منذ ظهر علي الساحة أدعياء الدين وأدعياء العلم أو ما يطلق عليهم الجماعات أو خوارج العصر والأفكار المتطرفة بدأت في الانتشار والظهور تنسبها هذه الجماعات إلي الإسلام زوراً وبهتاناً وتسعي لاستقطاب الشباب لبث هذه السموم في وجدانهم مستغلين ضعف وقلة معلوماتهم عن الدين الحنيف ومبادئه التي تقطر سماحة وتحترم آدمية البشر دون النظر إلي عرق أو دين. يقوم أعضاء هذه الجماعات بإجراء عمليات غسيل لعقول هؤلاء الشباب من الجنسين وإغرائهم بالأقوال المعسولة والأموال التي يجري إنفاقها ببذخ.. حوارات مضللة وعمليات تكفير لجموع المسلمين بآراء وأفكار فاسدة. الأفكار المضللة التي تروجها هذه الجماعات بين أبنائنا من الشباب لا علاقة لها بصحيح الدين. وتتنافي مع مبادئه التي ترعي حقوق الإنسان في ظلال سماحة الدين الحنيف وقيمه الخالدة التي تغيب عن شبابنا المعاصر وكثير من الناس يجهلون هذه الحقائق التي يجب أن تكون ماثلة في أذهان إنسان مسلم فها هو رسولنا الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عاش في المدينةالمنورة ومعه هناك كثير من أهل الديانات الأخري فلم يتعرض أي منهم لأي أذي وإنما كان التعامل الطيب مع حفظ الحقوق لم يجبر الرسول أي إنسان علي الدخول في الإسلام في إطار المباديء التي أرستها هذه الآية الكريمة "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" والآية الكريمة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم" "256 البقرة" وهذه قواعد صريحة وقيم تعايش في ظلالها المسلمون مع سائر أهل الديانات الأخري سواء من اليهود أو النصاري والأكثر من ذلك ان عم الرسول صلي الله عليه وسلم "أبوطالب عرض عليه الرسول الدخول في الإسلام وألح في الطلب لكن أبا طالب تمسك بدين قومه وتنزل القرآن الكريم يؤكد للناس جميعاً حقيقة يجب أن يعيها سائر البشر خاصة الذين يروجون الأفكار التكفيرية لقتل الناس زوراً وبهتاناً كما رأينا في كثير من جرائم هؤلاء الإرهابيين هذه الآية تقول: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين" "56 القصص" هذه الحقائق غائبة عن هؤلاء الشباب.. الرسول يعرض علي عمه فقط ولم يرغمه علي شيء ودون أي أذي تلك سماحة الإسلام والأكثر وضوحاً قول ربنا في سورة الممتحنة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" "8 الممتحنة" أين تلك القيم التي تقطر سماحة فبأي فكر ضال يعتدي هؤلاء التكفيريون علي الذين يزعمون انهم يرتدون عن الدين الحنيف ان قتل النفس جريمة يبتعد عنها كل مسلم فبأي بهتان يرتكبون هذه الجرائم. الرسول صلي الله عليه وسلم مواقفه كثيرة ومتعددة تؤكد الحقائق الغائبة عن الشباب الذين يسقطون في براثن هؤلاء التكفيريين من الجماعات الإرهابية سيدنا الرسول كان يتعامل مع اليهود ولم يتعرض لأي واحد منهم بأي أذي وكان يقترض من أحدهم. وصاحب الدين لدي رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء يسأل رسول الله سداد هذا الدين وأغلظ في القول مردداً: "يا بني عبدالمطلب إنكم قوم ممطل" يعني تماطلون في سداد الدين. ولم يكتف بذلك وإنما تقدم نحو سيد الخلق وأمسك بثيابه لدرجة أن شدة هذا العمل قد ترك أثراً في رقبة رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه اللحظات استل عمر بن الخطاب سيفه ونهض نحو هذا اليهودي لكن الرسول رفض هذا التصرف من جانب عمر بن الخطاب وقال له: لا يا عمر أؤمره بحسن الطلب وأمرني بحسن الأداء. ثم قال يا عمر اصطحب هذا الرجل ورد إليه دينه وزده مالاً تعويضاً عما روعته. حقائق غائبة عن هؤلاء الذين يستقطبون الشباب لغرس الأفكار الضالة في وجدانهم. أرأيتم الرسول يأمر بدفع تعويض للرجل عن الترويع الذي حدث له الأكثر سماحة ان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم حين مر من أمامه جنازة ليهودي فهب واقفاً فقال الصحابة: يا رسول الله اتقف لجنازة غير المسلم فرد عليهم قائلاً: أليست نفساً؟! أرأيتم رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف يحترم النفس البشرية حتي حين ان قبضها ملك الموت. حقائق كثيرة تحمل الكثير من هذه المعاني التي تحمل القيم الخالدة التي تنشر الوئام والسماحة بين بني الإنسان لا ترويع ولا قتل ولا تكفير كل ما ترتكبه هذه الجماعات التكفيرية يتنافي مع تلك المباديء وما كان يتعامل به الرسول وسائر الأنبياء مع الذين يختلفون معهم في العقائد "لكم دينكم ولي دين" إن الإسلام يرفض الاعتداء علي أي مخالف في العقيدة بل ويطلب من كل مسلم حماية من يلجأ إليه "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون" "6 التوبة" والأكثر وضوحاً قول ربنا في سورة المائدة "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلي الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون" "105 المائدة" هذه حقائق الدين الإسلامي وهي كثيرة ومتنوعة ولعلها تلقم التكفيريين حجراً وليت شبابنا المعاصر يلتفت إلي قيم هذا الدين وآيات القرآن الكريم وفيها الكثير مما يسترعي اهتمام أولي الألباب هدانا الله جميعاً سواء السبيل.