في إطار العمل الجماعي المشترك بين وزارتي الأوقاف والشباب وفي ضوء توصيات المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ وما انبثق عنه من مؤتمرات شهرية ولقاءات علي مستوي المحافظات قررنا بالتنسيق الكامل مع وزارة الشباب والرياضة الإعداد لملتقي يومي علي مدار شهر رمضان المبارك 1438 ه يُقام بمركز شباب الجزيرة بالقاهرة تحت عنوان ملتقي القيم والأخلاق والمواطنة" للعمل علي ترسيخ منظومة القيم والأخلاق وتعزيز روح الانتماء الوطني وبخاصة لدي الشباب . من خلال اللقاء المباشر بين الشباب والفتيات علي اختلاف أطيافهم السياسية ومشاربهم الثقافية وتنشئتهم الاجتماعية وعلماء الدين والنفس والاجتماع والمفكرين والمثقفين والأدباء والسياسيين والإعلاميين والمسئولين التنفيذيين علي اختلاف مستوياتهم التنفيذية في جلسات حوار فكري وثقافي ووطني بنّاء لمناقشة مختلف القضايا والاستماع الجيد إلي رؤي الشباب فيها والخروج في نهاية الملتقي بتوصيات قابلة للتطبيق مع أنشطة شبابية موازية في مجال تطبيق الأفكار الذي يتناولها المنتدي . ويأتي اختيارنا وتركيزنا علي منظومة القيم والأخلاق والمواطنة لما لها من انعكاس علي الأداء في مختلف المجالات فبترسيخ القيم والأخلاق نسهم في القضاء علي مثالب اجتماعية خطيرة كالغش والاحتكار والاستغلال والتربح واستغلال النفوذ وسائر أنواع الفساد المترتبة علي الضعف البشري وغياب الوازع الديني والقيمي ببيان أن الإتقان والالتزام بالقيم سيعود بالنفع علي صاحبه في الدنيا والآخرة ففي الدنيا إن أتقنت أتقن لله وإن غَششت غُششت وإن خدعت الناس خدعوك فأنت واحد وهم جمع فمهما خدعت فإن ما يقع عليك من مخادعة الآخرين آنذاك سيكون أضعاف أضعاف ما يمكن أن تخدع به الآخرين ثم كيف تلقي الله "عز وجل" بالخداع أو الغش أو الكذب أو الغدر أو الخيانة ؟! والنبي "صلي الله عليه وسلم" يقول: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَي الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَي الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّي الصِّدْقَ حَتَّي يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا . وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَي الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَي النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّي الْكَذِبَ حَتَّي يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا " "رواه مسلم". ثم إن الإنسان لا يمكن أن يعمل للمصلحة العامة إلا إذا كان مؤمنًا بوطنه منتميًّا حق الانتماء إليه غير مشتت الولاءات بين الجماعات والتنظيمات في الداخل أو في الخارج أو فيهما معًا إنما هو ولاء واحد واضح شفاف لا لبس فيه خالصًا لله "عز وجل" وللوطن الذي ينتمي إليه الإنسان يشعر بحقه عليه ويعمل جاهدًا علي نهضته ورقيه وهو علي استعداد دائما للتضحية في سبيله كما أنه يدرك إدراكًا تامًا وكاملاً وواضحًا لا لبس فيه بأن الوطن لجميع أبنائه دون تمييز وهو بهم جميعًا وليس بفريق أو طائفة أو جماعة أو تنظيم أو شريحة من شرائح المجتمع دون الأخري فالوطن بنا جميعًا ولنا جميعًا مع تكافؤ في الحقوق والواجبات علي أسس وطنية راسخة فما يصيبنا من خير لنا جميعًا وما يكون من تبعات فإنه مسئوليتنا جميعًا ولو تركنا أهل الشر والفساد ولم نأخذ علي أيديهم لهلكنا جميعًا حيث يقول رسول الله "صلي الله عليه وسلم": " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَي يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِ مِنْهُ" ويقول "صلي الله عليه وسلم": "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَي حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمي اسْتَهَمُوا عَلَي سَفِينَةي فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَي مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَي أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا " "رواه البخاري". ومن هنا يجب أن نعمل معًا في سبيل البناء والتعمير والتنمية في شتي المجالات الفكرية والثقافية والاقتصادية والتنموية والمجتمعية كما نعمل علي تصحيح المفاهيم الخاطئة والأفكار المنحرفة. وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمواطنة وعلي اجتثاث الإرهاب من جذوره فمع الإرهاب لا أمن ولا تنمية ولا استثمار.