* يسأل محمد عبدالحليم تاجر مصوغات: رأينا كثيراً من الناس في أيامنا يتصدرون للافتاء وهم بدون علم فما حكم هؤلاء وما شروط الفتوي؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: الفتوي أمانة علمية لا يتصدر لها إلا من وجد في نفسه القدرة ولقد كان السلف من الصحابة والتابعين يخافون التعرض للفتوي ويحذرون التسرع فيها وليس ذلك من ضعف فيهم وإنما تورعاً وتقوي خوفاً ان يقولوا علي الله ما ليس بحق وروي عن عبدالرحمن بن أبي ليلي أنه رأي مائة وعشرين صحابياً لا يسأل واحداً منهم عن شيء في الدين إلا رد ان أخاه كفاه الإجابة لأنهم حين يفتون يحدثون عن الله ويبلغون حكمه بعد تلقيه من الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم فإن مجال الفتوي يحتاج إلي حيطة وحذر وتخوف. قال ابن عباس - رضي الله عنهما ان من أفتي في كل من يسألونه عنه لمجنون وكان سحنون بن سعيد: أجسر الناس علي الفتيا أقلهم علماً وهذا ما نراه الآن ان هناك جرأة علي الفتيا حتي وصل أمر هؤلاء إلي حب الظهور وأحياناً يكون أمر هؤلاء حباً للمصلحة والمنفعة الدنيوية والمادية. ان أمر التحليل والتحريم ان يكون له في نفس المسلم هيبة وإجلال لأن هذا الأمر من اختصاص الله وحده فاختصاص التحريم والتحليل من اختصاص الخالق سبحانه وتعالي يقول الله تعالي "يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". وقال سبحانه "ولاتقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون". فهذه الآيات تحذر من الافتراء علي الله بغير علم أو الإفتاء بالرأي والهوي. وقال صلي الله عليه وسلم "إن الله لا ينزع العلم من صدور الرجال انتزاعاً ولكن ينزع العلم بموت العلماء ويبقي رءوساً جهالا يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون وقال أهل العلم: إن الرأي لا مجال له مع وجود نص في القرآن أو في السنة الصحيحة أما الشروط الواجب توافرها في الفتوي العلم بالقرآن لانه مصدر التشريع. عالم بالسنة وباللغة وان يكون عالماً بأقوال السابقين ومواطن الاجماع عنده القدرة علي الاستنباط والاستنتاج. * يسأل أحمد نجم الدين خبير تحكيم: لم خص الله تبارك وتعالي: يوم الجمعة بالذكر وترك البيع في قوله تعالي "واسعوا إلي ذكر الله" ** يجيب: يقول الله تبارك وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون..". ولعل الحكمة من تخصيص الله تعالي يوم الجمعة بالذكر في هذه الآية لما له من منزلة سامية عند رب العالمين ففيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه وفيه تقوم الساعة كما ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة" رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: ان في يوم الجمعة لساعة لا يوافق مسلم يسأل الله فيها إلا وأعطاه إياه: قال وهي ساعة خفية في صحيح مسلم شرح النووي ص68. ص129 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب. من قبلنا وأوتيناه من بعدهم وهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فهدانا الله له. وإذا كانت صلاة الجمعة أظهر صلاة في أيام الأسبوع لأنها الصلاة الجامعة التي لا تصلح إلا في جماعة فقد كان الالتفات إليها التفاتاً إلي الصلاة المفروضة كلها والمراد بذكر الله في الآية الصلاة والخطبة وترك البيع وقت الصلاة حتي لا ينشغل الناس بالدنيا عن صلاة الجمعة.