معجزة كروية بكل المقاييس وما تحمله الكلمة من معان.. تلك التي حققها فريق برشلونة بقيادة الساحر ميسي عندما سحق باريس سان جيرمان بنصف دستة أهداف مقابل هدف يتيم للفريق الفرنسي والذي ظن لاعبوه بقيادة نجمهم كافاني ومديرهم الفني أوناي أيمري أن تأهلهم لدور الثمانية في بطولة كأس أوروبا لدوري الأبطال قد بات أمراً واقعا وحقيقة ملموسة بعد فوزهم العريض علي برشلونة في لقاء الذهاب بالعاصمة الفرنسية باريس برباعية نظيفة اعتبرها الكثيرون انها خسارة مزله لاقوي واغلي فريق في العالم مع ريال مدريد.. ودفعت تلك الهزيمة الثقيلة أنريكي المدير الفني لبرشلونة إلي الاعلان عن عدم تجديد عقده مع برشلونة في نهاية الموسم الحالي بعد الانتقادات الشديدة التي تعرض لها.. ولم يخطر ببال أحد أن برشلونة في مقدورة التعويض وسط جماهيره في لقاء العودة استناداً إلي عدة عوامل أهمها أن فارق الأهداف كبير ويصعب تعويضة وثانيها أن البطل الفرنسي فريق كبير ويضم نخبة رائعة من مواهب الكرة العالمية.. وثالثها أنه فريق بحجم بطل قادر بهذه المواهب علي استغلال الاندفاع الهجومي للعملاق الاسباني بحثا عن التعويض والمساحات التي يمكن ان تنتج عن هذا الاندفاع الهجومي في خطوطه الخلفية في خطف هدف أو أكثر ولكن كل هذه التحديات انهارت وذهبت ادراج الرياح أمام المواهب الفذة والمهارات الاعجازية التي يتمتع بها مثلث الرعب.. الأخطر في العالم ليونيل ميسي وسواريز الأرجواني ونيمار البرازيلي فهذا الثلاثي الرهيب قادر عندما يكون في قمة فورمته علي تحقيق المستحيل.. وارساء حقيقة جديدة في عالم الساحرة المستديرة بأنها لا تعرف المستحيل طالما أن هناك إرادة وإصراراً وثقة وتركيزاً وقدرة علي توظيف امكانيات ومهارات ومواهب اللاعبين لصالح الاداء الجماعي والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة في التهديف.. ولأن برشلونة فريق بطولات فقد كان من الطبيعي أن يدافع عن هيبته وسمعته وأن يستعيد بريقه بهذا العرض التاريخي والذي شهد معجزة تسجيل ثلاثة أهداف قاتلة في الدقائق الأخيرة من المباراة ليتوج برشلونة بطلا تاريخيا في تلك الموقعة الكروية التاريخية والتي ستظل ذكراها محفوراً في ذاكرة الملايين من عشاق الساحرة المستديرة علي سطح الكرة الأرضية بعد أن قدم لهم برشلونة عرضا نموذجيا في فنون اللعبة يستحق أن يدرس.. وياليت لاعبي قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك وهم يبدأون رحلة جديدة في الادغال الافريقية يضعون هذا الاداء الاعجازي لنجوم برشلونة الافذاذ وتلك الروح القتالية والكفاحية نصب أعينهم بحثا عن المجد وتحقيق المزيد من الانجازات في القارة السمراء عندما يواجه الأهلي بيدفيست بطل جنوب افريقيا والزمالك مع رينجرز النيجيري في ضربة البداية لمشوارهما في دوري الابطال لبطولة الملايين الافريقية.. ولعلنا نتفق أن قطبي الكرة المصرية والأفريقية والعربية جاهزين فنيا وبدنيا وذهنيا ومبارياتهما الأخيرة في الدوري تؤكد ان نجوم الفريقين في قمة فورمتهما كما أنهم يمتلكون خبرة التعامل مع المباريات الافريقية سواء داخل ملعبهم أو خارجه وثقتي كبيرة في أن الازمة التي يتعرض لها الزمالك حاليا في الدوري بسبب المهزلة التحكيمية التي تعرض لها من جانب الحكم جهاد جريشة في مباراته مع المقاصة لا تؤثر من قريب أو بعيد علي اداء وتركيز نجوم الزمالك لاختلاف طبيعة ومتطلبات البطولة الافريقية عن مسابقة الدوري سواء فيما يتعلق بظروف المناخ وأجواء الملاعب أو مستوي المنافسين وأساليب وطرق اللعب وانطلاقها من هذا الواقع والذي يعلمه نجوم الزمالك بحكم خبراتهم الأفريقية السابقة فإن الزمالك قادر علي التعامل الرينجرز في هذا الدور الاقصائي ولدي لاعبيه حلم الصعود لمنصة التتويج لتعويض ما فاتهم في العام الماضي خسروا نهائي البطولة أمام صن دوانز بطل جنوب أفريقيا خاصة أن الفريق هذا الموسم يتمتع بصفوف كاملة في كل مراكزه عكس ما حدث أمام بطل جنوب افريقيا.