عندما هدأت ثورة العاملين بشركة ميناء القاهرة الجوي بعد إضرابات واعتصامات وتهديدات استدعت تدخل الفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية لتهدئة النفوس وإقناع المتظاهرين بخطورة تصرفهم علي النقل الجوي وبحث كافة مطالبهم والاستجابة فوراً لكافة المطالب المشروعة. رأي المتظاهرون أن الوقت في غاية الخطورة بسبب الأحداث في الشارع المصري وانتشار الفوضي وعليهم واجب ومسئولية في الحفاظ علي الحركة الجوية وضرورة المساهمة في زيادة الحركة السياسية الوافدة من الخرج فأنهوا الإضراب وامتنعوا عن التظاهرات والاحتجاجات وكان طبيعياً ان يعود الهدوء إلي مطار القاهرة بعد تعيين د. أحمد حافظ قائماً بأعمال رئيس الشركة بعد تعيين الطيار حسن راشد رئيساً للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية.. ودارت عجلة العمل بسرعة ورأينا مطار القاهرة في أبهي صورة وقد كانت محنة المعتمرين في مطار جدة والمشاكل والمعاناة التي حاصرتهم من كل جانب قد أظهرت معادن الرجال في مطار القاهرة حيث تكاتفت الأيادي وتضافرت الجهود وواصل الجميع مسئولين وموظفين الليل بالنهار من أجل مساعدة المعتمرين المصريين الذين عانوا من سوء المعاملة وتأخير رحلات عودتهم من جدة. إضافة إلي تخلف الحقائب. وبعد انتهاء أزمة المعتمرين كافأ الطيار حسن راشد العاملين بالشركات التابعة للشركة القابضة بترقية العاملين ابتداء من أول سبتمبر الجاري ممن يستوفون المدة القانونية. فانطلقت الزغاريد وابتسمت الوجوه وعمت الأفراح جميع العاملين الذين تمت ترقيتهم. شركة الميناء أعلنت عن احتياجها لعدد من العاملين في الخدمة المميزة دون النظر إلي أبناء العاملين وكان طبيعياً ان يتوجه العديد من العاملين إلي مكتب القائم بأعمال رئيس الشركة ليعلنوا احتجاجهم علي الإعلان وعدم النظر إلي ابنائهم رغم توافر الشروط رغم أن المسئولين قد وعدوا بتعيين الأبناء في حالة احتياج الشركة لهم.. وبالفعل تم إعداد الكشوف الخاصة بأبناء العاملين لكن واضح أن الوعود تبخرت وأصبحت في طي النسيان ولا مناص من إعادة الوعود ليطمئن الجميع. علي العموم من حق شركة الميناء ان تعلن عن احتياجاتها خاصة أن الخدمة المميزة تعد من الأنشطة التي تحقق إيرادات بملايين الجنيهات سنوياً. لكن في نفس الوقت لابد من النظر إلي أبناء العاملين الذين قضوا نصف عمرهم في خدمة مطار القاهرة طالما أن الشروط تتوفر لديهم. أطالب المسئولين بشركة الميناء ان يضعوا في مقدمة اهتمامهم مصالح العاملين لأنهم باختصار هم صناع النجاح لمطار القاهرة ولولاهم ما وصل إلي مصاف المطارات العالمية.