منذ سنوات طويلة ذهبت إلي باريس وشاهدت معرضا دوليا للطيران في مطار لوبورجية.. وكان هذا المعرض يضم أنواعاً شتي من الطائرات وآخر الابتكارات والاختراعات في دنيا النقل الجوي. رأيت طائرات المستقبل من حيث السرعة فقد كانت الطائرات الاسرع من الصوت قد انتهت من التجارب التي اجريت عليها واستعدت للانطلاق صحيح انه لم يكتب لهذه الطائرات النجاح.. ولكن الفكرة تم تنفيذها. ورأيت الطائرات الجامبو العملاقة التي تتكون من طابقين ولم تكن قد دخلت الخدمة بعد وشاهدت ايضا طائرات عديدة مروحية ونفاثة كبيرة الحجم وذات سعات مختلفة وأخري صغيرة من التي تسع راكبين اثنين واكثر كنت ايامها اتعجب هل يمكن لاي شخص ان يمتلك طائرة خاصة!! ومرت سنوات وتحقق كل ما شاهدت واصبح هناك من المصريين من يمتلكون طائرات خاصة بل لقد تم انشاء صالة خصيصا لأصحاب هذه الطائرات ومن شدة انبهاري مما شاهدته في مطار لوبورجية تمنيت أن تقيم مصر معرضا للطيران مثل معرض لوبورجية ولكن كانت هذه الأمنية مجرد حلم.. صعب التنفيذ خصوصا ان مطاراتنا كانت محدودة القدرة وعندما جاء الفريق أحمد شفيق وزيرا للطيران المدني كان معه حماس شديد وفكر متقدم وطموحات كبيرة للنهوض بمرفق النقل الجوي وكان من بين افكاره اقامة معرض متخصص للطائرات فمثل هذه المعارض تضع مصر علي خريطة الطيران في العالم في الوقت نفسه تعطي الفرصة لكي يتابع المهتمون بصناعة الطيران في مصر كل ما يجري من تطورات في صناعة الطائرات. وبدأ بالفعل في اقامة اول دورة في عام 2005 وكانت بداية صغيرة ولكنها ظلت تنمو حتي وصل عدد العارضين في هذه الدورة إلي 74 شركة ووصل عدد الطائرات المعروضة الي 35 طائرة مختلفة الاحجام والطرازات والاوزان كان من بينها الطائرة العملاقة ايرباص 380 التي تسع أكثر من 550 راكبا ولم تدخل الخدمة علي نطاق واسع بعد وان كانت هناك تعاقدات كثيرة من عدد من شركات النقل الجوي. والحقيقة أن المعرض شهد منذ العام اقبالا من السياح ومن المصريين علي حد سواء كذلك كان هنماك بعض رجال الاعمال الذين جاءوا لمشاهدة الطائرات المعروضة لعل وعسي يجد كل منهم طائرة تصلح له.. فقد اصبح من سمات رجال الأعمال ان يكون لدي كل منهم طائرة خاصة.. حقيقة لقد امضيت اربعة ايام رائعة متجولا بين الطائرات وشعرت بسعادة بالغة بأن الحلم الذي تمنيته قد تحقق. وهناك حلم آخر يداعب زهير جرانة وزير السياحة بأن يجعل من شرم الشيخ مدينة خضراء بعيدة عن التلوث تطبق كل شروط حماية البيئة ولكني وجدت شرم الشيخ هذه المرة تختلف كثيرا عن سنوات اخري مضت فقد احاطت القري السياحية بشكل مكثف بمطار شرم الشيخ لدرجة ان القرية التي كنت اسكن فيها كانت تقع تماما تحت الممر الجوي للطائرات وبدلا من روائح الزهور والخضرة كانت تنبعث روائح عوادم وقود الطائرات وهو ما يؤثر علي البيئة بدون شك والمطلوب بالفعل ايجاد حل لهذه المشكلة. مسألة أخري أن الذباب اصبح يتسيد الموقف في معظم مناطق وقري شرم الشيخ كيف يمكن جعل شرم الشيخ مدينة نظيفة بيئيا مع وجود روائح عادم وقود الطائرات والذباب المنتشر وبالمناسبة فإن شرم الشيخ اصبحت قبلة سياح العالم والطائرات تهبط في مطارها واحد واثنين بصورة مكثفة. ولكن علي من يقع عبء نظافة المدينة؟؟