للمرة الثالثة نتناول الحديث عن تسمم تلاميذ المدارس بعد تناولهم وجبة غذاء مدرسية في عدة محافظات بالجمهورية في أوقات متقاربة ونقلهم إلي المستشفيات لتلقي العلاج. في حديث متناقض للدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة أن القطاع حصل علي عينات من الوجبات المخزنة بالمدارس التي تناولها التلاميذ والمخزنة بمخازن الموردين وعينات من الوجبات الموجودة بالمدارس وجاءت جميع عينات التحاليل سلبية للميكروبات المسببة للتسمم الغذائي موضحا أن التسمم ليس بالوجبات الغذائية نهائيا!! في نفس الوقت صرح الدكتور عمرو قنديل في مؤتمر صحفي بوزارة الصحة أن عدد الحالات التي أصيبت باشتباه بالتسمم بسبب الوجبات المدرسية في سوهاج بلغ 3 آلاف و560 حالة.. موضحا انه جار تحليل جميع عينات الوجبات لحالات الاشتباه بالتسمم التي تلت واقعة تسمم تلاميذ سوهاج. والسؤال الآن للدكتور عمرو قنديل كيف يقرر أن الوجبات بالمخازن والموجودة بالمدارس جاءت جميع عيناتها سلبية للميكروبات المسببة للتسمم الغذائي.. وفي نفس الوقت يؤكد أن حالات الاشتباه بالتسمم في سوهاج التي بلغت 3560 حالة يجري تحليل جميع عيناتها لوجود حالات الاشتباه بالتسمم؟! إن وزارة الصحة أعلنت أن حالات التسمم بالوجبات المدرسية علي مستوي الجمهورية من سبتمبر الماضي وحتي الآن بلغ أربعة آلاف و966 حالة.. وعدد الحالات التي أصيبت بالاشتباه بتسمم في شهر مارس الحالي بلغ أربعة آلاف و562 حالة حتي الآن.. منها 3 آلاف و560 في سوهاج. وزارة الصحة هي الجهة المختصة بكشف الاسباب التي أصابت تلاميذ المدارس بحالات التسمم الغذائي.. ونفت علي لسان الدكتور عمرو قنديل أن تكون الاصابة بسبب الوجبات المدرسية وإن هذه الوجبات بريئة تماما من هذه التهمة.. لكن الوزارة لم تكشف لنا عن أسباب تسمم التلاميذ؟ وما هو الميكروب الذي انتقل من مدرسة إلي مدرسة ومن محافظة لأخري في الصعيد أو في الوجه البحري ليصيبنا بحالة هلع علي صحة أبنائنا!! هل عجزت الوزارة عن اكتشاف هذا السبب رغم الأعداد الكبيرة من التلاميذ الذين أصيبوا بحالة تسمم.. اننا في انتظار أن تخرج علينا الوزارة بالسبب الحقيقي لحالات التسمم لنتلافاه مستقبلا. الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم قال ان وزارة الصحة أكدت أن هناك 4 آلاف و650 تلميذا في شهر مارس شعروا بحالات اشتباه تسمم من أصل 10 ملايين تلميذ يتناولون الوجبات علي مستوي مدارس الجمهورية يوميا. فما معني هذا التصريح لوزير التربية والتعليم؟! هل كان الوزير يقصد أن العدد المصاب بالتسمم لا يساوي شيئا بالنسبة لأعداد التلاميذ علي مستوي مصر؟! هل يستهين الوزير بعدد التلاميذ المصابين مقارنة بالعدد الاجمالي لهم؟! وإلا بماذا نفسر هذه المقارنة؟! وزير التعليم قرر في مبادرة ايجابية وقف صرف وجبات التغذية المدرسية من يوم أمس حتي اشعار آخر لحين انتهاء اللجنة المشكلة لبحث اسباب التسمم.. لكن هذا القرار لاقي اعتراضا من أعضاء مجلس النواب.. وطالبوا بضرورة استمرار صرف الوجبة للتلاميذ خلال اسبوع علي الأكثر خاصة في ظل تقارير أممية تشير إلي تعرض العديد من أطفال مصر للظاهرة الصحية المعروفة ب "التقزم" حيث أشار تقرير أممي إلي أن 30% من هؤلاء الأطفال يعانون من التقزم وهو المرض الناشئ عن التغذية الصحية غير السليمة. من جهة أخري أشار الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة إلي أن عددا كبيرا من المستشفيات العلاجية والتعليمية والأورام والتأمين الصحي والجامعي والتابعة للحكومة وآلاف الوحدات الصحية تقدم الرعاية الطبية علي مستوي مصر. ونحن نقول للدكتور الوزير إن العدد في الليمون.. ولكن ما هي امكانات هذه المستشفيات في تقديم الرعاية الطبية للمواطنين.. بصراحة يا سيادة الوزير تنقصها الامكانات المادية والنظافة والادوية والاجهزة الطبية لعلاج المواطنين.