بعد انتشار مشكلة تعرض بعض الأطفال للتعذيب الجسدي والنفسي الذي قد ينتهي بموتهم من قبل زوجة الأب أو زوج الأم.. أكد الاستشاريون وخبراء علم النفس بضرورة أن يدرك الآباء العواقب الوخيمة التي تعود علي الطفل من جراء التعرض لسوء المعاملة. والتي تبدأ بالكوابيس التي تنتاب الطفل وصولا إلي التبول اللإرادي والعنف والتحول إلي شخص مجرم ومغتصب. مشيرين إلي ضرورة عمل حملات توعية وارشاد نفسي وأسري لحماية الأطفال من التعرض لذلك. وتفعيل الدور الارشادي للمؤسسات الحقوقية والأسرية والتربوية وتزويدها بالاستشاريين النفسيين. ليقوم الأطفال بإبلاغ هذه المؤسسات عن تعرضهم لأي أذي. إذا لم تستطع المؤسسات حمايتهم. يتم ابلاغ الشرطة الأسرية. فيما رأي بعض الخبراء أن فكرة انشاء هذه الشرطة لا تناسب المجتمع المصري باعتبارها طرفًا ثالثًا يتدخل في الأسرة ويتسبب في تفكيكها وضياع هيبة الوالدين وشعور الأطفال بالعنف تجاههما. التبول اللاإرادي والعدوانية أ. راندا ابراهيم "استشاري أسري وتربوي ونفسي بمؤسسة USB كندا": يتعرض الطفل للعذاب النفسي بمجرد انفصال الوالدين. حتي وإن كان انفصالا معنويا. بمعني أن هناك بعض الأزواج يكونون عايشين مع بعض ولكنهم يفتقدون التواصل والحب. وذلك يؤثر بالسلب علي الأطفال بسبب افتقاد الشعور بالأمان. مما يتسبب في أن يحلم الطفل بالكوابيس ويتجه نحو العنف وقد يصل الأمر إلي التبول اللإرادي. ويزداد الأمر خطورة في حالة الانفصال الفعلي للوالدين ووجود زوجة للأب أو زوج للأم. حيث يتعرض الطفل في معظم الأحيان للتعذيب الجسدي. وهنا يجب تطبيق القانون وإعطاء الطفل للجدة والدة الأم في حالة وفاة الأم أو عدم وجودها مع تشريع قوانين تحمي الأطفال من التعرض للأذي. أما بالنسبة للأطفال الذين يضطرون للتواجد مع آبائهم ويتعرضون للأذي من زوجات الآباء. فإن علاج هذه المشكلة يتطلب عمل حملات إعلامية لتوعية الآباء وزوجاتهم بضرورة حضور ندوات أو الاستعانة باستشاريين نفسيين لعمل دعم نفسي لزوجة الأب واعلامها بالإيجابيات التي ستعود عليها إذا احسنت معاملة أولاد زوجها. ومنها تفادي العديد من المشكلات والفوز بقدر أكبر من حب الزوج. ناهيك عن الثواب الذي سيفوزن به من جراء ذلك. وكذلك توعية الأب بأهمية رعاية أبنائه وحمايتهم. وعمل جلسات للطفل لتهيئته نفسيا لتقبل العيش مع امرأة غير أمه. وأيضا توعية المدارس وإلزامها بضرورة الاهتمام أي أطفال مشكوك في تعرضهم للعنف وعرضهم علي استشاريين نفسيين. وذلك يتطلب تزويد المدارس باستشاريين نفسيين وعدم الاكتفاء بالاخصائيين الذين يعتمدون علي النظريات القديمة لعلم النفس. وكذلك يجب ان تعقد المدارس بروتوكولا مع وزارة الشباب والرياضة لتنظيم ندوات يحضرها التلاميذ لتوعيتهم وحمايتهم من المشاكل النفسية وأيضا يجب أن يعرض الاعلام نماذج ايجابية لزوجات آباء وأزواج امهات أحسن معاملة وتربية اطفال شريك حياتهم. وأن يتم تكريم هؤلاء الاشخاص ليكونوا قدوة لغيرهم. الشرطة الأسرية.. طرف ثالث غير مجند لكن فكرة تخصيص شرطة اسرية تقبض علي المجرمين من زوجات الآباء أو أزواج الأمهات. فهي فكرة مجندة. خاصة