أسابيع قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم ورغم المنافسة الدرامية الشرسة التي تشهدها شاشات التليفزيون خلال هذا الموسم وتتنوع فيها الأعمال ما بين الاجتماعي والتراجيدي والكوميدي وحتي دراما الأكشن والاثارة الا انه هذا العام وكعادة كل عام يخرج المسلسل التاريخي والديني من إطار المنافسة وتكتفي شركة صوت القاهرة بانتاج عمل ديني وتاريخي وحيد هو "قضاة عظماء" لتحفظ به ماء وجه قطاعات الانتاج الثلاث التابعة للدولة بعد انسحابها علي مدار الأعوام الماضية من انتاج تلك النوعية من الأعمال. * المخرج محمد العمري رئيس شركة صوت القاهرة قال: الشركة تعاني منذ توليت مسئوليتها قبل عامين من تدهور كبير في أحوالها المالية اضافة لوجود عدد كبير من الفنانين لديهم مستحقات لدينا ونحاول قدر الامكان توفيق الأوضاع وسداد تلك المستحقات اضافة لمحاولة انتاج اعمال جديدة تضيف لرصيد الشركة والعام الماضي انتجنا الجزء الأول من مسلسل "قضاة عظماء" وتم عرضه علي شاشات قنوات عربية عدة وهذا العام ننتج الجزء الثاني الذي يضم نخبة من نجوم مصر والوطن العربي منهم احمد عبدالعزيز وكمال أبورية وأحمد ماهر وسوزان نجم الدين وأيمن زيدان ومادلين طبر ومديحة حمدي وجمال عبدالناصر وطارق الدسوقي وغسان مسعود وعبدالرحمن أبوزهرة وعدد كبير من النجمات ويكتبه المؤلفون احمد مارديني وفتحي السيد وعبدالقادر الاطرش وسمر تغلب ويخرجه السوري عبدالقادر الاطرش. اضاف العمري: المسلسل سيتناول العديد من المفاهيم والقصص التي توضح سماحة الاسلام ووسطيته من خلال شخصيات القضاة وهو يختلف عن العام الماضي من حيث عدد الحلقات وطريقة السرد حيث تدور الاحداث هذا العام في سبع حلقات متصلة بعد ان كانت في ثلاث حلقات فقط حيث يتم هذا العام تجسيد شخصيات مثل ابن الدولة وقاضي القيروان وقاضي القضاة أبوسيف وفي كل قصة يجسد كل فنان الاحداث خلال السبع حلقات بفريق عمل جديد ومختلف. وعن أسباب قلة الأعمال الدينية والتاريخية خلال السنوات السابقة قال الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن: اسباب قلة الانتاج الديني والتاريخي كثيرة ومتعددة ابرزها الانتاج حيث لم تعد تلك النوعية الدرامية جاذبة لصناع العمل الدرامي سواء المنتج أو حتي الفنان والمخرج والمؤلف خاصة وان الأعمال الدينية والتاريخية دوما ما تلقي ظلما كبيرا في مواعيد عرضها واختيار أوقات مبكرة أو متأخرة تقتل العمل ولا تجعله يحقق نسب المشاهدة المطلوبة. * واتفق معه الكاتب والسيناريست يسري الجندي الذي أكد ان عزوف الفنانين عن تلك النوعية من الدراما سبب اساسي لتراجعها وقال: مفاهيم العرض والمكاسب الاعلانية الحالية جعلت هناك حصر في عرض الأعمال الدينية والتاريخية في شهر رمضان فقط . * المخرجة انعام محمد علي قالت: لا يمكن الحديث عن الأعمال التاريخية دون الحديث عن أهمية عودة انتاج الدولة بشركاتها الثلاثة مرة أخري وبقوة لتستطيع منافسة الانتاج الخاص الذي يبحث فقط عن المسلسلات السريعة الجاذبة للاعلانات وتحقق الربح السريع دون الاهتمام بتقديم عمل جاد أو هادف أوحتي يحمل قيمة ومعلومة للمشاهدين مضيفة معظم أعمالي التي قدمتها وتحمل الطابع التاريخي أو طابع السير الذاتية كانت بمشاركة شركات انتاج الدولة ولا أعلم إلي متي سيستمر تراجعها رغم انها هي المسئول الأول عن انتاج تلك النوعية من الأعمال. * واتفقت معها الفنانة فردوس عبدالحميد وقالت: للأسف الشديد شركات القطاع العام تركت الساحة مفتوحة للقطاع الخاص ليتحكم في السوق الدرامي وبالتالي اصبحت شركات الانتاج الخاص تبحث فقط عن الربح وتحقيق المكاسب دون النظر للمضمون مضيفة معروف ان الأعمال التاريخية تحتاج إلي تأني شديد في كتابتها ودقة في كل معلوماتها واحداثها .