريخ صناعة السياحة بعد أن توقفت تمامًا السياحة النيلية في أهم وأشهر موقع سياحي علي النيل بين الأقصر وأسوان. أكد مجدي حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية والمالك لمجموعة من هذه الفنادق أن الأسعار المطروحة حاليًا لبيع المنشأة الفندقية العائمة كحديد خردة وصلت إلي 5 آلاف جنيه للطن حيث يصل وزن الحديد الخردة بكل منشأة إلي حوالي 400 طن في الوقت الذي يوجد فيه 300 فندق عائم معروضة للبيع يصل إجمالي سعرها كخردة 600 مليون جنيه وذلك من إجمالي استثمارات 2.2 مليار جنيه في هذا النوع من المنتج السياحي الذي كانت تتميز به مصر عن المقاصد السياحية المنافسة. أبدي رئيس لجنة السياحة دهشته من مصير هذه الصناعة وما آلت إليه من دمار.. مشيرا إلي أن تاجر الخردة لا يسأل عن عدد كبائن الفندق العائم ولكن سؤاله الدائم عن نوعية الحديد ومدي صلابته والكميات الصالحة للبيع منه دون النظر إلي أي مرافق أو خدمات يظهر بها الفندق العائم الذي ظل علي مدي سنوات طويلة منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي في تقديم هذا المنتج المتميز من السياحة النيلية بين الأقصر وأسوان.. وكانت تصل نسبة الأشغال في كثير من الأحيان عن 100% خاصة خلال الموسم السياحي الشتوي وفي ذروته في أعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية. طالب حنين بضرورة صدور قرار حكومي بضخ استثمارات جديدة لإنقاذ هذه الصناعة النادرة وذلك بتخصيص 500 مليون جنيه كإنقاذ سريع لهذه الصناعة لأن دمارها يعني أنها لن تقوم لها قائمة مرة أخري وستخسر صناعة السياحة المصرية ركيزة أساسية من الركائز التي قامت عليها علي مدي السنوات الماضية حيث كان هذا المنتج السياحي يجمع بين نمطين من السياحة وهما السياحة الثقافية والترفيهية نظرا لتواجد العديد من المعابد والمناطق الأثرية علي ضفتي النيل في مسار العائمات بين الأقصر وأسوان بالإضافة إلي المناطق الخلابة الطبيعية التي كان يستمتع بها ملايين السائحين الذين كانوا يفضلون هذا النوع من السياحة. أوضح حنين أن من أهم أسباب تدهور هذه الصناعة أيضا بالإضافة إلي توقف التمويل وانصراف البنوك عن مساندة أعمال الصيانة والتطوير بالفنادق العائمة تأتي المطاردة الدائمة لأصحاب هذه المنشآت من أجهزة الملاحة النيلية ومسئولي التراخيص والموانئ والتأمينات الاجتماعية والضرائب.. وغيرها من الأجهزة الرقابية. الغريب أنه في الوقت الذي تلفظ فيه صناعة السياحة النيلية أنفاسها يخرج علينا المسئولون بالقطاع السياحي مبشرين بطفرة سياحية جديدة ومؤكدين زيادة الحركة الوافدة لمصر خلال الثلث الأول من هذا العام بنسبة 51% رغم ما تتعرض له هذه الصناعة الواعدة علي أرض الواقع من ضربات يومية كان آخرها تخارج العديد من شركات المطاعم والكافيهات العالمية من فنادق شرم الشيخ وانتشار سياحة السفاري وأخيرا بيع العائمات النيلية لتجار الخردة.