ان الشرطة ستمثل طرفًا ثالثًا يتدخل في الأسرة وقد يتسبب ذلك في تفكيك الاسرة واختراقها. كما أنها ستولد سلوكا وأفكارا عدوانية تجاه الآباء والأمهات وليس تجاه زوجات الآباء أو أزواج الأمهات فقط. وأيضا سيؤدي ذلك إلي فقدان الأب والأم لهيبتهم ومكانتهم. وبالتالي فهذه الفكرة هي غريبة مستوردة لا تناسب مجتمعنا. عواقب وخيمة يتعرض لها الطفل تقول أ. ديالا المناوي "أخصائية نفسية بمؤسسة "پUSB كندا" للاستشارات الأسرية والتربوية والنفسية": لابد أن يحرص الأب علي التواصل المستمر مع أبنائه من زوجته الأولي حتي لا يتعرضوا للأذي من الزوجة الثانية. وأن يدرك الأب المخاطر والعواقب الوخيمة التي تعود علي الطفل من جراء سوء معاملة زوجة أبيه له. والتي قد تتمثل في تعود الطفل علي ممارسة السلوكيات والأخلاقيات السلبية مثل الكذب والخوف والسرقة ومصاحبة المتشردين وتعلم العنف وقد يصل الأمر إلي الهروب من المنزل دون رجعة. وكذلك يصاب الطفل بمشاكل نفسية أخري وقد يتسبب ذلك في كره جميع السيدات والفتيات من جراء ما تعرض له من قسوة زوجة أبيه. وقد يصل الأمر إلي التعامل بعدوانية مع الجنس الآخر واغتصاب الفتيات. حملات توعية أضافت المناوي: نحتاج لعمل حملات توعية لإرشاد الآباء إلي ضرورة حسن اختيار الطرف الآخر أو شريك الحياة. حتي لا يضطروا للانفصال الذي يدمر حياة الطفل. وفي حالة الاضطرار للانفصال واستكمال الحياة مع شخص آخر يجب أن يهتم الآباء بضمان حياة كريمة وآدمية للأطفال ولا يتركوهم فريسة للشريك الجديد. وأن يحموهم من الذل والأذي والضرب الذي قد يتعرضون له. وهناك رسالة أوجهها للآباء "يجب ألا تتوقف التربية بمجرد الانفصال". إبلاغ المؤسسات الحقوقية بالنسبة لفكرة إنشاء شرطة أسرية فهي جيدة وتحتاج أن يتم تدريب كل من يلتحق بها وأن يقوم افرادها بدراسة الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. قبل أن يبدأوا في ممارسة عملهم والقبض علي زوجات الآباء أو ازواج الأمهات المجرمين. ومن الأفضل أن يتم الاهتمام في مصر بالدور الارشادي للمؤسسات الحقوقية ومؤسسات الأمومة والطفولة وتفعيله واتاحة أرقام هذه المؤسسات للأطفال وتوعيتهم بضرورة ابلاغها عن التعرض للأذي. لتقوم هذه المؤسسات بحمايتهم وتوجيه الارشادات والتعليمات اللازمة لأسرهم. وفي حالة عدم استجابة الأسرة واستمرار أحد اطرافها في إيذاء الطفل. يتم ابلاغ الشرطة الأسرية لتقوم باتخاذ الاجراءات والعقوبات الرادعة للمجرمين. كاميرات مراقبة أما بالنسبة للأطفال الرضع غير القادرين علي ابلاغ المؤسسات أو الدفاع عن أنفسهم. فلابد أن يحرص الآباء علي حمايتهم ورعايتهم والاهتمام بهم بشكل أكبر حتي لا يتعرضوا للأذي من زوجة الأب أو زوج الأم. ويمكن أن يتم إلحاقهم بحضانة حتي يكبروا ويصبحوا مدركين وقادرين علي التواصل مع الآباء والافصاح عن أي نوع من الأذي يتعرضون له. من جانب آخر يمكن للاسر المقتدرة أو الميسورة الحال أن تقوم بوضع كاميرات مراقبة. للتأكد من عدم تعرض الصغار للأذي والضرب. ويجب علي الآباء أن يدركوا أن أي امرأة تؤذي أطفالهم لا تصلح أن تكون زوجة أو شريكة حياة.