يعد الصدق من أعظم الفضائل والأخلاق التى يتصف بها إنسان؛ لذا كان محل عناية القرآن، فقال تعالى موجها نداءه لكل من آمن به ربا«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» للدلالة على أن المجتمع المسلم يجب أن يتَّصف بهذه الصفة الرائعة صفة الصدق؛ لأنها مفتاح كل خير فما أحوجنا إلى ان نرجع إلى هدى نبينا عليه الصلاة والسلام، وتعاليم ديننا الحنيف، ونتسلح بهذه القيمة الغالية من مكارم الأخلاق التى جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم ليتممها، خاصة فى تلك الأيام التى ظهرت فيها من الفتن الله سبحانه وحده بها عليم . ويقول الدكتور عبدالغفار هلال، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان دائما ما يحث المسلمين على الصدق فى أقوالهم وأفعالهم فيقول: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا»، بل ويوجه رسول الله خطابه للمسلمين قائلا لهم: «اضْمَنُوا لِى سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ؛ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ». وأشار إلى أن من عظمة رسول الله التربوية ما تركه فى نفوس أحفاده والمسلمين من حب الصدق