تمنيت مثل ملايين المصريين. ومثل أفراد منتخبنا أنفسهم وجهازهم الفني. أن نفوز ببطولة الأمم الأفريقية في الجابون. ولكن قدر الله وما شاء فعل. وكنا قاب قوسين أو أدني من إنهاء المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل. ولعب شوطين إضافيين. وربما الاحتكام لضربات الترجيح. لكن لدغة كاميرونية في الدقيقة قبل الأخيرة أطاحت بالحلم الجميل. وكنا قد أذقنا منتخبات التقيناها من نفس هذه الكأس حتي وصلنا للنهائي. وأطحنا بهم بهدف قبل نهاية المباراة مباشرة. وقد أشفقت علي لاعبينا من هذه الصدمة بعد جهد جبار بذلوه علي مدي مباريات البطولة. لكن إشفاقي علي مستر "كوبر" المدير الفني كان أكبر. الرجل جاءنا ووراءه تاريخ طويل من البطولات التي خاضها مع فرق مختلفة خلال مشواره التدريبي ووصل فيها للنهائي وكادت أصابعه تلامس كؤوسها لكن يكون للقدر رأي آخر. ويخسر الرجل وفريقه البطولة. ومن كثرة إخفاقاته في النهائيات. أطلقوا عليه لقب "العبقري المنحوس". فالوصول بأي فريق لنهائيات أي بطولة عبقرية.. والخسارة المتكررة في المباراة النهائية نحس. وكان الرجل يأمل. وكنا نأمل معه. أن يكون فألنا أقوي من نحسه. وتكون مصر ومنتخبها فاتحة خير عليه. ونقطة تحول في تاريخه التدريبي. فيصبح معها "العبقري المحظوظ". وفعل الرجل كل ما في وسعه معنا. سواء في مشوار البطولة الأفريقية أو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا. نجح في إعداد توليفة من اللاعبين الكبار والصاعدين. تمتزج فيها خبرة المخضرمين مع طاقة وحيوية الصاعدين. وحقق بهم في المشوارين نتائج طيبة. ففي البطولة الأفريقية هزم بهذا المنتخب فرقاً استعصت أمامنا علي الهزيمة عقوداً. مثل المغرب وفرقاً عنيدة أصبحنا نفوز عليها بالتخصص مثل غانا. حتي وصل إلي المباراة النهائية فوجد عندها "نحسه" في انتظاره. وفي مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم. نجح في أن يتصدر منتخبنا مجموعته. ويقترب من حلم التأهل. وما أكثر ما تعرض الرجل للهجوم الشرس. من الإعلام ومن الجماهير. لكن تحمل وصبر. وبعد لقاء بوركينا فاسو وفوزنا عليها ووصولنا لنهائي البطولة.. وأمام شبح النحس الذي يلازمه في النهائيات. لم يجد الرجل غير أن يتندر علناً علي نفسه وحظه التعيس. فقال إنه علي استعداد لأن يأخذ أسبوعاً أجازة من المباراة النهائية إن كان ذلك يضمن فوز مصر بالبطولة. ومصر موجودة وباقية ومستمرة. إن فاتتها بطولة 2017 فأمامها عشرات البطولات القادمة. بهذا المنتخب أو بأجيال جديدة قادمة. لكن الرجل لم يعد باقياً في مشواره التدريبي الكثير حتي يحلم بفرصة أخري يهزم فيها نحسه. ولا أظن أنه سيستطيع في مكان آخر غير مصر. فقد أثبت نحسه أنه أقوي حتي من لعنة الفراعنة.